الزكاة .. ماهي و ما أحكامها و شروطها و كيفية احتسابها ؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 15 مايو 2020 آخر تحديث: الأحد، 17 مايو 2020
الزكاة .. ماهي و ما أحكامها و شروطها و كيفية احتسابها ؟

الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة ، و فرض من فرائضه ، ثم فرضها في المدينة المنورة في شوال في السنة الثانية من الهجرة بعد فرض رمضان و زكاة الفطر .

الزكاة :

الزكاة هي فريضة على كل مسلم بالغ عاقل يملك نصاباً من المال و قد فرضها الله حين قال :” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها ” [سورة التوبة 104] و قال تعالي كذلك : ” و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة ” [ سورة المزمل ]

الحكمة من الزكاة :

  • تطهير النفوس من صفات مثل البخل و الشح و الطمع
  • مواساة الفقراء و سد الحاجات للأشخاص المعوزين و المحرومين
  • إقامة مصالح الأمة العامة
  • السيطرة على تضخم أموال الفقراء و ازديادم غناء بينما يزداد الفقراء على فقرهم ولا ينحصر أموال المجتمع في فئة واحدة .

أنواع الزكاة في النقود :

تجب الزكاة على خمس أنواع من الأموال هما :

النقود : سواء كانت سبائك أو مضروبة أو كانت حليا من ذهب أو فضة ونصابها هو (85 غراما) من الذهب والمال.

الفضة  : نصابها (700 غراما).

الأنعام : و هي الإبل و نصابها أن تكون خمساً من الإبل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليس فيما دون خمس صدقة” (متفق عليه) .

زكاة البقر :  فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “في كل ثلاثين تبيع ، و في كل أربعين مسنة ”
( رواه أبو داود والترمذي و صححه ابن حبان و الحاكم) .

زكاة الغنم : لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” في كل أربعين شاة شاة” .

شروط وجوب الزكاة :

  •  يجب أن تكون من إنسان مسلم ( يجب أن نعلم أنه لا يُشترط أن يكون الشخص بالغاً أو عاقلاً
    -ذلك تبعا للراجح من قول العلماء – ، و على هذا فتجب الزكاة في مال الصغير و المجنون ، و ذلك بأن يخرجها عنه وَلِيُّه)
  •  يجب أن يكون إنسان حر طليق ليس عبد ، و لكن يجب التنويه أن العبودية قد قضى عليها الإسلام منذ زمن فلا نجدها ف زماننا هذا .
    3- أن يكون المال مملوكاً لصاحبه ملك تام و مستقراً لديه .
  • يجب أن يكون المال ينمو و يزداد أو على الأقل يكون قابلا للزيادة ، مثل الإبل
    فهي تلد و تتكاثر و الزرع فهو يثمر ، و التجارة التي تزداد و تزدهر ،
    و كذلك النقوم القابلة للزيادة ، و ذلك تبعاً لقول الرسول صلى الله عليه و سلم
    “ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة” (رواه البخاري)
    و قد قال الإمام النووي  : ” أن هذا الحديث هو أصل في أن الأموال المعدة للاقتناء أو للادخار فقط لايجب عليها زكاة
  • يجب أن يكون المال متبقي عن الحاجات الأساسية  مثل :
    المأكل و المشرب و المسكن و الملبس و النفقة على البيت و الزوجة و الأولاد و من يلتزم الفرد بنفقتهم
  • الحول : يجب أن يمر على امتلاك الشخص للنصاب عاماً هجري كامل ،
    ذلك لقوله صلى الله عليه و سلم : ” لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول”
    [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد حسن] .
    ذلك فيما عدا الزروع و الثمار لقوله تعالى : “وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ”  [سورة الأنعام : 141]
    أيضاً نتاج بهيمة الأنعام ، و ربح التجارة ، حيث يكون حولها حول أصلها
  • “السوم” : “وهو رعي بهيمة الأنعام بلا مؤنة ولا كلفة” ، فإذا  كانت الأنعام معلوفة لأكثر من عام و هناك تكلفة في رعيها فلا يوجد لها زكاة عند أغلب الجمهور
    الحديث الشريف : ” في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون” [صحيح ابن خزيمة]
    أما في كتاب سيدنا أبي بكر رصى الله عنه فقال : “و في الصدقة الغنم في سائمتها ..” [رواه البخاري]
    و هذا يدل على تقييد الزكاة بالسوم .
  • “ملك النصاب” : النصاب هو المقدار الذي قام بتشريع وجوب الزكاة بوجب بلوغه ،
    فالفقير الذي لا يملك شيئاً لا يجب عليه شيء أو زكاة ، و أما من يملك مقدار أقل
    من النصاب فلا زكاة عليه ، و يجب المعرفة بأن النصاب يختلف من مال إلى مال .

أنواع الزكاة عامة :

  • زكاة الحُلِيّ
  • زكاة الأوراق البَنكية والسندات
  • زكاة الفطر ( الزكاة الواجبة في الذمة)
  • زكاة عروض التجارة
  • زكاة الرِّكَاز(وهو كل شيءٍ له قيمة، قد دُفِنَ في الأرض مِن أيام الجاهلية كما سيأتي)
  • زكاة الأنعام
  • زكاة الزروع
  • صدقة التطوع ، و هي ما يقوم المسلم بإخراجه إحساناً إلى غيره ، طلباً لزيادة الأجر من الله.

حكم الزكاة :

  • الهدف الرئيسي منها ليس فقط أخذ المال من الغني و إنفاقه على الفقير و لكن ،
    التحلي بنعمة “التخلي” حتى لا يصبح الإنسان عبداً للمال بل يصبح سيداً له .
  •  قال الله تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ “

مصارف الزكاة :

  • الفقراء : “الفقير من لم يكن لديه من المال ما يسد حاجته وحاجة من يعول”.
  • و المساكين : “وهو قد يكون أخف فقرا من الفقير أو أشد”.
  • ابن السبيل : “وهو المنقطع عن بلده فيتم إعطاؤه من مال الزكاة ما يسد به حاجته
    في الغربة و حتى إن كان غنيا في بلاده ، نظرا لما تعرض له من فقر أثناء سفره و انقطاعه عن بلده و أمواله” .
  • المؤلفة قلوبهم:  “المؤلف قلبه هو رجل مسلم يكون ضعيف الإسلام
    و لكن تكون له الكلمة النافذة في قومه ، فيعطى من الزكاة تأليفا لقلبه ،
    وجمعا له على الإسلام مرة أخرى رجاء بذلك أن يعم نفعه و يكف شره” .
  • العاملون عليها : “و هم الجباة و السعاة الذين يسعون لجمعها و توزيعها لمصادرها” .
  • في الرقاب : “هم العبيد و الرقيق الذين يرجى تحريرهم “.
  • الغارمون : “الغارم هو  الشخص المدين المعسر الذي لديه
    دينا في غير معصية الله و رسوله فيتم إعطاؤه من الزكاة ما يساعده على سداد دينه”.
  • في سبيل الله : “المراد بها هنا هو العمل الذي يوصل إلى مرضاة الله
    و جناته و بالأخص الجهاد لتبليغ كلمة الله تعالى ، و كذلك المصالح الشرعية
    مثل عمارة المساجد و بناء المستشفيات و المدارس و الملاجئ للأيتام “

الزكاة في القرآن الكريم :

تم ذكر الزكاة في القرآن الكريم في كثير من المواضع و هذا إن دل فيدل على قوة مكانتها في الدين الإسلامي .

“وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ” [سورة البقرة 43]

” وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ ” [سورة البقرة 110]

” إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ” [سورة المائدة 55]

” فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ” [سورة التوبة ،11]

” الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ” [سورة الحج 41]

” رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ” [سورة النور 37]

” وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ” [سورة النور 56]

” الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ” [سورة النمل 3]

” وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ” [سورة البينة 5]

تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا