ما هي الحياة المستقرة ولماذا يجب عليك أن تهرب منها

  • تاريخ النشر: السبت، 11 مايو 2024
ما هي الحياة المستقرة ولماذا يجب عليك أن تهرب منها

ما هي الحياة المستقرة؟ يسعى العديد من الأشخاص إلى الوصول إلى هذا النمط من الحياة، والذي يعتبرونه الأفضل بلا منازع، حيث الراحة والعمل من المنزل مع تناول الكثير من الوجبات اللذيذة، ثم مشاهدة بعض الأفلام وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هل أسلوب العيش هذا يضمن للإنسان الاستمتاع بحباته بالفعل؟وهل يؤثر التقدم التكنولوجي على هذا النمط للحياة، وما تأثير أسلوب الحياة هذا على صحتك وعملك وعلاقاتك؟

ما هي الحياة المستقرة ولماذا يجب عليك أن تهرب منها

ما هي الحياة المستقرة 

يظن البعض أن هذا النوع من أنماط الحياة هو الأفضل على الإطلاق، حيث يوفر لك الاستقرار اللازم، لكنه يشير في الحقيقة إلى العيش بأنشطة أقل حركة من غيرها والتي لا تُفقد الإنسان أي سعرات حرارية، ويمكن أن يسمى بنمط الحياة الخامل أيضًا.

علامات نمط الحياة المستقرة

على الرغم من أن هذا النمط من الأنماط الشائعة إلا أنه هناك بعد العلامات التي تؤكد أنك تعيشه بالفعل ومن هذه العلامات مايلي:

  • صعوبة النوم والشعور بالأرق، وكذلك الاستيقاظ ليلًا دون سبب بسبب عدم القيام بالأنشطة التي تخرج جسدك من حالة الراحة التي لا تنتهي.
  • الإحساس المستمر بالتعب والإرهاق ونقص الطاقة والحاجة إلى النوم، على الرغم من يقينك من إنك قد حصلت على القدر الكافي من النوم والراحة، أي لم تقم بأي نشاط كبير في هذا اليوم.
  • آلام الكتفين والظهر بسبب عدم الجلوس بطريقة صحيحة.
  • صعوبة التركيز على الأنشطة اليومية مما يصيبك بعدم إتمام المهام الموكلة إليك واللجوء إلى التسويف والتأجيل وتقليل إنتاجية العمل.
  • زيادة ملحوظة في الوزن تؤدي غلأى السمنة والأمراض المصاحبة لها، دون القدرة على الالتزام بالأنشطة الرياضية أو أنظمة فقدان الوزن المعمول بها.

أسباب نمط الحياة المستقرة

ينتج نمط الحياة المستقرة عن العديد من العوامل المختلفة التي يكون بعضها قد تم عن قصد بغرض الحصول على المزيد من الراحة، والبعض الآخر الذي ينتج عن غير وعي من الفرد بل يوضع في ظروف تجبره على ذلك.، ومن أسباب هذا النمط في لعيش الحياة ما يلي:

قلة ممارسة الرياضة

تعتبر ممارسة الرياضة من الأشياء التي يجب على الفرد القيام بها في أي وقت وكل يوم تقريبًا، فإلى جانب محافظتها على رشاقة جسدك ولياقته مع طرد السعرات الحرارية الزائدة عن حاجتك فهي تقلل من شعورك بنمط الحياة الخامل، لأنه إذا كنت من الأشخاص الذين نادرًا ما يمارسون الرياضة، سوف تعاني من الوزن الزائد والخمول.

العمل المكتبي

تؤدي الأعمال المكتبية التي تمارس دون حراك طوال اليوم إلى الخمول والاستقرار في مكان مع التقيد به لمدة زمنية طويلة، وعادة ما يقاوم أصحاب هذا النمط من الأعمال النهوض من أماكنهم، ظنًا منهم أنهم ينجزون أعمالهم بشكل أسرع، ولكن الحقيقة أن ذلك يجرهم إلى سلوك غير صحي وينتهي بهم إلى الحياة المستقرة السلبية.

نمط الحياة التكنولوجي

إن الاستخدام الزائد والمفرط للتكنولوجيا في عالمنا مثل الأجهزة الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الاعتماد على هذه الأجهزة للقيام بأعمالنا طوال الوقت وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالخمول، ومع قلة النشاط البدني الذي كان يمارس مع الأنشطة والأعمال المنزلية، تتحول تلك التكنولوجيا إلى نقمة.

آثار نمط الحياة المستقرة على الفرد

ومن المؤكد أن نمط الحياة المستقرة غير الصحي ولهذا له الكثير من الآثار السلبية على الأفراد الذين يلجأون إليه،وفيما يلي أنواع مختلفة من التأثيرات الناتجة عن نمط الحياة هذا:

آثار نمط الحياة المستقر على الصحة

يحتاج الأشخاص المتعلقون بهذا النمط من أساليب الحياة إلى القيام ببعض الممارسات الرياضية، لكنهم لا يفعلون ذلك مما يتسبب في الكثير من المشكلات الصحية والبدنية ومنها مشكلة التمثيل الغذائي الذي يتعطل عن العمل الصحيح، وهو ما يؤدي إلى زيادة خطر حدوث مشاكل صحية أكبر في المستقبل مثل:

مرض السكري

عندما يكون الشخص نشيطًا إلى حد لا يواجه جسمه صعوبة في تنظيم مستويات السكر في الدم، على عكس ما يحدث مع الأشخاص الذين يتمتعون بحياة خاملة وهو ما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهي حالة لا يستطيع فيها الجسم استخدام الأنسولين بشكل فعال يفيد الجسم مع ارتفاع مستويات السكر في الدم.

ومع ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين، يمكن أن يزيد نمط الحياة غير المستقر من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

السمنة

يؤدي نمط الحياة المستقر، إلى السمنة بالتأكيد وذلك بسبب تراكم الدهون الذي يحدث بسبب عدم ممارسة الرياضة باستمرار والجلوس في مكان واحد لفترة طويلة من الوقت على الرغم من استمرار دخول الطاقة إلى الجسم على شكل طعام مستهلك.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني أصحاب هذا النمط من زيادة مستوى هرمون الجريلين بسبب قلة الحركة التي تترك الجسم غير منهك مما يسبب له الارق ليلًا، والذي يمكن أن يحفز الشهية أيضا، وهو ما يفسر رغبة البعض في تناول الطعام ليلًا.

يتحول هذا الطعام إلى طاقة تدخل إلى الجسم دون أي نشاط بدني لطردها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تراكم الدهون والسمنة.

الصحة النفسية

أظهرت بعض الدراسات أن أسلوب الحياة الخاملة مع الحد الأدنى من النشاط البدني أو يزيد من خطر الاكتئاب والقلق وذلك وفقًا لما صرحت به هذه الدراسات ووجدته حيث أن ممارسة النشاط البدني بشكل يحتاجه جسم الإنسان ومناسب له يمكن أن يؤدي إلى إطلاق هرمون السيروتونين، الذي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين مزاج الشخص.

وعلى عكس ما سبق، فإن قلة ممارسة الرياضة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في إفراز هذا الهرمون، والذي بدوره يمكن أن يقلل من الحالة المزاجية الإيجابية لدى الشخص وتحفيزه، ويتركه يعاني من أعراض الاكتئاب.

صحة القلب

هل يؤثر نمط الحياة المستقر على صحة قلبك؟ بما أن نمط الحياة هذا من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسمنة، إذا فمن الممكن أيضًا أن يكون السبب وراء إصابة الفرد بأمراض القلب، ويرجع ذلك إلى الميل إلى الحركة بشكل أقل، مما قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب.

يمكن أن يؤدي نمط الحياة المستقرة أيضًا إلى تراكم الترسبات الدهنية على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القلب والتسبب في مشاكل صحية خطيرة، مثل النوبات القلبية.

السرطان

هناك احتمالية لضعف جهاز المناعة وزيادة إنتاج بعض الهرمونات التي تلعب دورًا في تحفيز نمو الخلايا السرطانية إذا كنت لا تمارس الرياضة بشكل منتظم أي تمارس هذا النوع الضار من أنماط الحياة الذي لا يساعدك على الحركة.

ولذلك، فإن نمط الحياة هذا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان التي قد تنتهي بالموت، وذلك لأن جسم الإنسان مصمم للحركة والسعي وإذا لم يقم بذلك بالشكل المطلوب منه سوف يتعطل عن العمل بالشكل المطلوب ايضًا.

من أنواع السرطان التي يمكن أن يتسبب بها سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي وسرطان الرئة، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لفهم العلاقة بين نمط الحياة المستقر وخطر الإصابة بالسرطان بشكل.

آثار نمط الحياة المستقرة على الموارد المالية

بالإضافة إلى التأثير على الصحة والحالة النفسية، قد يكون لنمط الحياة غير الصحي هذا أيضًا آثار سلبية على الحياة المالية للفرد،وفيما يلي بعض الآثار المالية التي قد تنشأ نتيجة لاعتماد نمط حياة غير مستقر:

انخفاض حماس العمل

إن نمط الحياة الذي يعتمد على النشاط والحركة الأقل يفقدك الكثير من الحماس للعمل بسبب قلة الطاقة المتوفرة للجسد والتي تتولد عادة من ممارسة الرياضة.

ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى انخفاض الإنتاجية والتأثير بالسلب على العمل، الأمر الذي يمكن أن يؤثر بدوره على الأداء الوظيفي والزيادات المحتملة في الرواتب أو الترقيات.

النفقات الصحية الإضافية

غالبًا ما يرتبط نمط الحياة المستقرة بمشكلات صحية كبيرة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري، ونتيجة لذلك، قد يواجه الفرد تكاليف إضافية للرعاية الطبية أو الأدوية أو العلاجات التي يمكن أن ترهق موارده المالية الشخصية.

تخفيض الدخل

يمكن أن يساهم نمط الحياة المستقر في حدوث اضطرابات صحية تحد من قدرة الشخص على العمل على النحو الأمثل أو حتى تؤدي إلى التغيب المفرط عن العمل وهو ما يؤثر على المال القادم للفرد أو فرصه في الالتحاق بأعمال إضافية وتحسين مستوى دخله.

كيفية التغلب على نمط الحياة المستقرة

نمط الحياة المستقرة من الأنماط السلبية التي تؤثر على الأفراد لفترات طويلة، كما أم تأثيرها السلبي لا يظهر إلا بمرور الوقتولكن يمكنمعالجة تلك المشكلة باتباع الخطوات التالية:

ابدأ بنفسك

إن الخطوة الأولى للتغلب على نمط الحياة المستقرة هي الوعي الذاتي بالمشكلة التي تمر بها، والتعرف على أنماط حياتك المختلفةمع تحديد العادات السلبية التي تحتاج إلى تغيير.

ساعد نفسك من خلال تحفيزهاعلى التغيير وزيادة الوعي بأهمية النشاط الرياضي في الحفاظ على الصحة ولا تترك نفسك ضحية لساعات العمل الطويلة التي لا تنتهي.

تناول الأطعمة الصحية

تساهم الأطعمة المغذية بدور رئيسي في دعم نمط الحياة الصحي، لهذا عليك أن تختار الأطعمة الغنية بالمواد المغذية والألياف والفيتامينات وتتجنب تناول الوجبات السريعة أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، مع زيادة تناول الفواكه والخضروات والبروتين عالي الجودة لدعم الطاقة ولياقة الجسم.

التمرين المنتظم

بالطبع ستكون ممارسة الرياضة من أولى النصائح الموجهة إلى الأشخاص الذين يعيشون نمط الحياة هذا، لأنها بمثابة المفتاح الذي يساعد على حل لغز تلك الحياة وطرد الخمول منها.

ابحث عن نوع من التمارين أو النشاط البدني الذي تستمتع به، مثل الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة أو المشاركة في دروس الرياضة الخاصة مثل الزومباوالأيروبكس، ضع جدولًا منتظمًا للتمارين الرياضية، سواء في الجيم أو في المنزل، للحفاظ على لياقة جسدك البدنية وطرد الكسل من حياتك..

التواصل الاجتماعي

يمكن أن يكون التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء أو العائلة أو أفراد المجتمع وسيلة فعالة لتقليل أنماط الحياة الخاملة أو التخلص منها بالكامل.

اختر الأنشطة الاجتماعية التي تتضمن الحركة، مثل السير مع الأصدقاء أو ممارسة الألعاب الجماعية أو الترتيب لحضور دورات تدريبية في أشياء تحبونها على أن تتضمن الحركة أيضًا.

لا يؤدي التواصل الاجتماعي إلى زيادة النشاط البدني فحسب، بل يوفر الكثير من الدعم النفسي والاجتماعي أيضًا للفرد مما يحسن من صحته بشكل عام ويبعده عن أنماط الحياة السلبية أكبر قدر ممكن.

الانضباط

إذا كنت تريد حياة نشطة يجب أن تحافظ على انضباطك والتزامك من خلال تحديد أهداف يومية أو أسبوعية للأنشطة البدنية التي عليك ممارستها.

قم بوضع وقت محدد لكافة الأعمال التي عليك ممارستها وسترى سحر الترتيب والتنظيم على كسب المزيد من الوقت، ومن هنا سيكون لديك الأولوية لوضع أوقات مختلفة لممارسة الرياضة على مدار يومك للتغلب بشكل فعال على نمط الحياة المستقرة وتحسين الصحة العامة.

اشغل نفسك بالأنشطة الإيجابية

إذا كنت تمتلك بعض الأعمال المكتبية الصعبة فهذا لا يُعني أنك لا تمتلك وقت فراغ، لذلك اعمل على ملأ وقت فراغك بالأنشطة الإيجابية التي تتضمن الحركة البدنية.

يمكنك أن تبدأ من خلال ممارسة بعض الهوايات الجديدة مثل رعاية الحدائق أو المشاركة في بعض الأعمال التطوعية،فمن خلال الانخراط في الأنشطة التي تستمتع بها، من المرجح أن تعود إلى نشاطك وتخرج من عزلتك أي تتخلص من مرض الجلوس لفترات طويلة.

ختامًا، تعرفنا على ما هي الحياة المستقرة وما هو تأثيرها على الإنسان، فغذا كنت تعيش هذا الأسلوب من الحياة وتريد التخلص منه والعودة للمنافسة في ميادين الحياة المختلفة، يجب أن تبدأ في وضع خطتك للبدء من جديد، والتي ستشمل كافة المستويات وستغيرك بشكل كامل.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة