مريم الأسطرلابية: عالمة عربية يعود لها الفضل في اختراع GPS

  • تاريخ النشر: الخميس، 12 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الإثنين، 16 نوفمبر 2020
مريم الأسطرلابية: عالمة عربية يعود لها الفضل في اختراع GPS

يعد نظام الـ GPS من أهم الابتكارات البشرية؛ نظراً لدوره الكبير في حياتنا اليومية وتعقد آلية عمله، لكن هل تعرف أن آلية عمله الأساسية ترتكز على ابتكار قديم لعالمة عربية تدعى مريم الأسطرلابية. ولكن على الرغم من دورها الكبير جحدها التاريخ واقتصر ذكرها على سطور معدودات، اليوم نتعرف على مريم الأسطرلابية.

مريم الأسطرلابي

من هي مريم الأسطرلابية؟

عاشت مريم الأسطرلابية في العصر العباسي في فترة حكم سيف الدولة الحمداني، والدها  العالم الجغرافي والفلكي المشهور كوشيار الجيلي؛ الذي يعرف أيضاً بكوشيار الكيلاني نسبة إلى مدينة أستان كيلان بالفارسية؛ إحدى محافظات إيران.

مؤلفات والد مريم الأسطرلابية "كوشيار الكيلاني":

ولكوشيار الكيلاني عديد من المؤلفات في مجال الفلك؛ من أهمها "رسالة دلالات الكواكب"، "اللامع في أمثلة الزيج اللامع"، "المجمل في أصول صناعة النجوم".

نشأة مريم الأسطرلابية:

نشأت مريم الأسطرلابية في بيئة ثرية بالعلم والمعرفة، هذا ما جعلها تتعمق في مجال علمي الفلك والرياضيات وتبرع فيهما. وأسفر جهدها عن تصميم وابتكار آلة الأسطرلاب "المعقد"، الذي احتوى على تقنيات مطورة؛ لتحديد شكل السماء والأجرام في وقت محدد.

آلة الأسطرلاب:

يعتبر الاسطرلاب الذي ابتكرته مريم الأسطرلابية اللبنة الأولى لكثير من أجهزة الملاحة والفلك في العصر الحديث مثل البوصلة والأقمار الاصطناعية وأجهزة تحديد المواقع المعروف اختصاراً بـ جي بي أس "GPS".

وهو آلة فلكية قديمة أطلق عليها العرب "ذات الصفائح"، استطاعت مريم تطويرها  لعمل الأسطرلاب المعقد، وهو نموذج ثنائي البعد للقبة السماوية، يظهر كيف تبدو السماء في مكان محدد عند وقت محدد.

بعض الإسطرلابات صغيرة الحجم وسهلة الحمل، وبعضها ضخم يصل قطر بعضها إلى عدة أمتار. واستخدمه المسلمون في تحديد اتجاه القبلة خاصة بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية. كما ساعدهم في تحديد بدايات الشهور الهجرية ومواسم الحج وغيرها، كما استخدم في الملاحة البحرية أيضاً.

آلة الأسطرلاب

جحود التاريخ لـ مريم الأسطرلابية:

من الغريب أن التاريخ تجاهل مريم الأسطرلابية ولم يفرد لسيرتها سوى بضعة سطور قليلة، فهل كان ذلك لتفكك الدولة وضعفها في هذا الوقت؟ أم لكونها امرأة؟

لكن يبدو أن التاريخ أراد أن يصالحها في عام 1990 ميلادي، عندما أطلق الفلكي الأمريكي هنري إي هولت اسم مريم الأسطرلابي على حزام الكويكبات الذي اكتشفه أثناء عمله في مرصد بالومار الفلكي في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وفي عام 2015 ميلادي، استلهمت الكاتبة الأمريكية نيدي أوكورافور شخصية مريم الأسطرلابي؛ لتؤسس عليها شخصية البطلة في روايتها "بنتي" التي حازت على جائزة هوغو الأدبية التي تعتبر من أرفع جوائز أدب الخيال العلمي في العالم.

ويظل اسم مريم الأسطرلابي علامة لنبوغ المرأة العربية ومنجازاتها العلمية ودورها في الحضارة الإسلامية.