عراقيل أمام استقبال واندماج اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الخميس، 07 أبريل 2022
عراقيل أمام استقبال واندماج اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بداية الأسبوع الحالي أن حوالي 4,24 ملايين شخص فروا حتى الآن من أوكرانيا. وقالت المفوضية في بيان لها إن 7,1 مليون شخص آخرين نزحوا داخل أوكرانيا وأن 13 مليون "تقطعت بهم السبل في المناطق المتضررة أو أصبحوا غير قادرين على المغادرة. "وأضافت المفوضية: "إننا نواجه أزمة إنسانية ضخمة تتفاقم في كل ثانية".

وحتى قبل بدء الحرب، أكدت المفوضية وجود 2.9 مليون شخص في البلاد بحاجة إلى المساعدة. وتقدم المفوضية المساعدات لأولئك الأشخاص المتواجدين داخل أوكرانيا وأيضاً لأولئك الفارين من البلاد.

60 مليون يورو تمويل من ألمانيا

أكدت المفوضية قبل أسبوع أنها تلقت 60 مليون يورو كتمويل من ألمانيا "للمساعدة في تقديم المساعدات الإنسانية لملايين المتضررين من الحرب في أوكرانيا". يعمل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) في ألمانيا علىتوفير دورات اللغة والاندماج لأولئك الذين فروا من أوكرانيا. ومع ذلك، انتشرت مؤخراً أنباء بأن العديد منهم واجهوا أيضًا عقبات بيروقراطية في ألمانيا.

حتى الآن، استقبلت بولندا بشكل رئيسي غالبية الفارين من أوكرانيا. ويوم الثلاثاء، قام المفوض السامي فيليبو غراندي بزيارة مدينة كراكوف البولندية للتعبير عن شكره لاستقبال "150 ألف لاجئ في مدينة يبلغ عدد سكانها 800 ألف"، ويوم الأربعاء قال إنه وصل مدينة لفيف بأوكرانيا لتقييم الوضع هناك.

يأتي ذلك على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي كان واضحًا في طلبه بأنه يحتاج إلى المساعدة في "تحفيز" الأوكرانيين على الانتقال من بولندا إلى دول أخرى وأن تبدأ الدول في مشاركة استقبال الاجئين في جميع أنحاء الاتحاد.

'تشجيع اللاجئين على مغادرة بولندا'

في 28 مارس/آذار، قالت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون إن الوضع لن يكون مستدامًا من دون "تشجيع اللاجئين على مغادرة بولندا ومحاولة الذهاب إلى دول أخرى أعضاء في الاتحاد".

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن يوهانسون أدلت بهذه التصريحات أثناء مشاركتها في اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ومنذ 4 مارس/آذار ، قدم الاتحاد الأوروبي حماية مؤقتة للأوكرانيين الفارين من الحرب، ومنحهم إمكانية العيش والعمل والدراسة والحصول على الرعاية الاجتماعية في أي من الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة.

وذكرت الوكالة الفرنسية أن النمسا سجلت حتى الآن 35 ألف أوكراني، وأن ليتوانيا لديها ما بين 20 و 35 ألف أوكراني، واستقبلت كل من فرنسا واليونان حوالي 15 ألف، وسجلت أيرلندا بالفعل 13500. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن إيطاليا بها 72 ألف أوكراني حتى الآن.

وقالت جوهانسون إنها لن تفرض حصصًا من اللاجئين الأوكرانيين على بلدان معينة، وأقرت بأن الأرقام التي تعبر الحدود من أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي كانت تتباطأ قليلاً في الأيام الأخيرة، لكن لا يزال هناك "ضغط كبير" على دول مثل بولندا وجمهورية التشيك، ورومانيا ومولدوفا، اللتان كان فيهما في وقت من الأوقات أكبر عدد من الفارين من أوكرانيا بالنسبة لحجم سكانها.

"منازل لأوكرانيا"

على الرغم من أن المملكة المتحدة أصبحت الآن خارج الاتحاد الأوروبي، إلا أنها أعلنت صراحة عن استعدادها لاستقبال الأوكرانيين الفارين من الحرب. لكن في الواقع، تعرضت الحكومة لانتقادات من جماعات حقوق اللاجئين والمهاجرين الذين أكدوا أن مستوى البيروقراطية قلل كثيراً من عدد التأشيرات التي كان يمكن أن تصدر، وبالتالي انخفضت أعداد الأوكرانيين الذين وصلوا إلى بريطانيا.

لدى المملكة المتحدة مخططان يمكن للأوكرانيين من خلالهما دخول بريطانيا منذ اندلاع الحرب. الأول هو للأوكرانيين المقيمين بالفعل في المملكة المتحدة وهؤلاء يمكنهم إحضار أفراد عائلاتهم من الخارج. والثاني هو أن يتقدم المواطنون البريطانيون بطلب لرعاية أوكرانيين ليأتوا ويعيشوا في منازلهم.

في يوم الأربعاء ، 30 مارس/آذار ، أفادت بي بي سي أن أكثر من 200 ألف أسرة في المملكة المتحدة تقدمت بطلب إلى الحكومة لتكون جزءًا من مخطط الحكومة المسمى "منازل لأوكرانيا"، حيث تقدم الأسرة غرفة واحدة أو أكثر في المنزل لأولئك الفارين من أوكرانيا. ومع ذلك، قالت الحكومة لبي بي سي إنها أصدرت في الواقع 25 ألف تأشيرة فقط حتى الآن (23500 لبرنامج منازل لأوكرانيا والباقي لخطة رعاية الأسرة). لكن لم تدخل الغالبية العظمى من هؤلاء إلى المملكة المتحدة بعد. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه تم إصدار 2500 تأشيرة فقط بموجب هذه الخطة.

في 28 مارس/آذار، وخلال اجتماع لمجلس اللوردات، اعترف اللورد ريتشارد هارينغتون، وزير شؤون اللاجئين، بوجود "مشاكل" في نظام إصدار التأشيرات. وقال إن شرط الحصول على التأشيرة ضروري لتوفير الأمن للقادمين وأن المحاولات تجري لمعالجة الأمور في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك ، ذكرت صحيفة (آي نيوز) iNews على الإنترنت يوم الثلاثاء، أن وزير الأطفال والعائلات، ويل كوينس، قال لشبكة سكاي نيوز إن 1000 أوكراني فقط دخلوا بريطانيا حتى الآن.

قالت وزارة الداخلية البريطانية (وزارة الداخلية) لـ iNews إن حوالي 59 ألف و 500 أوكراني تقدموا بالفعل بطلبات للقدوم إلى بريطانيا.

عقبات خلال عملية طلب التأشيرة

وفقًا لموقع حكومة المملكة المتحدة الإلكتروني حول خطة "منازل لأوكرانيا"، فإنه من الممكن لأي شخص لديه تصريح لمدة ستة أشهر على الأقل للبقاء في المملكة المتحدة أن يصبح كفيلًا أياً كانت جنسيته. ولايضطر الشخص لدفع أموال ليكون راعياً لأحد اللاجئين، ولكن سيتعين عليه تقديم وثائق هويته ، والخضوع لمجموعة من الاختبارات ولديه غرفة احتياطية ليكون مؤهلاً لاستقبال أحد اللاجئين. أيضاً يجب أن يكون مكان الإقامة متاحًا لمدة ستة أشهر على الأقل وأن يكون لائقًا للناس للعيش فيه.

تضع المرحلة الأولى من البرنامج المسؤولية على الكفلاء للعثور على عائلة أو شخص يرغبون في رعايته، بعدها يتم التقدم بطلب للحصول على التأشيرة معهم. تطلب الحكومة من الكفلاء التفكير مليًا فيما إذا كان مكان إقامتهم مناسبًا لشخص لديه طفل صغير أو مسن أو شخص معاق. يتم السؤال أيضًا عما إذا كان المستضيف على استعداد لاستيعاب شخص من اللاجئين لديه حيوانات أليفة.

كانت بي بي سي على اتصال بعدد من المقيمين في المملكة المتحدة الذين اشتركوا في البرنامج وأفادوا بأنهم مضطرون إلى اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للعثور على أشخاص يمكنهم رعايتهم. وحتى عندما وجدوا الشخص المناسب، فإن عملية التقديم كانت معقدة وتعتمد على أن الأوكرانيين يتمتعون بقدر كافٍ من إجادة اللغة الإنجليزية واتصال ثابت بالإنترنت لفهم نموذج التقديم للحصول على التأشيرة وتقديم المعلومات الصحيحة من أجل السفر إلى المملكة المتحدة.

"نهج عدائي وكاره للأجانب"

في 11 مارس/آذار، فتحت الحكومة البريطانية مكتبًا مؤقتًا لمعالجة التأشيرات في بلدة أراس الفرنسية بالقرب من مدينة كاليه الساحلية، لمحاولة المساعدة في معالجة طلبات بعض الأوكرانيين الذين وصلوا إلى فرنسا على أمل الوصول إلى المملكة المتحدة أو الانضمام إلى أفراد الأسرة المتواجدين هناك بالفعل.

وجدت صحيفة الغارديان أن إحدى النساء التي تقدمت بطلب لكفالة صبي يبلغ من العمر 17 عامًا كانت لا تزال تنتظر لأن والدي الصبي - وكلاهما محاميان - كان عليهما البقاء في أوكرانيا معه للحصول على جواز سفر يفي بالمتطلبات. وقالت سامانثا فلاور ، عضو مجلس الحكومة المحلية ، لصحيفة الغارديان: "عليهم الانتظار حتى يتم إصدار جواز السفر والانتهاء من الإجراءات".

وأضافت فلاور أن "الصبي وعائلته سقطت بالقرب من منزلهم عدة قذائف صاروخية قبل أيام. هم لا يعرفون ما الذي سيحدث بين يوم وآخر. إذا لم يتمكنوا من النجاة، فسيكون ذلك بسبب ان البيروقراطية حالت دون قدومهم".

من جانبها، دعت الجمعيات الخيرية ونشطاء في مجال اللاجئين، الحكومة إلى إلغاء متطلبات التأشيرة تمامًا بالنسبة للأوكرانيين. بعد تجربتها، ذكرت صحيفة الغارديان أن فلاور انتهى بها الأمر بالاستقالة من حزب المحافظين بسبب هذه القضية، واصفة نهج الحكومة بـ "العدائي" و "الكاره للأجانب".

عماد حسن مهاجر نيوز 2022

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة