أخطاء السيرة الذاتية وكيفية تجنبها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 24 أكتوبر 2021
أخطاء السيرة الذاتية وكيفية تجنبها

تحقق السيرة الذاتية (cv) هدفها من خلال تأكيد اهتمامك بالوظيفة التي تتقدم لشغلها، وذلك بذكر أمثلة عن إنجازات حققتها وخبرات اكتسبتها بعد سنوات من العمل، وشهادات أكاديمية حصلت عليها إذا كنت من حديثي التخرج. كما تنبع أهمية بيان السيرة الذاتية، من ارتباط بعض محطات تاريخك الوظيفي بمتطلبات وحاجات أصحاب العمل والمنصب الوظيفي الذي تتقدم له. وبناءاً على ذلك فإن الأخطاء في صياغة الـ (cv) أو في ترتيب بعض عناصره، قد تؤدي لخسارة فرصة عمل مهمة في مسيرتك المهنية. فما هي هذه الأخطاء وكيف تعمل على تجنبها؟.

تتكون السيرة الذاتية غالباً من صفحة واحدة بالنسبة لحديثي التخرج، وصفحتين إذا كنت تمتلك عدة سنوات من الخبرة المهنية في مجال تخصصك الأكاديمي. حيث يُفضل ألا تضمِّن الـ(cv) خبرات لأكثر من عشر سنوات من تاريخك الوظيفي، مع مراعاة ترتيبها وفقاً لتسلسل زمني -من الأحدث إلى الأقدم- واستخدام خط مقروء وواضح. مع التركيز على ذكر مهاراتك ومؤهلاتك الوظيفية المرتبطة بمتطلبات المنصب الوظيفي الذي تتقدم لشغله؛ وذلك من خلال معرفة حاجات أصحاب العمل والمهارات التي يتطلبها سوق العمل اليوم.

تجنب الأخطاء الشائعة في إعداد السيرة الذاتية

استناداً لبحث سنوي حديث نشره موقع (CareerBuilder) المتخصص بالموارد البشرية (HR) فإن 48% من أصحاب العمل ينفقون أقل من دقيقتين في مراجعة كل سيرة ذاتية تُقدم إليهم. وشمل مسح الآراء، الذي أجرته خدمة هاريس بول (Harris Poll) لدراسة الرأي العام في الولايات المتحدة عبر الإنترنت في الفترة مابين 14-ماي/أيار و7-جون/حزيران 2015، أكثر من ألفي مدير توظيف في شركات مختلفة.

حيث أكد 42% منهم بأنهم "يرشحون طلبات التوظيف لمقابلة العمل بناءاً على السيرة الذاتية التي تتضمن مهارات تلبي جزءاً من حاجات المنصب الوظيفي". فليس بالضرورة أن تتطابق مهارات المرشحين مع حاجات أصحاب العمل بنسبة 100%، لأن ذلك قد يدفع الباحث عن عمل إلى حشو معلومات غير ضرورية في سيرته الذاتية، والمبالغة في سرد المهارات لدرجة تقوده إلى الكذب حول مناصب وظيفية شغلها في السابق أو إنجازات حققها.

كما لاحظ 56% من مدراء التوظيف -كما يوضح البحث- وجود كذب في سير ذاتية مقدمة إليهم. إذاً يهتم أغلب أصحاب العمل بالسيرة الذاتية التي تقدم أمثلة تتقاطع فيها مهارات المرشح مع جزء من متطلبات الوظيفة الذي يتقدم لشغلها، بالإضافة إلى قدرته على التطور والتلاؤم مع ثقافة الشركة. ولكي تتعرف على أهم أخطاء السيرة الذاتية، فهي بشكل عام:

الكذب حول المهارات والخبرات الوظيفية والشهادات

كأن تذكر في السيرة الذاتية (cv) أنك حصلت على منصبين وظيفيين في شركتين مختلفتين في نفس الفترة، أو أن تضع رابط لفيديو لا علاقة له بعملك على أنه مثال لإنجاز حققته، أو أن تكذب بخصوص حصولك على شهادات تقدير وجوائز على مهام قمت بها ضمن فريق ولكنك تحاول أن تنسبها لجهدك الفردي، حصل ذلك مع زميلة لي تحدثت في سيرتها الذاتية عن إنجاز برنامج حواري مباشر لمدة 72 ساعة بهدف تسجيل رقم قياسي في كتاب غينيس مع أن عملها كان ضمن فريق. وهذه الكذبة حرمتها من الحصول على منحة لدراسة الماجستير.

أخطاء تتعلق بتصميم وترتيب عناصر السيرة الذاتية

حيث بين مسح للآراء، قامت به (National Citizens Service) وكالة خدمة المواطن في المملكة المتحدة ونشرته الإندبندنت،أن "أرباب العمل يمضون حوالي 9 ثواني فقط في مراجعة كل سيرة ذاتية تصل إليهم"، وقياساً لهذا الوقت القصير جداً ستكون فرصتك نادرة في لفت النظر إلى سيرتك الذاتية لو احتوت واحدة أو أكثر من الأخطاء التالية:

  1. ذكر المهارات والخبرات والشهادات الأكاديمية بدون ترتيبها في أبواب.
  2. أن تكون السيرة الذاتية طويلة وفي أكثر من صفحتين.
  3. الأخطاء اللغوية والنحوية في السيرة الذاتية، وعدم الانتباه للهفوات المطبعية أيضاً، في حال أرسلت السيرة الذاتية بصورة ورقية عبر البريد العادي أو سلّمتها باليد إلى الجهة صاحبة العرض الوظيفي.
  4. استخدام حجم خط واحد لكامل السيرة الذاتية، أواستخدام الخطوط المزخرفة صعبة القراءة، أوالمبالغة في استخدام الألوان.
  5. عدم استخدام تنسيق موّحد للفقرات. والتنقيط العشوائي باستخدام مربعات أونجوم وأسهم والتي قد تظهر بشكل مختلف (كإشارات الاستفهام والتعجب) على أجهزة كمبيوتر أخرى.

ذكر تفاصيل شديدة الخصوصية في السيرة الذاتية

كالإشارة إلى العرق أوالدين والمعتقدات. وهذا يُعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في بعض البلدان كما في الولايات المتحدة الأمريكية في بعض الحالات.

المبالغة في ذكر المهارات والخبرات السابقة

والتي لا تتعلق بالمنصب الوظيفي الذي تتقدم لشغله. أو عدم وجود أمثلة حول طبيعة المهام التي قمت بها وتتقاطع مع حاجات صاحب العمل وما يطلبه للوظيفة الجديدة.

ذكر معلومات ليست ذات صلة بالوظيفة

ذكر الأهداف والطموحات الوظيفية والهوايات، التي لا تتعلق بالوصف الوظيفي للمنصب الجديد.

عدم ذكر المعرّفين (References)

الذين قد يتحدث معهم أصحاب العمل حول مهارات المرشح، أو اقتصار ذكرهم بناءاً على طلب صاحب العمل. كأن تكتب في السيرة الذاتية: (ذِكر المعرفين تحت الطلب؟!).

استخدام ضمير المتكلم (أنا) بكثرة

أو عبارات مثل: منصبي، عملي، بلادي، جنسيتي إلخ.... في كتابة السيرة الذاتية –لأن صياغة الـ(cv) تتحدث بلسان صاحبها- كتحصيل حاصل؟!.

استخدام الزمن المضارع لوصف منصب وظيفي سابق

مثلاً: أدير فريق عمال في مخزن لتوزيع مواد الإكساء تابع لشركة.. كذا، التي كنت أعمل معها قبل ثلاث سنوات!.

عنوان بريد الكتروني غير مناسب

استخدام عنوان البريد الإلكتروني غير الواضح والبدائي مثل: superhero44@gmail.com

انتقاد مشغلك السابق

كذكر الأسباب التي دفعت الشخص لترك وظيفة سابقة، أوالتحدث بسلبية عن أصحاب العمل والزملاء السابقين.

اتبع هذه النصائح لتجنب أخطاء السيرة الذاتية

هذه الوثيقة الرسمية (cv) يجب أن تأخذ ما تستحق من وقتك، فهي بعد رسالة الدافع أو رسالة التغطية (Cover Letter) ما سيحدد لأصحاب العمل الشخصية التي تميزك عن بقية المرشحين للحصول على المنصب الوظيفي... فكيف تتجنب الوقوع في أخطاء السيرة الذاتية إذا كنت من أصحاب سنوات الخبرة في العمل:

تجنب الاخطاء الإملائية والنحوية

لا تعني خبرتك الطويلة في العمل بأنك لن تقع في الأخطاء النحوية واللغوية، لذا قم بمراجعة السيرة الذاتية أكثر من مرة لتدقيقها واستعن بمدقق لغوي أو صديق لديه خبرة أكاديمية في اللغة العربية أو الإنجليزية. وانتبه لاستخدام المصطلحات واختصاراتها بشكل صحيح وخاصة في الـ (cv) المكتوبة باللغة الإنجليزية.

احرص على ترتيب السيرة الذاتية بعناية

يجب أن تكون عناصر السيرة الذاتية مرتبة؛ بحيث تبدأ بفقرة استهلالية توضح من خلالها مجال تخصصك وطبيعة الوظيفة التي تبحث عنها وما يرتبط بها من أهدافك الوظيفية، ثم أهم الخبرات والمناصب الوظيفية وأمثلة عن المهام التي أوكلت إليك _مرتبة زمنياً من الأحدث إلى الأقدم_ تليها الشهادات الأكاديمية التي حصلّتها مرتبة تنازلياً أيضاً.

لا تذكر في السيرة الذاتية أسراراً تجارية أومهنية

المقصود الأسرار التي تتعلق بمنصب وظيفي تشغله حالياً: فهذه الخطوة تُعتبر خيانة للثقة. كما لا يجب ذكر إنجازات لم تقم بها أومهام لم تضطلع بها. فأصحاب العمل يمكنهم التأكد من صدق معلوماتك بالبحث على شبكة الإنترنت أومن خلال السؤال عنك في مكان عملك الحالي.

استخدم الأمثلة في المكان المناسب فقط

تركيز السيرة الذاتية على المهارات من خلال أمثلة - ابتعد عن الكليشيهات و العبارات المبتذلة - فعوضاً عن ذكر المهارات في التواصل أو العمل ضمن فريق أو تحت الضغط، قم بذكر أمثلة تؤكد امتلاكك هذه الميزات وغيرها من المهارات التي تتطلبها الوظيفة الجديدة.

لا تسهب في ذكر تفاصيل تاريخك الوظيفي

وحاول أن تركز على تلك المتعلقة بالوظيفة التي تتقدم لشغلها فقط. ولتحقيق ذلك إقرأ الوصف الوظيفي للمنصب الذي تتقدم له أكثر من مرة وقارن بينه وبين خبراتك، كما يجب أن تجري بحثاً شاملاً عن حاجات صاحب العمل في هذه الوظيفة من خلال موقع الشركة على الإنترنت. ولذلك يُفضل أن تكتب سيرة ذاتية خاصة بكل منصب وظيفي جديد تتقدم لشغله.

اذكر الهوايات المفيدة فقط

يمكنك ذكر الهوايات والاهتمامات التي توضح مدى مرونتك في التعلّم وتطوير مهاراتك، كاهتمامك بتعلم لغات أجنبية وعملك التطوعي في أيام العطلة.

استخدم الكلمات المفتاحية في السيرة الذاتية

إذا أرسلتها عبر موقع الشركة على الإنترنت، مما يتيح لك فرصاً أكبر كي يقرأ أصحاب العمل ملفك الوظيفي، مع مراعاة استخدام التنسيق المناسب للفقرات وشكل وحجم الخط (12) مثلا الذي سيكون مناسبا لتفاصيل عناصر الـ(cv) مع حجم خط أكبر واستخدام الشكل العريض للخط (Bold) للأبواب الرئيسية. فتصميم السيرة الذاتية يجب أن يكون مقروءاً وواضحاً (يقرأ أصحاب العمل الـ(cv) من شاشة الكمبيوتر قبل طباعته).

لا تسهب أكثر من اللازم

تكفي صفحة واحدة للسيرة الذاتية إذا كان لديك بين 2-3 سنوات من الخبرة، وصفحتان إذا زادت سنوات خبرتك عن سبعة.

نصائح لكتابة السيرة الذاتية للخريجين حديثا

أما إذا كنت من الخريجين حديثاً وتكتب سيرة ذاتية بهدف البحث عن فرصة للعمل، فقد ترتكب خطأ حشو المعلومات غير الضرورية، تجنب ذلك من خلال اتباع النصائح التالية:

  • عليك التركيز على الشهادات الأكاديمية و الأبحاث العلمية كأول عنصر من مكونات السيرة الذاتية.
  • لا تبالغ في وصف شغفك وحماسك للوظيفة، فعندما تصل إلى مرحلة المقابلة ستكون لديك الفرصة لتعبّر عن اهتمامك بالوظيفة، وهو ما تحققه رسالة التغطية التي تُرفق بالسيرة الذاتية أيضاً.
  • إقرأ مواصفات المنصب الوظيفي الذي تتقدم له جيداً، مما يساعدك في ذكر مهاراتك ذات الصلة التي تلبي حاجات صاحب العمل. احرص على أن تكون الجمل قصيرة ومباشرة. وإذا كنت تقدم (cv) عبر موقع الشركة على الإنترنت كن حريصاً على استخدام الكلمات المفتاحية (Keywords) ذات العلاقة بالمنصب الوظيفي ومتطلباته.
  • إذكر معدل التخرج النهائي إذا كان مطلوباً ضمن إعلان الوظيفة، والتقديرات التي نلتها من الكادر التدريسي على الأبحاث الميدانية والدراسية التي أجريتها خلال سنوات الجامعة، إذا كانت متعلقة بطبيعة المهام التي تتطلبها الوظيفة.
  • في قسم التاريخ الوظيفي لا تذكر كل الأعمال التي قمت بها خلال فترة دراستك بهدف الحصول على مصاريفك؛ عليك ذكر المهم منها فقط في حال وجدت، والذي له علاقة بمؤهلك العلمي. مثلاً: ذكرتُ في السيرة الذاتية بأنني كنت أعمل قبل تخرجي من كلية الإعلام مع شركة لإجراء أبحاث إعلامية وتسويقية، أعطتني التجربة خبرة ميدانية في العمل ضمن فريق من الباحثيني الميدانين وهذا العمل في صلب تخصصي الأكاديمي، ولكني لم أذكر في الـ (cv) عملي -أثناء الدراسة- كمندوبة مبيعات لأدوات المكياج في صالونات التجميل، رغم أن هذا العمل أكسبني خبرة استفدت منها في مهارات التواصل.
  • احتفظ بنسخة ورقية من سيرتك الذاتية لتحضرها معك وقت المقابلة، سيقدّر صاحب العمل خطوتك هذه لأنها تدلًّ على احترافية الشخص المتخرج حديثاً.

أخيراً.. فقد استعرضنا في هذا المقال أحدث الدراسات التي تناولت السيرة الذاتية وأهمية تجنب الأخطاء التي تسبب إهمالها من قبل أصحاب العمل ومدراء التوظيف، كما حدّد المقال أكثر الأخطاء شيوعاً التي يرتكبها الباحثون عن عمل من خلال السيرة الذاتية. بالإضافة إلى خطوات تجنب هذه الأخطاء في السير الذاتية لحديثي التخرج وأصحاب الخبرة الوظيفية أيضاً.

في النهاية.. على الرغم من توفر صيغ جاهزة لكتابة هذه الوثيقة في مواقع متخصصة على شبكة الإنترنت، إلا أنَّ تجنب الكليشيهات والتفاصيل المعقدة قد يساعدك في تلافي أكثر الأخطاء شيوعاً في كتابة السيرة الذاتية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة