• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      ماري إلياس زخور زيادة

    • اسم الشهرة

      مي زيادة

    • الفئة

      أديبة

    • اللغة

      العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، اللاتينية، السريانية، اليونانية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      الناصرة، فلسطين

    • الوفاة

      17 أكتوبر 1941
      القاهرة، مصر

    • التعليم

      جامعي - الجامعة المصرية

    • الجنسية

      الأراضي الفلسطينية

    • بلد الإقامة

      مصر

السيرة الذاتية

كاتبة وأديبة نسوية نابغة استحقت أن تكون رائدة من رائدات النهضة النسائية العربية الحديثة، إنها مي زيادة السيدة التي عانت الظلم في حياتها واتهمت بالجنون وحُبست بين أسوار "العصفورية" ولما خرجت فضلت العزلة حتى وفاتها، وأثرت المكتبة العربية بأجمل المؤلفات.

حياة مي زيادة ونشأتها

ماري إلياس زخور زيادة هي أديبة وكاتبة عربية من أم فلسطينية أرثوذكسية من أصل سوري اسمها نزهة معمر، وأب ماروني لبنان، ولدت في الناصرة بفلسطين في 11 فبراير عام 1886.

كان والدها معلمًا في مدرسة الأرض المقدسة، ووالدتها نزهة معمر من النساء التي اهتمت بحفظ الأشعار، وحظيت مي باهتمام كبير من والديها لأنها الابنة الوحيدة بعد وفاة شقيقها.

في النصف الثاني من القرن العشرين انتقل والدها إلى مدينة الناصر في فلسطين، وقبلها كان يسكن في قرية شحتول في لبنان.

تلقت مي في طفولتها مبادئ القراءة والكتابة في قرية الناصرة، ثم انتقلت مع عائلتها إلى لبنان، حيث عمل والدها بالتدريس في قرية عينطورة، وقد كتبت مي عن مذكراتها لمدينة الناصرة:

"إيه يا ناصرة! لن أنساك ما دُمت حيّة، سَأعيش دوماً تلك الهنيهات العَذبة التي قَضيتها في كنف منازلك الصامتة."

تعليمها

التحقت مي بعد ذلك بمدرسة راهبات عينطورة وكان عمرها 14 عامًا، ودرست في القسم الداخلي بالمدرسة، وذلك بين عامي 1900، و1903، وكانت مهتمة بدارسة اللغة العربية، وتعلم اللغات الأجنبية كذلك.

في المدرسة تميزت مي بموهبة الكتابة، فكانت تكتب مقالات أدبية، ونقدية واجتماعية، كما كتبت مقالات تتعلق بالفن مثل الموسيقى، والغناء، وتعلمت العزف على آلة البيانو.

أجادت مي الفرنسية على يد الراهبات في المدرسة، وحفظت الكثير من الأشعار الفرنسية لكبار الشعراء أمثال دي موسيه، ولامرتين، وفي عام 1904 تخرجت من المدرسة ورجعت إلى الناصرة مرة أخرى عند أهلها.

في عام 1908 انتقلت مي مع عائلتها في القاهرة، والتحقت بالجامعة المصرية عام 1916، حيث درست الفلسفة والآداب، وفي هذا الوقت أتقنت اللغات الإنجليزية، والإيطالية، والألمانية بجانب الفرنسية.

عملت مي كمدرسة للغتين الفرنسية والإنجليزية، وتابعت دراستها للألمانية، والإسبانية والإيطالية، وعملت على إتقان اللغة العربية أيضًا، وكتبت الكثير من المقالات باللغات التي أتقنتها في الصحف المختلفة.

تفوقت مي في دراستها، وعُرفت باطلاعها على التراث العربي والأدب الأوروبية، وبسبب كثرة الترحال وعملها بالصحافة تعرفت على مفكرين وأدباء وصحفيين في مصر ولبنان وبلاد المهجر.

استفادت مي زيادة من تعليم والديها ومن ملاحظاتهم لها، وتأثرت كثيرًا بأسلوب الأدباء في عصرها، أمثال أحمد لطفي السيد، وطه حسين، وخليل مطران، وتوفيق الحكيم، وروز اليوسف، وفخري البارويد، ويعقوب صروف، وجبران خليل جبران، وعباس العقاد، وغيرهم.

حياتها العاطفية

كانت مي زيادة معشوقة الشعراء والأدباء، ومحط اهتمام الكثير من الرجال في عصرها، وخاصة أنهم التقوا بها في صالونها الأدبي وعرفوا عنها من الثقافة والأدب والذكاء ما لم يروه في امرأة من قبل.

كتب عنها الرجال الكثير من الأشعار، فقد كتب عنها الشاعر إسماعيل صبري قائلًا: "رُوحِي عَلى بعضِ دورِ الحي قائمةً كظامِئ الطّير تواقاً إلى الماء إن لم أمتع بميّ ناظري غداً أنكرت صُبحك يا يوم الثلاثاءِ."

أما العقاد فقد كتب عنها في كتابه "رجال عرفتهم"، "أكلُ هَؤلاَء عشاقٌ؟ وعلى كلٍ من هَؤلاَء يَنبَغي لميَ أَن تُجيب جَوَاب المحبوبةَ الََتي تَتَقبلُ العشق ممَن يدَّعيه؟ هَذَا هُو الخَاطر الذي تصححُه لمحَةٌ سريعةٌ أيضاً إلى طبيعة الندوة وطبيعةِ التَحية العُرفية التي تُناسِبها."  

ووقع في حبها الكثير من الأدباء منهم طه حسين، والرافعي، وأنطون الجميل، وأحمد شوقي، وعلى الرغم من كثرتهم لم تحب مي إلا رجل واحد، ألا وهو جبران خليل جبران على الرغم من أنها لم تلتقِ به من قبل.

مي زيادة وجبران

تعرفت مي على جبران من خلال الرسائل، حيث كتبت له رسالة تعبر عن رأيها في قصيدته "المواكب" وكانت معجبة بأفكاره وآرائه. توثقت العلاقة التراسلية بينهام عندما طلب منها أن تقرأ نصًا له في حفل تكريم خليل مطران.

تطورت العلاقة شيئًا فشيئًا بدءًا من التودد إلى الإعجاب ثم الصداقة حتى وصل الأمر إلى الحب عام 1919، ولم يصرح كلاهما بحبه للآخر، ولجأ كل منهما إلى التلميح في الرسائل.

استمرت المراسلة بينهما قرابة العشرين عامًا، إلا أنهما لم يلتقيا طوال هذه المدة، وانتهت المراسلات بوفاة جبران في نيويورك عام 1931 وهو ما شكّل صدمة لمي، وعشات منزعلة ووحيدة لفترة.

جمع جبران جميع رسائله لها وعددها 37 رسالة في كتابة بعنوان "الشعلة الزرقاء"، ويقول في أحدها: "أنت تحيين فيّ، وأنا أحيا فيكِ"، ووصف علاقتهما أيضاً بقوله: "الدّقيقة، والقويّة، والغَريبة" وأنّها "أصلَبُ وأبقى، بِما لا يُقاس مِن الرّوابِط الدّموية والجَنينيّة حتى والأخلاقية."

حياتها الأدبية

يُشاع أن مي زيادة نشرت أولى مقالاتها في سن السادسة عشر، ولكنها برعت في مجال الصحافة بعدما انتقلت إلى مصر، حيث كتبت العديد من المقالات الاجتماعية في الصحافية المصرية، ومنها صحيفة "المحروسة" التي كان لها فيها باب خاص اسمه "يوميات فتاة".

في هذه الصحيفة كانت مي تكتب مقالاتها ولكنها تستخدم أسماءً مستعارة، مثل خالد رأفت، وشجية، وكنار، والسندبادة البحرية الأولى، وإيزيس كوبيا، وعائدة وغيرها.

في عام 1926 أضافت مي بابًا جديدًا في صحيفة "السياسة الأسبوعية" تحت اسم "خلية النحل" واعتمد هذا الباب على الأسئلة والأجوبة من قراء الصحيفة، وهو باب صحفي تفاعلي كان يُعد سبقًا مهمًا في مجال الصحافة.

كانت العديد من الصحف تحاول أن تجتذب مي لتكتب لها، منها جريدة الأهرام التي عرضت على مي لتكون ضمن أسرة تحريرها، ولكنها رفضت العرض، وفضلت الكتابة الحرة.

كان لمي دور بارز في الدفاع عن حقوق المرأة واستخدمت قلمها في المطالبة بالمساواة، واستحقت أن تكون رائدة من رائدات النهضة النسائية العربية.

أكثرت مي من المحاضرات والندوات والكتابات للمطالبة بحقوق المرأة وإنصافها، وبرز دفاعها عن المرأة في كتابها "المساواة" الذي صدر عام 1923، بجانب كتبها عن رائدات التنوير أمثال وردة اليازيجي، وعائشة التيمورية.

كانت مي ترى أن من يحرر المرأة هي المرأة ذاتها، وفي الوقت ذاته كانت تقدر مبادرات الرجال في المناداة بتعلمي المرأة أمثال قاسم أمين، والطهطاوي.

صالونها الأدبي

بجانب إبداعها في مجال الصحافة أنشأت مي صالونها الأدبي في فترة كانت تعد تحولًا جذريًا، وذلك بعد الدعوة إلى الاستقلال السياسي، وظهور الرغبة في الحرية الفردية، والمساواة، والدعوة إلى تحرير المرأة.

أقامت مي صالونها الأدبي في 24 أبريل عام 1913، وأعلنت عن صالونها في بهو الجامعة المصرية، حيث ألقت خطابًا احتوى كلمة جبران خليل جبران نيابة عنه في تكريم الشاعر خليل مطران، ثم وجهت الدعوة لعقد صالون أدبي في منزلها.

كان صالونها الأدبي يُعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع في منزلها في الطابق العلوي من مباني جريدة الأهرام في شارع مظلوم باشا، وظل الصالون الأدبي أعوامًا تحت رئاسة الشاعر إسماعيل الصبري.

استقطب صالوناه الأدبي المفكرين والشعراء والأدباء والأثرياء والمعدومين وعلية القوم، ومنهم أحمد لطفي السيد، وأملن معلوف، وأحمد شوقي، وخليل مطران، وعباس العقاد، والرافعي، وزكي مبارك، وطه حسين، وإسماعيل مظهر، ورشيد رضا، ومصطفى عبد الرازق، وغيرهم.

لم يقتصر الحضور على المفكرين والأدباء العرب، ولكن زار صالونها أيضًا اثنان من المفكرين الأمرييكين، أحدهما القصصي الأمريكي هنري جيمس شقيق العالم النفسي الشهير وليم جيمس.

 وكان صالونها واسعًا واختارته أثاثه بنفسه، وعلقت في صدره أبيات من شعر الإمام الشافعي:

إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى وذنبك موفور وعرضك صين ُ

لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن ُ

وعينك إن أبدت إليك معايباً فصنها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف، وسامح من اعتدى وفارق، ولكن بالتي هي أحسن ُ

في الصالون الخاص بها كانت مي تقدم شراب الورد أو القهوة، وكان صالونها هو الصالون الأدبي الوحيد الذي تديره امرأة، وتستقبل فيه ضيوفًا من الجنسين.

تميز صالوناه بالحرية الفكرية والحركة الثقافية، وكان منبعًا للإنتاج الأدبي بأنواعه، وكانت تحرص دائمًا على إفساح المجال لزائريها ليعطي كل منهم رأيه دون الشعور بالاغتراب.

لم يتحدث مرتادون الصالون العربية فقط، إنما كانوا يتحدثون كذلك بلغات أجنبية، ولكن مي كانت دائمًا تتحدث باللغة العربية الفصحى، واتخذ صالونها طابعًا أدبيًا، فلم يتحدث عن الموضوعات السياسية والاجتماعية.

كانت أبرز أهداف هذا الصالون هو بحث التقارب بين اللغة الفصحى والعامية، والتقارب بين الفكر الشرقي والغربي، ومناقشة الروايات والقصائد، واستمر صالونها الأدبي قرابة 25 عامًا لا يثنيها عن إقامته إلى سفر أو مرض.

وصف صالونها الكثير من الأدباء والمفكرين الذين كانوا يحرصون على حضور صالونها، فنجد طه حسين يصفه كالتالي:

"كانَ صالوناً ديمقراطياً مفتوحاً، وقد ظَللت أتردد عَليه أيّام الثلاثاء إلى أن سافرتُ إلى أوروبا لِمُتابعة الدِّراسة، وأعجََبني مِنهُ اتِّساعَه لِمذاهب القَول وأشتاتِ الكلام وفُنون الأدب، وأعجَبَني مِنهُ أنّه مَكان لِلحديثِ بِكل لسان، ومُنتدى لِلكلام في كُل عِلم."

ونجد الشاعر أحمد شوقي يصف صالونها في قصيدة يقول فيها:

أُسائلُ خاطريْ عمّا سباني

أحُسْنُ الخَلْقِ أمْ حُسْنُ البيانِ

رأيتُ تنافسَ الحُسْنينِ فيها

كأنّهما "لِمَيّةَ" عاشقانِ

فن المراسلة

اشتهرت مي زيادة بمراسلة أعلام عصرها من الشعراء والمفكرين والصحفيين، والعديد من الناشطات في الحركة النسائية في لبنان ومصر، وسوريا، ولعل أشهر من راسلتهم وراسلوها الشاعر جبران خليل جبران الذي كان مهاجرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

راسلت مي أيضًا روز اليوسف، ويعقوب صروف، وملك حفني ناصف، والأمير عبد القادر الجزائري، وعباس العقاد، وخليل مطران.

تميزت مراسلاتها باستخدام الأسئلة الوجودية، ونقد الكتب والتحدث عن حقوق المرأة، وتميز أسلبوها بالإتقان والدقة والطرافة، وصبت في رسائلها ثقافتها الواسعة، وكانت ترد على الرسائل التي تأتي إليها باحترام وموضوعية وإيجاز، ولا تصدر الأحكام إلى بروية واتزان.

ومن نماذج المراسلات مراسلاتها إلى عباس محمود العقاد بعد قراءتها لكتابه "الفصول" الذي أهداه إليها، ركزت في رسالتها إلى الانتقاد الذي وجهه إلى كتاب جبران خليل جبران "المواكب" كاشفًا ما فيه من أخطاء لغوية، فتقول فيه:

"لاحظت قسوتك على جبران، وإن كنت أوافقك على بعض ما قلت، وأعارضك في بعضه الآخر، ولا تتسع الرسالة لأقول لك ما أوافقك عليه وما أعارضك فيه".

قصة الجنون المزعوم

عاشت مي زيادة تجارب متتالية من الفقدان أثرت على نفسيتها، ففي عام 1928 توفي والدها فجأة بسكتة قلبية، ثم رحل جبران بعد وفاة والدها بعامين، ثم ماتت والدتها، لتعاني الحزن وتعيش حداداً كبيراً.

انعزلت مي وكانت كئيبة وحزينة وظهر ذلك جليًا في كتاباتها، حيث ظلت تكت عن الجنائز والمآتم، ولكن ما زاد الأمر سوءًا هو حصولها على ميراث كبير طمع فيه أبناء عمومتها.

كانت مي وقتها في القاهرة عندما نصحها أحد أبناء عمومتها بالعودة إلى لبنان، فوافقت وكانت هذه بداية قصة المعاناة، إذ حبسها أبناء عمومتها في بيتها فأضربت عن الطعام، وكان هذا كافيًا للادعاء بأن لها ميولًا انتحارية، ونعتها بالجنون.

أدخلت مي إلى مستشفى "العصفورية" عنوة بعد حقنها بالمورفين، ومكثت فيه 10 أشهر ونصف، ونقلت إلى مستشفى نفسي آخر بعد 10 أشهر أخرى، وتمكنت من التخلص من هذا العذاب بمساعدة شخصيات سياسية مهمة.

ساعدها ملك الأردن عبد الله الأول، وأمين الريحاني الذي دعي البرلمان اللبناني للنظر في موضوعها، وخرجت مي إلى مستشفى الجامعة الأمريكية وظلت فيها 3 أشهر، ثم دخلت في معارك قانونية كثيرة.

دعاها محاموها في النهاية إلى إقامة محاضرة لتثبت صحتها العقلية، فكتبت "رسالة الأديب إلى أهله" لتثبت فيها أنا ما زالت في كامل قواها العقلية، وبهذه الرسالة ألغي عنها الحجر والوصاية القانونية عام 1938.

وفاتها

بعد أن خرجت مي من المستشفى النفسية أقامت عند الأديب والمفكر اللبناني أمين الريحاني، ثم عادت إلى مصر وزارت عدة دولة أوروبية، لتعود للاستقرار في مصر.

توفيت مي في مستشفى المعادي في 17 تشرين الأول عام 1941 عن عمر 55 عامًا، ولم يمشِ في جنازتها إلا ثلاثة أشخاص، وهم خليل مطران، وأحمد لطفي السيد، وأنطوان جميل.

"إيه يا ناصرة! لن أنساك ما دُمت حيّة، سَأعيش دوماً تلك الهنيهات العَذبة التي قَضيتها في كنف منازلك الصامتة."

أهم الأعمال

  • المساواة

  • باحثة البادية

  • الصحائف

  • بين المد والجزر

  • الأعمال المجهولة

  • رجوع الموجة

  • غاية الحياة

  • ظلمات وآشعة

  • سوانح فتاة

جوائز ومناصب فخرية

  • في عام 1999م، اختارَت وِزارة الثَّقافة الُّلبنانية مَي زيادة كَشخصية العام الّذي سَيقام حَوله الاحتفال السَّنوي «بيروت، العاصمة الثقافية للعالم العربي»

جميع أخبار