هانيبال: هدد الإمبراطورية الرومانية وخططه الحربية مازالت تُدرَّس لليوم

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 02 ديسمبر 2020
هانيبال: هدد الإمبراطورية الرومانية وخططه الحربية مازالت تُدرَّس لليوم

هو كابوسٌ هدد عرشَ الإمبراطوريةِ الرومانية.. قائد عسكري مازالت خططه الحربية تُدرَّس حتى اليوم.. اكتسح شمال أفريقيا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا، كما حاصر روما 15 عاماً.. إنه هانيبال أو حنبعل، الذي يعد واحداً من أعظم القادة العسكريين في التاريخ.

بدايات هانيبال

وُلد هانيبال في شمال أفريقيا بمدينة قرطاج  في عام 247 ق.م.، ورافق والده القائد حملقار وهو في التاسعة من عمره إلى هسبانيا.

في السادسة والعشرين من عمره، تولى هانيبال قيادة الإمبراطورية القرطاجية في إسبانيا، وقام بتوحيد المنطقة  تحت قيادته، وتزوج من أميرة إسبانية، ليبسط نفوذ قرطاج على جزء من جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية بما في ذلك ساجونتو (كتالونيا حالياً)، والتي كانت إحدى المعسكرات الرومانية.

الحرب البونيقية الثانية

رأت روما في ذلك خرقاً للمعاهدة التي عُقدت إثر الحرب البونيقية الأولى، وطالبت بتسليمها هانيبال، وكان رفض هذا الطلب سبباً في اندلاع الحرب البونيقية الثانية بين عامي 218 ق. م – 201.

لم يتردد هانيبال، واتخذ قراراً بنقل المعركة إلى روما عن طريق غزو شمال إيطاليا في عام 218 قبل الميلاد من خلال عبور سلسلة جبال الألب.

وانطلق هانيبال في حملته من إسبانيا، وصوّر جيشه على أنه جيش تحرير الشعب من سطوة الرومان وسيطرتهم، مما شجع الناس بالانضمام إلى الجيش.

جيش الأفيال

تزايد حجم جيش هانيبال ليصل إلى 50000 من المشاة و 9000 من الفرسان، كما استطاع أن ينقل عدداً من الفيلة لترويع الجيش الروماني.

واجهت هانيبال الصعوبات في عبور جبال الألب مع الجيش والفيلة، فاضطر لمواجهة الجبال الوعرة والطقس البارد بالإضافة لهجمات القبائل التي تسكن الجبال. المتكررة.

خسر هانيبال خلال هذه الرحلة نصف جيشه والكثير من الفيلة، ورغم ذلك كان واثقاً من النصر.

الانتصار على روما

هزم هانيبال الرومان في عدة معاركٍ بعدها، وتمكن من السيطرة على شمال إيطاليا رغم فقدانه لمعدات وآلات الحصار، ورغم قلة العدد في جيشه مقارنةً بجيوش الرومان.

استطاع هانيبال إنهاك الجيش الروماني، ليصبح الطريق  مفتوحاً أمام القرطاجيين إلى روما، ولكنه لم يتحرك تجاه روما لافتقاره المعدات اللازمة.

طلب هانيبال التعزيزات من قرطاج، لكنّ مجلس شيوخ قرطاج رفض طلبه، وتجنب الكثير من جنرالات روما مهمة الدفاع عنها، حتى تصدى لها قائدا شابا يدعى سكيبيو.

هزيمة هانيبال

 قرر سكيبو اتباع خطة مماثلة لخطة عدوه بأن ينقل المعركة إلى أرضه،  فغزا إسبانيا وحقق انتصارات ضد القرطاجيين وقتل شقيق هانيبال، ثم هاجم  شمال إفريقيا وتوجه إلى قرطاج نفسها، مما دفع مجلس الشيوخ القرطاجي إلى استدعاء هانيبال للدفاع عن المدينة، وفعلًا هذا ما حدث.

بعد عودة هانيبال إلى قرطاج، جهز جيشه للقاء سكيبيو، في معركة زوما عام 202 قبل الميلاد، والتي أفضت إلى هزيمة هانيبال.

وخضعت قرطاج لشروط الرومان المجحفة، وقبل هانيبال منصب رئيس قضاة قرطاج،  حيث استطاع إنجاز العديد من الإصلاحات في البلاد، لكن هذه الإصلاحات لم تحظ برضا الطبقة الأرستقراطية فتعرض للوشاية وحكم عليه بالنفي.

نهاية هانيبال

اتجه هانيبال إلى آسيا الصغرى حيث عمل هناك مستشاراً للملك السلوقي، وبعدها عينه الملك أميرالًا لقواته البحرية.

 لكن كانت خبرة هانيبال البحرية ضعيفةً، فكانت النتيجة الهزيمة.

بعد ذلك تعرض للخيانة ولاحقه الرومان، إلا أنه آثر تناول السم الذي احتفظ به في خاتم يلبسه على أن يموت أسيراً في يد الأعداء، لتنتهي حياة قائدٍ عسكريٍّ فذ قل نظيره في العهد القديم وربما في التاريخ.