التفكير الناقد Critical Thinking

كيف تتميز بشخصية مبدعة في التعامل وحل المشكلات

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 يونيو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
التفكير الناقد

"كيف أكون مثله؟"، "كيف يفكر في المشكلة بكل هذا الهدوء ثم يأتي برأي متزن لا جدال فيه؟!"، "أتمنى تعلم حل المشكلات وإصدار الآراء مثل فلان!".

ليس الأمر بتلك الصعوبة أو ذلك الإعجاز، إن عقلك يجتهد آلاف المرات لكي يتمكن من إدراك كل ما يحيط به، ولديه من الميزات والخصائص والأدوات التي تساعده على ذلك، وأرقى العمليات العقلية هي عملية "التفكير"، ويختلف كل منا في تفكيره على حسب نشاطه العقلي وتدريبه له، وعملية التفكير لها مهارات وأنواع عدة قابلة للاكتساب، من بين هذه الأنواع ما يسمى بــالتفكير الناقد أو Critical Thinking.

ما هو التفكير الناقد؟

التفكير الناقد ليس كما يظن البعض أنه سلوك انتقادي للآخرين، أو التشكيك في معلوماتهم وأفكارهم، أو هو بالضرورة لدى من لديهم القدرة على الذاكرة الجيدة، والقيام ببعض المهارات العقلية مثلا، لا، بل التفكير الناقد عبارة عن:

  • مهارة عقلية مستقلة تظهر في القدرة على التفكير الواضح
  • أو التفكير العقلاني حول ما يجب أن يؤمن به الفرد أو ما يعتقده، وما يجب أن يقوم به، وتحليله تحليلا موضوعيا،
  • وفهم العلاقة المنطقية بين الأفكار وبعضها،
  • والقدرة على التأمل المستقل الذاتي حول الأفكار والمعتقدات التي تدور حوله.

فوائد التفكير الناقد

إن حاجة الأشخاص لهذا النوع من التفكير يتلخص في أهميته القصوى في حياتهم وتكوينه لبعض المهارات الأخرى لديهم، ومن أهم ما يقدمه التفكير الناقد للأفراد:

  1. تحديد وتقييم وبناء الحجج والاستدلالات.
  2. فهم الروابط المنطقية بين الأفكار والأفكار الأخرى.
  3. كشف التناقضات والأخطاء الشائعة في التفكير.
  4. حل المشكلات بطريقة منهجية منطقية.
  5. تحديد مدى صلة وأهمية الأفكار والمعتقدات الراسخة.
  6. التأمل في "التبريرات" المقدمة للمعتقدات والقيم.
  7. القدرة على تحديد العواقب والثغرات.
  8. المساعدة في الوصول إلى "التفكير الإبداعي والابتكاري" فنحن بحاجة إليه كي يتم تحليل الأفكار قبل الموافقة عليها.
  9. تحليل المعلومات والبيانات الصادرة من جهات يثق فيها الجميع -وسائل الإعلام مثلا- قبل قبولها وأخذها كمسلّمات.
  10. يعزز مهارات اللغة ومهارات العرض التقديمي والإلقاء.

سمات شخصية المفكر الناقد

إن التفكير الناقد من أهم المهارات التي يبحث عنها الجميع، سواء كان في أعمالهم واختيار موظفيهم، أو في أداء واجبهم اليومي، أو حتى في حياتهم الشخصية وبناء آرائهم ومعتقداتهم، لما له من أهمية خاصة في عملية التغيير والتطوير والإبداع وحل المشكلات الخاصة والعامة، ولاكتساب هذه المهارة الهامة عليك أولا أن تسعى للتحلي ببعض السمات الشخصية، من بينها:

  1. الإنصات القوي.
  2. التحلي بالمرونة.
  3. التحليل الدقيق.
  4. التجرد من الآراء الشخصية أثناء التحليل.
  5. حب الاستطلاع.
  6. الاستدلال والاستقراء، وهو تتبع الأمر وتقصّيه بتفاصيله للوصول إلى نتيجة.
  7. الملاحظة الجيدة.
  8. الموضوعية وعدم البعد عن الواقع.
  9. التقمص الوجداني، وهو أن يضع الشخص نفسه مكان المتحدث وينظر من منظوره.

نصائح وتمارين تساعدك على اكتساب مهارة التفكير الناقد

كي ندخل في الأمر دخولا عمليا مباشرا، عليك القيام بما يلي:

  1. انظر للصورة من الأعلى: أي: انظر للموضوع  بشكل كامل، وحلل كل طرف فيه، وما هو علاقته الحقيقية بالموضوع ككل، ثم لاحظ كل شيء، وحلله تحليلا موضوعيا دون تحيز لأي فئة، وانتبه للتفاصيل.
  2. ضع الافتراضات والآراء جانباً: ودقق وحلل فقط المعلومات التي تتلقاها.
  3. التقط التفكير الأناني وأخرجه: غالباً ما يقع عقلك فريسة للتفكير الأناني القائم على ما تفضله شخصياً سواء من أشخاص تثق بهم  -مثل الانسياق وراء آراء المشاهير- أو معتقدات خاصة بك بناء على خبرات سابقة، ومن هنا افحص كل أفكارك والأفكار الأخرى فحصا منطقيا عقلانيا.
  4. ابتعد عن التبرير الذاتي، أي: ابتعد عن التبرير والدفاع عن معتقداتك وأفكارك، واستمع جيدا للآراء الأخرى وحللها بعيدا عن رأيك الشخصي، والتزم بالموضوعية.
  5. اسأل أسئلة عميقة مدروسة؛ هذه من أهم الخطوات التي تضمن لك اكتساب هذه المهارة.
  6. ميز بين أسئلة الحقائق والخيار والحكم: فهناك أسئلة جوابها جواب واحد فقط، مثل الحقائق العلمية: "ما درجة غليان الماء؟"، وهناك أسئلة جوابها يعتمد على تفضيلك الشخصي فليس هناك إجابة محددة تلتزم بها أو تُلزم الآخرين أيضا بها، وهناك أحكام يُقال فيها الحق دون النظر للميول والأهواء، فانتبه لذلك.
  7. وضح الاستدلالات من الافتراضات: والاستدلال هو الدليل على فرضية ما، فلا تخلط بينهما ووضحهما، على سبيل المثال: "أمّ تفرض أن ابنها الرضيع يشعر بالشبع، والاستدلال أن الطفل الرضيع إذا جاع بكى وهو لا يبكي الآن".
  8. احذر "غسيل الدماغ"، إذ ينساق الجميع نحو وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي دون تمحيص للأفكار والشائعات التي تنشر فيها، فعليك أن تركز على محتوى الفكرة أوالخبر، وافحصه جيدا، وحلله تحليلا عميقا، ثم احكم واعتقد.

بالتأكيد أنت تمتلك بعضاً من تلك المهارات وتفكر فيها، لكن الآن لم يعد الأمر نفلا، بل هو فرض عليك البدء فيه عمليا منذ اللحظة سعيا وراء بناء شخصية رزينة متزنة تستطيع معالجة مشكلاتها بحنكة وهدوء، فضلا عن لجوء الآخرين إليك لحل مشكلاتهم من حكمة رأوها فيك!

المصادر:

  1.  مقال: مهارات التفكير الناقد. منشور على موقع skillsyouneed.
  2.  مقال: ما هو التفكير الناقد؟ Critical thinking.
  3. مقال: تعريف التفكير الناقد والمهارات والأمثلة. thoughtco.
القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة