ابتكار روسي جديد: تصنيع المركبات الفضائية مباشرة في المدار

تمكن العلماء والمهندسون الروس من تطوير تقنية ثورية، والتي تتيح تصنيع وصيانة المركبات الفضائية والأقمار الصناعية مباشرة في الفضاء.

الصناعة الفضائية في المدار: روسيا تطور تقنيات التصنيع خارج الغلاف الجوي

وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فقد أعلنت شركة الأنظمة الفضائية الروسية، إحدى الشركات التابعة لمؤسسة روس كوسموس الحكومية، عن هذا الإنجاز الذي يمثل نقلة نوعية في صناعة الفضاء العالمية.

وتأتي هذه التقنية المبتكرة استجابة للتحديات المتزايدة في قطاع الفضاء، ولمواكبة خطط روسيا الطموحة لبناء محطة مدارية وطنية، وإنشاء مجموعات متطورة من الأقمار الصناعية.

وأكدت الشركة أن تحقيق السيادة التكنولوجية في هذا المجال الاستراتيجي، يتطلب تطوير أساليب وتقنيات مستحدثة لإنشاء بنية تحتية فضائية متكاملة.

وتعتمد الآلية المقترحة على منهجية مبتكرة، والتي تقوم على نقل الهيكل الأساسي للمركبة الفضائية أو القمر الصناعي إلى المدار أولاً، ثم تثبيت وحدات الحمولة والأنظمة الفرعية الجاهزة على هيكل خاص يعرف باسم كريت.

وستشهد عملية التصنيع في مراحلها الأولى الاعتماد على ربط الوحدات الوظيفية المعدة مسبقاً، ليتطور النظام لاحقاً نحو استخدام أنظمة بناء آلية متقدمة تعتمد على الروبوتات والأذرع الميكانيكية.

ولفتت التقارير إلى أن منهجية العمل تتضمن إنشاء نموذج افتراضي دقيق للمركبة الفضائية على الأرض، حيث تطبق معايير التشغيل الصارمة، وتتبع خوارزميات التصنيع والاختبار المحددة مسبقاً.

وأثناء عملية التجميع الفعلية في الفضاء، يلتزم المشغلون بتسلسل دقيق معتمد على النماذج الافتراضية التي خضعت للاختبار المسبق على الأرض.

كما تجرى اختبارات بصرية ووظيفية إضافية، مع تحديث النسخ الرقمية عند الضرورة لضمان الدقة والكفاءة.

وأفادت التقارير بأن المشروع يستهدف تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أهمها: خفض التكاليف الإجمالية للمهمات الفضائية، تقليل الاعتماد على إطلاق مركبات كاملة التجميع من الأرض، وتوفير مرونة تشغيلية غير مسبوقة عبر إتاحة إمكانية تجميع وإصلاح وصيانة المركبات الفضائية والأقمار الصناعية مباشرة في المدار.

وأشارت مؤسسة روس كوسموس إلى أن هذه التكنولوجيا المتقدمة سوف تتيح النشر السريع لمجموعات الأقمار الصناعية الروسية في مدار الأرض، كما أنها ستساهم في إطالة العمر التشغيلي للأنظمة الفضائية الحالية بشكل ملحوظ.

وأضافت التقارير أن هذه التقنية تمثل خطوة مهمة نحو حقبة جديدة لإنشاء المركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي للأرض، مما سيعزز القدرة التنافسية لروسيا في ميدان الفضاء العالمي، ويدشن أسساً متينة لتصنيع فضائي أكثر كفاءة واستدامة.