مع اقتراب عيد الأم ... تعرف على تاريخه وصاحبة فكرة الاحتفال به

  • تاريخ النشر: الإثنين، 15 مارس 2021
مع اقتراب عيد الأم ... تعرف على تاريخه وصاحبة فكرة الاحتفال به

يطلق الكثير من الناس على شهر مارس شهر المرأة، وذلك لأننا في بدايته نحتفل بيوم المرأة العالمي في الـ 8 من مارس لكل عام، وفي نهايته نحتفل بعيد الأم في اليوم الـ 21 منه، اليوم الذي يوافق بداية فصل الربيع الهادئ ذو الجو المعتدل، وبالطبع لم يكن اختيار بداية الربيع للاحتفال بالأم من باب المصادفة بل أن تاريخًا طويلًا وراء هذا العيد الذي نجده فرصة نُكرم فيها أمهاتنا على ما بذلوه من أجلنا من قبل حتى أن ترى أعيُننا نور هذه الحياة وطوال حياتنا، ففضل الأمهات على أبنائهم ممتد حتى بعد مفارقتهن لهم بما زرعوه بداخلهم من حبٍ غير مشروط وأخلاقيات ونصائح ينتفع بها الأبناء ما حيوا ولا يكفي هذا العطاء أيام العام بأكملها.

صاحبة فكرة الاحتفال بعيد الأم

مع اقتراب عيد الأم ... تعرف على تاريخه وصاحبة فكرة الاحتفال به

خرجت فكرة عيد الأم أو يوم الأم بمعناه الحالي الذي يحتفل به كل العالم من الولايات المتحدة الأمريكية، بفضل سيدة تُدعى آنا جارفيس ناشطة حقوقية أمريكية قامت بالعديد من المحاولات لحث المجتمع الأمريكي على الاحتفال بالأمهات بشكلٍ جماعي في يومٍ للأم Mother"s Day، وذلك لغربتها في تحقيق حلم أمها بأن يكون هناك يومًا لتكريم كل أم على ما تحملته من صعاب في تربية أبنائها خصوصًا والمجتمع الأمريكي كانت مُنتشرة فيه حالة من الجحود وجمود المشاعر من الأبناء تجاه أمهاتهم في تلك الفترة التي تمتد من منتصف القرن الـ 19 إلى بدايات القرن الـ 19 الذي بدأ فيه عيد الأم.

ففي يوم 12 مايو عام 1907 كان أول احتفال رسمي بعيد الأم في ولاية جورجيا بعد أن وافق عمدة الولاية على طلب آنا جارفيس، لينتشر الأمر فيما بعد ويمتدد إلى كافة ولايات أمريكا ويُعتبر عيدًا قوميًا بالبلاد يُقام في الأحد الثاني من شهر مايو لكل عام بأمر رسمي من الرئيس الأمريكي ويلسون عام 1914، ولم تقف آنا عند هذه النتائج الرائعة التي حققتها لكنها استمرت في المناداة في كل مناسبة بأن يحتفل العالم أجمع بعيد الأم حتى تُكرم الأمهات في كل مكان وهو ما نجح بالفعل مع مرور الوقت حيث أصبح عيد الأم عيدًا عالميًا يحتفل به كل شعب حسب عاداته وثقافته لكن الشيء الوحيد المُجتمع عليه هو إظهار الحب والتقدير لجميع الأمهات في العالم.

عيد الأم في الحضارات القديمة

صحيح أن فكرة عيد الأم بمسماه الحالي وانتشاره عالميًا ترجع إلى بدايات القرن الـ 20 إلا أن جذور هذا اليوم الذي يُعتبر اعتراف بفضل الأم وتقديرًا لدورها، لكن بدايته تعود إلى جذور أكبر الحضارات الإنسانية القديمة، فالبعض يُرجعه إلى الحضارة الإغريقية والتي كانت تحتفل مع احتفالات الربيع المقدسة لديهم بالإلهات أولمبيا الإناث أو الأمهات، كما اعتادت الحضارات المسيحية المختلفة الاحتفال بالأمهات في قبل عيد الفصح بثلاثة أسابيع في يوم الأحد وأطلقوا عليه أحد الأمومة وكان مرتبطًا بالذهاب إلى الكنيسة أو الصلاة في البيوت للسيدة مريم _عليها السلام_ ولازال العديد من الأسر المسيحية تحتفل بأحد الأمومة الذي ينتشر أكثر في الغرب.

عيد الأم عند قدماء المصريين

يتفق المؤرخون على أن المصرين القدماء قدروا الأمومة كثيرًا وكرموا أمهاتهم مصدر الحياة لهم، ولعل أبرز مظاهر احتفال المصريين القدماء بعيد الأم هو احتفالهم السنوي بالإلهة إيزيس رمز المرأة والأم الصبورة الشجاعة التي أحبها وقدسها المصري القديم أكثر من أي إلهة آخر في الحضارة المصرية القديمة، فقد كانت راعية الطبيعة والسحر وأعتبرها المصري القديم رمز للأم والزوجة المثالية لم تحملته بعد مقتل زوجها أوزوريس على يد آخاه سيت وكيفية حملها وتربيتها لابنها حورس حسب الميثولوجيا المصرية القديمة.

وقد استمر الاحتفال بيوم إيزيس كرمز للأمومة والإناث حتى بعد حكم البطالمة لمصر وضم الإحتفال العديد من الإلهات عند اليونانيون القدامى ليُصحب رمز للخصوبة والأمومة، وينتشر في اليونان بلاد الإغريق ومن ثم لمعظم أوروبا، وقد أرتبط هذا الاحتفال بموسم الربيع وأعتاد الناس فيه توزيع الحلوى والكعك والورود والأزهار.

عيد الأم العربي

كان للصحفي المصري القدير مصطفى أمين الفضل في نقل ثقافة الاحتفال بعيد الأم إلى مصر والعالم العربي أجمع، بعدما تأثر بالفكرة التي غزت أمريكا وكتب عنها في كتابه أمريكا الضاحكة وقدمها للجمهور العربي خلال حديثه عن التقاليد الأمريكية في الأربعينيات من القرن الماضي، وقد شغلت الفكرة بال مصطفى أمين كثيرًا ورأى أنه يجب أن يكون لدينا في العالم العربي أيضًا يوم يُذكرنا بتضحيات الأم ودورها في بناء المجتمع بتربية أبناء صالحين للنهوض به، وقد شاركه في الترويج لهذه الفكرة أخوه الصحفي علي أمين عن طريق مقالاته التي كان لها جمهور كبير، ورغم أن الفكرة لم تنال إعجاب البعض لآن الأم لا تحتاج ليوم لتقديرها بل جميع أيام العام يجب أن تكون لذلك، إلا أن الأغلبية من المُفكرين والمسؤولين أعجبتهم الفكرة وبالفعل تم اختيار يوم 21 مارس للاحتفال بالأم العربية، حيث يتوافق مع بداية الربيع ويكون رمز للتفتح والصفاء وما يرمز له فصل الربيع من مشاعر جميلة تعكسها الطبيعة.

عيد الأم في أي شهر

يختلف يوم عيد الأم في العديد من البلاد عن اليوم المعروف لدينا في الوطن العربي؛ حيث تحتفل السعودية وكافة الدول العربية بعيد الأم في يوم الـ 21 من مارس في كل عام، ما عدا دول المغرب العربي تونس والجزائر والمغرب فيحتفلون بعيد الأم في الأحد الأخير من شهر مايو تأثرًا منهم بتاريخ الاحتفال الغربي بيوم الأم في معظم الدول الأوروبية وعلى رأسهم فرنسا، كما يختلف يوم عيد الأم داخل أوروبا نفسها فبعض الدول تعتمد الأحد الأول من مايو عيدًا للأم كاسبانيا.

بينما تُحدده بعض الدول على أساس تاريخ الصوم الكبير من كل عام حيث يكون عادة في الأحد الرابع من الصوم الكبير كما هو الحال في المملكة المتحدة وايرلندا، والقليل من الدول تُقيمه في السبت الرابع من الصوم الكبير مثل النيجر، فيما تختلف روسيا تمامًا عن سائر الدول الأوروبية حيث تحتفل بعيد الأم في الأحد الأخير من شهر نوفمبر.

ومع اختلاف موعد عيد الأم من مكان لآخر في أرجاء العالم يبقى الشيء المشترك والذي لا يتغير أبدًا مظاهر التقدير والاحتفاء بالأمهات في كل مكان، فكلٍ له وسيلته المختلفة عن غيره للتعبير عن حبه لوالدته سواء بالهدايا والورود أو بأي طريقة توصل المشاعر الرقيقة داخل كلٍ منا تجاه أمه. 

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة