دراسة: تناول النحاس يومياً يحسن الإدراك العقلي بعد الـ 60

كشفت دراسة طبية حديثة عن دور مهم لعنصر النحاس في تعزيز الوظائف الإدراكية والذاكرة، خاصة لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين.

النحاس والدماغ: عنصر غذائي قد يحسن الذاكرة والإدراك لدى كبار السن

وأظهرت النتائج أن إدراج كميات مناسبة من النحاس في النظام الغذائي، قد يكون مفتاحاً لتحسين الأداء العقلي لدى كبار السن، خاصة في المهام المرتبطة بسرعة المعالجة والتذكر والطلاقة اللفظية.

واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات 2420 مشاركاً ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، تم جمعها من المسح الوطني الأمريكي لفحص الصحة والتغذية.

وقام الباحثون بمقارنة كمية النحاس التي يتناولها المشاركون عبر وجباتهم الغذائية، بنتائج اختبارات إدراكية متنوعة، تقيس عدة جوانب من وظائف الدماغ.

وبحسب النتائج، فإن الأشخاص الذين تناولوا ما يزيد عن 1.4 ملليغرام من النحاس يومياً، قد سجلوا أداء معرفياً أعلى مقارنة بأولئك الذين حصلوا على أقل من 0.76 ملليغرام.

ولفت الباحثون إلى أن هذا الارتباط الإيجابي كان أكثر وضوحاً لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ من السكتات الدماغية، مما يشير إلى إمكانية استفادتهم بشكل خاص من رفع مستوى هذا العنصر في غذائهم اليومي.

لكن الدراسة لاحظت أن فوائد النحاس الإدراكية لا تستمر في التزايد إلى ما لا نهاية، بل تستقر عند حد معين، حيث لوحظ أن المستوى المثالي يقع تقريباً ما بين 1.2 و1.6 ملليغرام يومياً، دون وجود فائدة إضافية عند تجاوزه.

ويعزى هذا التأثير المفيد للنحاس إلى أدواره الحيوية في الجسم، حيث يشارك في إنتاج الناقلات العصبية الضرورية للتواصل بين خلايا الدماغ.

كما أنه يساهم في دعم مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية من التلف، بالإضافة إلى كونه مكوناً أساسياً في عمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة داخل الخلايا العصبية.

وبالرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد الآلية الدقيقة لهذا التأثير، توصي الدراسة بضرورة الانتباه لمستويات النحاس ضمن النظام الغذائي، خاصة لدى كبار السن، مع الحرص على عدم تجاوزه، لأن المستويات المرتفعة قد تكون ضارة في بعض الحالات.