Detroit Unleaded... الحبّ مجدداً يفتح كل الأبواب الموصدة

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 يونيو 2014
Detroit Unleaded

ها نحن في ديترويت نتعرّف معاً على أنماطٍ مختلفة من المهاجرين العرب في الولايات المتّحدة، علاقاتهم الاجتماعيّة، تواصلهم مع المحيط في بلدٍ تختلط فيه الأعراق والتقاليد، من خلال قصّة حبٍّ رقيقة تجمع بين سامي ونجلا..

سامي الذي يجد نفسه متوّرطاً في العمل في محطةٍ للبنزين، ورثها عن والده الذي قضى نتيجة حادثة سطو، يتواصل مع زبائنه من خلف حاجزٍ زجاجيّ مضاد للرصاص.. نرى العالم من خلال سامي الذي أوصد الأبواب على نفسه في سجنٍ بناه ليحميه من الحياة، تجتازه عابرةً من خلال زبائنه، إلى أن يتعرّف إلى نجلا.. حبّه لنجلا يفرز في النهاية ثورته على واقعه الرتيب، فيغادر القفص الزجاجيّ مقبلاً نحو العيش بعيداً عن محطّة البنزين التي يكره.. مع نجلا يفرّان بعيداً نحو مغامرةٍ جديدة بعيدةٍ عن كلّ التناقضات والأعراف التي تحكم حياتيهما..

تتمكن المخرجة "رولا ناشف" ببراعة، وبعيداً عن أيّ تكلّف، من أخذك إلى عالم المهاجرين العرب في ديترويت، تعرض لك أحلامهم، مخاوفهم، طموحاتهم وخيباتهم، التناقضات التي يعيشونها بين محيطهم وبين العادات والتقاليد التي حملوها معهم إلى وطنٍ جديد، فتبقى مثلاً قضيّة تحكم الذكر بالأنثى أمراً راسخاً لا يمكن تجاوزه..

تبتعد "ناشف" تماماً في فيلمها عن أيّ تعقيدٍ أو ترميزٍ، فالمهم هنا هو الحكاية وأبطالها، فلا فلسفة بصريّة في صورةٍ سينمائيّة مركّبة، ولا ما ورائيّات تقبع خلف الحوارات والشخوص، إنّها الحقيقة واضحة ومفرودة بشفافيّة ليراها الجميع..

وفي رشاقة تتصاعد الأحداث تدريجيّاً ومنطقيّاً على مدة ٩٢ دقيقة هي مدّة الفيلم، وضمن إيقاعٍ متوازنٍ ومنطقيّ..

كما نجحت "ناشف"، وهي من كتبت سيناريو الفيلم أيضاً، في إدارة الممثلين، فيتناغم أداء كلٍّ منهم مع الآخر في وحدةٍ متكاملةٍ، على الرغم من كونهم ممثلين غير محترفين، وبعضهم يقف أمام الكاميرا للمرّة الأولى على الإطلاق..

فيلم Detroit Unleaded دراما رومانسيّة، ممتعة، تحمل الكثير من الشغف في جنباتها.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة