الإفتاء المصرية: سماع الأغاني قد يرتقي بالنفس

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 29 سبتمبر 2021
الإفتاء المصرية: سماع الأغاني قد يرتقي بالنفس

طوال قرون ظل أمر سماع الأغاني واحداً من أكثر الأمور الخلافية، الذي أُثيرت ضده العديد من المواقف المتشددة، وقد كشفت الأمانة العامة لدار الإفتاء المصرية، عن حكم سماع الأغاني، وذلك رداً على سؤال إحدى المتابعات، مؤكدة أن الغناء ليس مُحرماً ولا غضاضة دينياً في سماعه.

هناك نوع من الأغاني قد يرتقي بالنفس

قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال بث مباشر عرضته الدار على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،أن هناك نوعاً من الأغاني وهو مقبول ومحبب للنفس ويرتقي بها كما يساعدها على التغلب على المشكلات ويدعم شعور النفس بالاستقرار والسعادة.

 ومن هنا يأتي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ساعة وساعة. وقد أشار إلى قصيدة الشاعر أحمد شوقي التي غنتها السيدة أم كلثوم: أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتساباً فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذ لك كتاباً مدحت المالكين فزدت قدراً فحين مدحتك اقتدت سحاباً".

مُضيفاً أن هذه الكلمات جميلة ولها معاني راقية لا يُقال عنها أنها محرمة ولا يجوز سماعها، وربما هذه الكلمات هي التي تعبر عن وجود الإنسان.

 أكد الدكتور محمد عبد السميع في ختام حديثه، أن الذي يُحرم هو الذي يُضيع هيبة الإنسان أو يوقعه في الفاحشة أو الموبقات وكذلك يجعله يفكر في المحرمات أو يغتنمها فكل هذا لا يجوز، قائلاً: "هناك أغاني سلبية أو تدعو للوقوع فى الفاحشة هذه من المحرمات ومكروهة وغير جائزة".

كان أيضاً الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قد صرح سابقاً إن الأغاني ما هي إلا كلام يُقال بطرب ومقامات موسيقية، فإما أن يكون كلاماً حسناً أو سيئاً، فإذا كان حسناً فهي جائزة سواء كانت أغاني وطنية أو للترويح عن النفس، أو للحب بين الزوجين، أما إذا كانت لإشاعة الفاحشة والعنف أو الاعتراض على حكم الله وقضائه فهذا غير جائز.

مؤكداً أن الحكم في الأغاني يعود إلى كلماتها أما الصور التي بها عرى أو تدعو إلى الإباحية وما يخالف الشرع فهذا غير جائز، فكلمات الأغاني لها نفس حكم الشعر الذي سئل عنه الإمام الشافعي فقال حسنه حسن وقبيحه قبيح.

حكم الموسيقى والغناء

يُذكر أن الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قد قال خلال تصريحات سابقة إن الموسيقى حلال وابن حزم رضي الله عنه رد جميع الأحاديث التي تناولت تحريم الموسيقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنه لا توجد آية في القرآن الكريم أو حديث صحيح عن الرسول يُحرم ذلك.

مُضيفاً أنه لا يوجد أنواع من الموسيقي في الإسلام حلال والأخرى حرام، بل جميعها حلال إلا في حالة واحدة، حال إزعاج الآخرين، قائلاً: "زي ما تكون مشغل موسيقى بصوت عالي في توكتوك أو عربية وعامل إزعاج للكل".

أردف كريمة، أن أدوات الموسيقي كالطبل والدف، استخدمت في عهد رسول الله ولم يحرمها، مستشهداً بقول سيدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الحرب: "يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كُنتُ نذرتُ إن ردَّكَ اللَّهُ سالماً أن أضربَ بينَ يديكَ بالدُّفِّ وأتغنَّى" ولم يمنعها رسول الله.

أوضح كريمة، أنه بالنسبة لحكم الغناء فإن حسنه حسن وقبيحه قبيح وذلك على حد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه لا يجب أن نتصيد ظاهر النص في الأغاني، وذلك لأن بعض كلمات الأغاني تُحمل على المجاز، فقد كانت توجد العديد من النصوص والأبيات الشعرية التي بها مبالغة كبيرة في عهد الرسول ولم يحرمها.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة