من فكرة إلى يونيكورن .. سوق دوت كوم قصة نجاح عربية

قبل أن يتم إعلان شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية الكبرى أمازون عن موافقتها وإتمامها لصفقة استحواذها على شركة سوق دوت كوم، استطاع عملاق التجارة الإلكترونية بالتجزئة العربي أن يصل إلى صفوة شركات اليونيكورن، وهو مصطلح يُطلق على الشركات المليارية، أي الشركات التي استطاعت أن ترفع رأس مالها لما يتخطى المليار دولار.

ففي دورتها التمويلية السابقة التي أقيمت شهر فبراير الماضي، تمكنت شركة سوق دوت كوم من الحصول على استثمارات قيمتها 300 مليون دولار، لتتمكن من الوصول بقيمتها السوقية ورأس مالها الاستثماري إلى مليار دولار، لتتحول في 12 عاماً منذ تأسيسها من مجرد فكرة متميزة إلى شركة يونيكورن استطاعت أن تجذب أمازون للاستحواذ عليها لرغبتها اقتحام السوق العربية.

أسست شركة سوق دوت كوم عام 2005 بواسطة رونالدو مشحور المدير التنفيذي الحالي للشركة، وهيثم مسعود مدير التسويق العلاقات العامة. وقد ضمت الشركة 5 موظفين فقط عند بداية تأسيسها في دبي في الإمارات العربية المتحدة، وانضمت تحت مظلة بوابة الإنترنت للعرب الشهيرة باسم "مكتوب".

وعلى حد قول رونالدو مشحور أن فكرة تأسيس سوق دوت كوم جاءت كرغبة منه في ربط الأشخاص بالأشياء، عبر التجارة الإلكترونية التي لم تكن معروفة آنذاك في العالم العربي في الوقت الذي فرضت فيه نفسها كبديلاً لعمليات البيع والشراء العادية في العالم الغربي كله.

في عام 2009 استحوذت شركة ياهو على شركة مكتوب كلياً، عدا شركة سوق دوت كوم التي لم تنضم إلى مجموعة الخدمات التي استحوذت عليها ياهو، لتظل مملوكة لمجموعة جبار للإنترنت المالك الأصلي لمجموعة مكتوب.

كانت بداية سوق دوت كوم كموقع صغير للمزادات، وفي عام 2011 ومع تنامي فكرة التجارة الإلكترونية في العالم، تحول الموقع إلى موقع يصل بيع البائعين والمشترين، وهي الخطوة التي اقترحها رونالدو مشحور على فريقه في العمل، حينها قال لهم إن الموقع عليه أن يتحول في غضون 3 أشهر وإلا سينتهي كلياً في غضون عامين، وقد اتخذ القرار بالفعل، وتحول موقع سوق دوت كوم تدريجياً من موقع للمزادات إلى موقع للبيع بأسعار ثابتة، إلى موقع متكامل للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت في النهاية.

في عام 2016 ومع انتشار نجاح سوق دوت كوم ووصولها لقمة مواقع البيع بالإلكتروني بالتجزئة في العالم العربي وانتشار خدماتها في السعودية ومصر والكويت بالإضافة إلى الإمارات بالطبع، أعلنت الشركة عن رغبتها في ضم استثمارات خارجية وبيع مجمعة من أسهمها، وتمكنت بالفعل من التعاون من شركة جلدمان ساكس العالمية الكبرى لإيجاد مشترين لهذه الأسهم.

في خلال هذا الفترة استطاعت سوق دوت كوم أن ترفع قيمتها السوقية بشكل سريع لتصل إلى مليار دولار حالياً، مع عرض قرابة 40 مليون منتج في مواقعه المختلفة في العالم العربي، وقرابة 2 مليون زيارة يومياً، بالإضافة إلى ضمه لعدد كبير من العلامات التجارية العالمية.

كل هذا دعى عملاق التجارة الإلكترونية أمازون إلى الانتباه إلى سوق دوت كوم، ولرغبة الأول في اقتحام السوق العربي المتنامي بقوة في هذا المجال، أعلنت أمازون عن رغبتها الاستحواذ على سوق دوت كوم في صفقة عُرض فيها 650 مليون دولار في البداية، وهي الصفقة التي توقفت لعدة أشهر، مع دخول شركات عربية كبرى مثل إعمار وماجد الفطيم على الخط. ولكن في النهاية أعلن رونالدو مشحور في 28 مارس الماضي أن صفقة استحواذ أمازون على سوق دوت كوم قد تمت بالفعل دون الإفصاح عن قيمة الصفقة وتفاصيلها.

وبهذا تبدأ شركة سوق دوت كوم فصلاً جديداً من نجاحها المشرف لعالم الأعمال في العالم العربي كله، والذي يعطي نموذجاً ان الأفكار المتميزة المدعومة بالجهد والعلم والتركيز والمثابرة، قادرة على أن تصبح يونيكورن قوي قادر على مناطحة الشركات العالمية.

إضافة إلى ذلك، يقدم موقع سوق عروض و كوبونات خصم بشكل دائم. بإمكانك الحصول على خصم حصري و فوري على مجموع طلبك عند إستعمال كوبون خصم من سوق كوم المتوفر عبر موقع كوبون.