ظواهر وأحداث فلكية نادرة شهدها العالم خلال عام 2020

  • تاريخ النشر: الأحد، 27 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
ظواهر وأحداث فلكية نادرة شهدها العالم خلال عام 2020

شهد عام 2020 الجاري، الذي نشهد حالياً أيامه الأخيرة، العديد من الأحداث الفلكية النادرة، والتي تمكن سكان الأرض من متابعة بعضها بالعين المجردة، فيما تابعوا أخرى بواسطة التليسكوبات.

ومع توديعنا لعام 2020، نستعرض معكم فيما يلي أبرز الظواهر الفلكية النادرة التي شهدها العالم خلال العام الجاري، والتي أمكن لسكان بعض الدول العربية متابعتها:

قمر الثلج العملاق

شهد سكان الأرض يوم 9 فبراير الماضي ظاهرة فلكية نادرة هي الأولى من نوعها في العقد الجاري، حيث أضاء قمر ثلجي عملاق السماء. 

وبحسب ما ذكرته تقارير فلكية، فإن هذا القمر هو أول قمر عملاق خلال العقد الحالي، حيث يُطلق اسم قمر الثلج على القمر الكامل الذي يظهر في شهر فبراير لأنه عادة ما يتزامن مع تساقط الثلج بكثافة، كما أن هذا القمر يُطلق عليه أيضاً اسم قمر الجوع، وذلك نظراً لظروف الصيد الصعبة التي تكون موجودة خلال هذه الفترة من السنة.

وأشارت التقارير إلى أن اللحظة المحددة للاكتمال تحدث عندما يكون القمر مقابل الشمس مباشرة، حيث يظهر القمر العملاق عندما يكون القمر في أقرب نقطة إلى الأرض في مداره، مما يعني أنه يكون أكبر بنحو 14% وأكثر إضاءة بحوالي 30% من المعتاد، وذلك عند النظر إليه من الأرض.

أجرام سماوية على خط واحد في السماء

وخلال يومي 14 و15 أبريل الماضيين، تابع سكان الأرض حدثاً فلكياً نادراً وفريداً من نوعه، حيث ظهرت في السماء 4 أجرام سماوية على خط واحد، وكان من الممكن رؤيتها من على الأرض.

ووفقاً لما ذكرته تقارير فلكية، فإن هذا الحدث الفلكي الفريد اصطف فيه القمر مع 3 كواكب هي: زحل والمريخ والمشتري، حيث كان أي شخص على كوكب الأرض قادراً على مشاهدة هذا الحدث الفلكي الفريد من نوعه، بداية من مساء يوم 14 أبريل.

وأشارت التقارير إلى أن الناس كان بإمكانهم مشاهدة الأجرام السماوية الأربعة في السماء، حيث كانت البداية بظهور القمر على الجانب الأيمن من المشتري يوم 14 أبريل، أما يوم 15 أبريل، فإن القمر يصل إلى منتصف المجموعة من منظورنا الأرضي، فيما كانت ليلة 16 أبريل هي آخر فرصة لمشاهدة هذا التجمع الفلكي الفريد من نوعه في وقت واحد.

وأضافت التقارير أن القمر كان على بُعد نحو 243 ألف ميل من الأرض، لافتة إلى أن اللقاء الأول بين القمر والمشتري كان بالإمكان رصده بواسطة الأشخاص الذين يملكون تليسكوب، كما أن هؤلاء كان بإستطاعتهم مشاهدة أقمار المشتري مصطفة على جانب واحد من الكوكب في خط مستقيم تقريباً.

خسوف شبه الظل

وكانت سماء المملكة العربية السعودية وعدة دول عربية على موعد يوم 5 يونيو الماضي مع ظاهرة فلكية نادرة، وهي خسوف شبه الظل، والتي استمرت لمدة 3 ساعات و18 دقيقة تقريباً.

ووفقاً لما نقلته تقارير محلية نقلاً عن رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، فإن خسوف شبه الظل يعتبر من الظواهر الفلكية المتعلقة بخسوف القمر، موضحاً أنه يحدث عندما يتحرك القمر خلال الجزء الخارجي الباهت لظل الأرض الذي يُطلق عليه اسم شبه الظل.

وتابع قائلاً أنه خلال هذا النوع من الخسوف، تخفت إضاءة القمر قليلاً، إلا أنه في المجمل يبقى قرصه مضاء بنور الشمس خلال مدة الخسوف، مشيراً إلى أن هذا الخسوف حدث بعد يومين من مرور القمر في أقرب نقطة في مداره الأرص، وهو ما جعل حجمه الظاهري أكبر قليلاً عن المتوسط.

وأضاف أبو زاهرة أن مراحل خسوف القمر حدثت في التوقيت نفسه في كافة المناطق، حيث بدأ الخسوف بدخول القمر إلى منطقة شبه ظل الأرض في الساعة 8.45 مساء بالتوقيت المحلي، ولم يُلاحظ وقتها أي تغيير، وبدا القمر كما هو المعتاد، ثم يصل القمر إلى لحظة البدر المكتمل في الساعة 10:12 مساء، وكان وقتها قد قطع نصف مداره حول الأرض خلال الشهر، لافتاً إلى أن هذا هو البدر الأخير في فصل الربيع وقبل حدوث الانقلاب الصيفي.

وبلغ خسوف القمر ذروته في الساعة 10:25 مساء بالتوقيت المحلي، حيث كان وقتها نحو 57% من قرصه واقعاً في منطقة شبه ظل الأرض، وحتى هذه المرحلة يظل قرص القمر مضاء بالكامل، وربما لا يُلاحظ أي تغير فيه، ثم أتبع ذلك خروج القمر من منطقة شبه ظل الأرض في الساعة 12:04 بعد منتصف الليل، لتنتهي مراحل الخسوف.

الشقيقات السبع

وخلال شهر نوفمبر الماضي، شهدت السعودية والمنطقة العربية ظاهرة فلكية نادرة تُعرف باسم الشقيقات السبع، والتي زينت سماء العالم العربي في ليالي هذا الشهر.

وبحسب ما ذكره ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن شهر نوفمبر: "يُعتبر شهر الثريا، حيث زين هذا العنقود النجمي سماء السعودية والمنطقة العربية بعد بداية الليل وحتى فجر اليوم التالي." موضحاً أن: "عنقود الثريا، والذي يُعرف أيضاً بتسمية الشقيقات السبع، كان مُشاهداً، ليس فقط في الوطن العربي، بل في كل مكان من القطب الشمالي إلى أبعد نقطة في أمريكا الجنوبية."

وتابع قائلاً: "عند النظر إلى هذا العنقود النجمي، فهو يشبه نجوم الدب الأصغر، إلا أنه ضبابي المظهر ويمكن تحديد موقعه بسهولة باستخدام نجوم الجبار (الجوزاء)، فعندما يتم رسم خط وهمي من النجوم الثلاثة في الجبار في الاتجاه المعاكس لنجم الشعرى اليمانية، سوف نصل إلى نجم أحمر براق يُسمى الدبران، وبالقرب من هذا النجم يقع عنقود الثريا، وهناك حاجة لاستخدام وسيلة مساعدة بصرية (المنظار) لرؤية هذا العنقود من داخل المدن بسبب التلوث الضوئي."

وأشار أبو زاهرة إلى أن: "الثريا عنقود نجمي مفتوح يحتوي على قرابة 500 نجم، وبحسب القياسات الحديثة فان الثريا وُلدت من نفس سحابة الغاز والغبار منذ حوالي 100 مليون سنة فقط، مقارنة مع عمر الشمس البالغ 4 مليارات سنة ونصف."

وأردف: "نجوم الثريا مرتبطة ببعضها بواسطة تبادل الجاذبية فيما بينها، وتبعد عن الأرض مسافة 430 سنه ضوئية، وتلك الأخوات السبع تندفع سوياً عبر الفضاء والعديد من منها يسطع الآلاف المرات أكثر من الشمس. وعند التقاط صور لهذا العنقود، سوف يظهر أثر السديم الذي تكونت منه هذه النجوم، ومن خلال المنظار الثنائي سوف يظهر العديد من النجوم أكثر من الشقيقات السبع، ومن خلال تلسكوب كبير يمكن رؤية بعض المواد السديمية حول النجوم."

ولفت إلى أنه: "كقاعدة عامة، ظهر عنقود الثريا فوق الأفق الشرقي قبل الدبران وغرب قبله، والاستثناء الوحيد لهذه القاعدة كان بالنسبة للقاطنين في خطوط العرض الجنوبية (جنوب خط الاستواء)، حيث أشرق الثريا بعد فترة قصيرة من شروق الدبران، أما بالنسبة لنا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فإن عنقود الثريا مرتبط بفصل الشتاء برغم ذلك سيرصد في سماء المساء من الآن وحتى إبريل 2021."

وأضاف رئيس الجمعية الفلكية بجدة: "ظهرا الثريا منخفضة في الأفق الشرقي بعد بداية الليل ببعض الوقت، ووصلت عالياً في السماء عند منتصف الليل، وانخفضت نحو الغرب قبل الفجر تماماً مثل الشمس خلال النهار، وهذه حركة ظاهرية بسبب دوران الأرض حول محورها."

واختتم حديثه قائلاً: "بشكل عام، كان عنقود نجوم الثريا ظاهراً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية طوال الليل، بالتزامن مع أواخر فصل الخريف والانتقال نحو فصل الشتاء، ويمكن بسهولة تخيل الثريا كلطخة متجمدة على قبة سماء الليل."

الاقتران العظيم

وكانت آخر الظواهر الفلكية النادرة التي شهدها سكان العالم خلال عام 2020 حدثت يوم 21 ديسمبر الماضي، والتي تمثلت في اقتراب شبه تام بين مداري كوكبي المشتري وزحل، بما يعرف بظاهرة الاقتران العظيم.

ووفقاً لما ذكره علماء فلك، فإن هذه الظاهرة التي حدثت مؤخراً تُعتبر هي الأقرب والأكثر بريقاً من أي وقت مضى، منذ نحو 800 عام.

وأضافت تقارير فلكية أنه حدث اقتران الكوكبين مرة واحدة كل 20 عاماً تقريباً، لافتة إلى أن المرة الأخيرة التي اقترب فيها المشترى وزحل بهذا الشكل كانت في عام 1623، مردفة أن ذلك الاقتران لم يكن مرئياً من معظم أنحاء الأرض.

وبحسب ما ذكره الفلكي محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، في تصريحات نقلتها عنه مواقع محلية، فإن: "كوكب المشتري يحتاج إلى 12 سنة ليدور دورة واحدة حول الشمس، في حين أن كوكب زحل يحتاج إلى 30 سنة، فهذا يعني أن كلا الكوكبين بالنسبة لنا يقتربان من بعضهما البعض مرة كل 20 سنة، وعادة ما تكون المسافة بينهما ما بين الدرجة إلى الدرجتين."

وتابع قائلاً: "أما ما يميز الاقتران هذا العام هو أن المسافة بينهما ستبلغ 6 دقائق قوسية فقط، أي ما يساوي عُشر الدرجة الواحدة.. وهو أقل بقليل من ربع قطر القمر ظاهري، وهذه مسافة تعتبر صغيرة جداً".

وأشار الفلكي إلى أن آخر مرة حدث فيها الاقتران بمثل هذه المسافة قبل حوالي 400 عام، وتحديداً يوم 16 يوليو عام 1623، لافتاً إلى أن ذلك الاقتران لم يكن مشاهداً إلا من المناطق القريبة من خط الاستواء، لأن كوكبي المشتري وزحل كانا قريبين من الشمس، وعليه يمكن القول إن آخر اقتران مماثل أمكنت مشاهدته من غالبية مناطق الكرة الأرضية كان قبل 800 عام تقريباً، وذلك يوم 5 مارس عام 1226، حيث كانت المسافة بينهما دقيقتين قوسيتين فقط، فيما سيكون الاقتران المماثل القادم عام 2080، والذي يليه عام 2417.

وقال عودة: "خلافاً لما تذكره بعض المواقع، وعلى الرغم من أن المسافة بين كوكبي المشترى وزحل ستكون قريبة جداً، إلا أنهما لن يتحدان ويظهران كجرمٍ واحد، فالمسافة بينهما أقل من أن تحدث هذه الظاهرة، حيث يُشار إلى أن المسافة الحقيقية بين الكوكبين تبلغ ملايين الكيلومترات، وهذه الظاهرة مجرد تقارب ظاهري كما يُرى من الأرض".

وأضاف مدير مركز الفلك الدولي أن كوكبي المشتري وزحل أجرام لامعة جداً، ويمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة حتى من داخل المدن الملوثة ضوئياً، مشيراً إلى أن كوكب المشتري هو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة، وكذلك فإن كوكب زحل من ألمع الأجرام السماوية.

ولفت الفلكي إلى أن هذا الحدث الفلكي النادر أمكن رؤيته فور حلول الظلام، حيث لوحظ جرماً أبيض لامعاً جداً فوق الأفق الغربي، فهذا هو كوكب المشتري، ويعلوه جرم آخر لامع ذهبي اللون، وهذا هو كوكب زحل.

وأضاف أنه سيمكن رؤيتهما في الأيام التالية أيضاً بعد يوم 21 ديسمبر، إلا أن المسافة بينهما ستزداد، وسيعلو المشتري زحل.