أزمة محمد صلاح وليفربول.. اقتراب نهاية "الفرعون"في أنفيلد؟

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ 11 ساعة زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
أزمة محمد صلاح وليفربول.. اقتراب نهاية "الفرعون"في أنفيلد؟

تصاعدت حدة التوترات داخل نادي ليفربول لتتحول من أزمة نتائج إلى صراع علني بين نجم الفريق الأول، محمد صلاح، والمدير الفني الجديد، آرني سلوت، مهددةً بإنهاء مسيرة أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي.

فبعد أسابيع من التكهنات، فجّر صلاح قنبلة إعلامية بتصريحاته النارية التي أثارت عاصفة من الجدل، ووضعت مستقبله في أنفيلد على المحك.

وتشير مصادر إخبارية وصحفية متعددة إلى أن تصريحات اللاعب الأخيرة تمثل نقطة تحول خطيرة، إذ يرى الكاتب أوليفر كاي في مقال بصحيفة "ذا أثلتيك" أن الأزمة تحمل "ظلالاً من أزمة رونالدو" في مانشستر يونايتد.

وأشار كاي إلى أن ما كان مجرد توتر داخلي تحول إلى ما يشبه "حرباً أهلية" بعد مقابلة صلاح الصادمة مع صحيفة "ليفربول إيكو" والتي شن فيها صلاح هجوماً عنيفاً على ليفربول ومدربه آرني سلوت، ملمّحاً إلى رحيله، بعدما كان احتياطياً خلال تعادل فريقه 3-3 مع ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز وكذلك استبعاده من التشكيلة الأساسية أمام وست هام.

إقصاء ووعود لم تتحقق

بدأت الأزمة تتضح مع قرار المدرب آرني سلوت إبقاء صلاح على مقاعد البدلاء لثلاث مباريات متتالية، بما في ذلك التعادل المثير 3-3 أمام ليدز يونايتد. يرى كاي أن هذا الإقصاء لم يكن مجرد "مداورة"، بل "خطوة حاسمة وواضحة للابتعاد" عن لاعب سجل 250 هدفاً للنادي في 420 مباراة مع ليفربول.

في المقابلة التي أجراها صلاح مع "فيا بلاي"، كشف اللاعب عن عمق الخلاف، مؤكداً أن علاقته مع سلوت "انتهت فجأة ولا أعرف السبب". لكن التصريح الأكثر إثارة للجدل كان اتهامه للنادي بـ "نكران الوعود" التي قُطعت له في الصيف، واعتقاده بأن "شخصاً ما لا يريدني في النادي بعد الآن". هذه التصريحات، التي أشار فيها إلى شعوره بأنه "أُلقي به تحت الحافلة"، توحي باعتقاد صلاح وبشدة بوجود أجندة خفية وراء تهميشه المفاجئ.

لكن سلوت من جهته قال إن قراره بإبقاء صلاح في مقاعد البدلاء يرجع لاحتياجه إلى أن يسيطر على المباراة وليس تسجيل هدف. وتابع: "علينا أن نتقبّل وضعنا. مستقبل محمد على المدى القريب هو مشاركته في كأس الأمم الإفريقية، ولكن قبل ذلك سنلعب ضد إنتر ميلان" الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا.

الجدير بالذكر أن صلاح سيغادر لتمثيل مصر في كأس الأمم الأفريقية في 15 ديسمبر/ كانون الأول. وستبقى مصر في البطولة حتى 29 ديسمبر/ كانون الأول على الأقل، ومن المقرر أن تقام المباراة النهائية في 18 يناير/ كانون الثاني 2025. وإذا تأهلت مصر إلى النهائي، فسيعني ذلك غياب صلاح عن ست مباريات لليفربول.

"افتقار إلى الوعي الذاتي"

على الرغم من أن صلاح أشار إلى أن وضعه "غير مقبول" وأنه ليس "المشكلة"، إلا أن ردود الفعل الإعلامية والنقدية كانت قاسية تجاه طريقة تعامله مع الموقف. يصف أوليفر كاي تصرف صلاح بأنه "أناني وغير محترم"، ويدل على "افتقار صارخ للوعي الذاتي". ويستشهد كاي بتصريح صلاح: "ليس عليّ أن أقاتل كل يوم من أجل مكاني لأنني كسبته"، معتبراً إياه "هدفاً ذاتياً" يخدم حجة سلوت ضده.

هذا النقد يتفق مع ما ورد في الصحافة من انتقادات حادة من جانب نجوم ليفربول السابقين. فقد أكد داني ميرفي في برنامج "مباراة اليوم" (Match of the Day) أن صلاح "يسبب مشكلة للفريق وللمدرب ويجعل الأمر كله يدور حوله"، مشدداً على أن هذه الأمور يجب أن تُناقش "خلف الأبواب المغلقة" بحسب ما نقل موقع "ترانسفير ماركت".

فيما نقل موقع "إي اس بي ان" الرياضي عن ميرفي قوله إن صلاح كان عليه أن "يطرق باب المدرب، او يستشير ملاك النادي، وأن يعبّر عن إحباطه مهما كان الأمر"، مضيفاً أن صلاح ما كان له ين يدلي بهذه التصريحات.

كما نصحه مايكل أوين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن "يلتزم الصمت" قبل سفره للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، مؤكداً أن "هذه لعبة جماعية ولا يمكنك أن تقول علناً ما قلته".

شبح الرحيل يلوح في الأفق

يتفق خبراء ومحللون على أن الأزمة الحالية بين صلاح والريدز تفتح الباب على مصراعيه أمام رحيل الفرعون المصري، خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية. يشير كاي في مقاله بصحيفة "ذا أثليتيك" إلى أن سيناريو كريستيانو رونالدو، الذي انتهى بانتقال مربح إلى السعودية، قد يتكرر مع صلاح.

الأمر الذي يعزز هذا الاحتمال هو التلميح الواضح من صلاح نفسه. ففي تصريحاته، أشار إلى أنه طلب من والدته الحضور لمباراة برايتون "لأقول وداعاً للجماهير قبل كأس الأمم الأفريقية، لأنني لا أعرف ما سيحدث بعد ذلك".

هذا التصريح، إلى جانب التقارير التي تتحدث عن استمرار اهتمام أندية سعودية كبرى مثل الهلال، وذكر اسم غلطة سراي التركي وسط عدد من الأخبار المتداولة، يضع علامات استفهام كبيرة حول عودته إلى ليفربول بعد البطولة القارية.

مزيج معقد

ويرى محللون أن أزمة صلاح هي مزيج معقد من تراجع المستوى الفني (الذي يقر به كاي)، وتضارب في السلطة بين نجم الفريق والمدرب الجديد، وشعور اللاعب بالاستحقاق وعدم الرغبة في قبول تهميشه. بينما يرى صلاح أنه ضحية لوعود لم تتحقق وأجندة خفية، فيما يرى نقاد ولاعبون سابقون أن توقيت تصريحات صلاح وطريقته في التعبير عن الغضب كانت خاطئة ومدمرة لغرفة الملابس ومؤثرة سلباً على معنويات الفريق.

في النهاية، يختتم كاي بالقول إنه "عندما يكون المدير الفني ونجم الفريق في حالة حرب، لا يوجد فائزون أبداً". والأزمة الحالية لا تضر بسمعة صلاح فحسب، بل تزيد من تعقيد موسم ليفربول المضطرب، وتجعل رحيل النجم المصري في يناير/ كانون الثاني أو الصيف القادم أمراً وارداً للغاية، خاصة إذا لم يتمكن سلوت من إيجاد حل سريع ومقنع لهذا "الصراع على السلطة" كما وصفه البعض.

تحرير: عادل الشروعات

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة