فوائد التسويف الخفية.. عندما يفيد تأجيل المهام البشر

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020
فوائد التسويف الخفية.. عندما يفيد تأجيل المهام البشر

يتحدث خبراء علم النفس دائما عن أضرار التسويف المؤثرة بالسلب على البشر، حيث يتسبب تأجيل المهام في الإحباط للبعض، كما يصيب الحالة النفسية بالأذى بمرور الوقت للبعض الآخر، إلا أن الأمر له بعض الجوانب الإيجابية غير المتوقعة، كما نوضح عبر فوائد التسويف الخفية.

أضرار التسويف

في البداية، لا يمكن تجاهل الأضرار المرتبطة بتأجيل المهام من يوم لآخر أو حتى من ساعة لأخرى، والتي كشفت عنها الكثير من الدراسات العلمية، حيث يؤدي التسويف في اتخاذ القرارات على سبيل المثال إلى إضاعة بعض الفرص التي تتطلب التحرك السريع، كما يمكن للتسويف أن يقلل من فرص تحقيق الأهداف نظرا لمرور الوقت المتاح وعدم وجود المساحة الكافية من أجل القيام بالعمل المطلوب.

تزداد خطورة التسويف عندما تؤدي إلى وقوع الشخص فريسة للأفكار السلبية، حيث يبدأ في طرح أسئلة تشكك في النفس، مثل «لماذا لا يمكنني أن أقوم بالمطلوب دون تأجيل؟»، أو «هل أعاني أزمة تمنعني من استغلال الفرص دون إضاعة الوقت؟»، ما يضر بالصحة النفسية دون شك.

كذلك يبدو التسويف مؤثرا بالسلب على الحالة النفسية، عندما يصيب صاحبه بالقلق والتوتر، الناتج عن الإحساس بقلة الوقت المتاح من أجل تنفيذ المهام الموكلة إليه، بعد أن أسرف في تأجيلها مرارا وتكرارا، ما يدفع الإنسان أحيانا إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو تنفيذ المهام بنسبة كفاءة أقل من المطلوبة، ليشير ذلك إلى تعدد أضرار التأجيل، ولكن هل للأمر بعض المزايا؟ هذا ما نجيب عنه عبر فوائد التسويف الخفية.

فوائد التسويف

على الرغم من تعدد أضرار التسويف على الحياة العملية للشخص ومن ثم على صحته النفسية، فإن قرار تأجيل المهام في بعض الأحيان قد يحقق للإنسان بعض الفوائد الخفية وغير المتوقعة.

من الوارد أن يساهم التسويف في إتاحة الفرصة للمرء من أجل زيادة نضج أفكاره الخاصة بشأن أمر ما، فبينما يمكن لتنفيذ مهمة ما في التو واللحظة، أن يجعلها خالية من الإبداع والابتكار، فإن التسويف أحيانا ما يعطي المساحة للمخ من أجل الاستكشاف حتى يجد الأفكار الأكثر اختلافا عن المتاح.

يبدو التسويف مفيدا بشكل خاص للكثيرين ممن يحبون العمل تحت ضغط، فبينما يعتبر تأجيل المهام العدو الأول لمن يرغب في تنفيذ الأمور أولا بأول، فإنه على العكس من ذلك يبدو حافزا لمن يعشق إتمام المطلوب منه في ظل ارتفاع إفرازات الأدرينالين لديه، الأمر الذي يناسب البعض ولا يناسب البعض الآخر.

بالرغم من أن تأجيل المهام يقلل من مساحة الوقت المتاحة وبالتالي تنخفض معه فرص الإبداع لدى الكثيرين، فإن التسويف نفسه قد يساعد البعض الآخر على الابتكار بصورة غير متوقعة، إذ يؤدي صغر حيز الوقت المتاح للتنفيذ مع تأجيل المهمة أكثر من مرة، إلى البحث عن حلول إبداعية من أجل إنهاء العمل الموكل بكفاءة وفي أقل وقت ممكن، وهو أمر آخر قد لا يناسب بعض البشر فيما يبدو ملائما لآخرين.

في الختام، ينصح دائما بعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد كما تقول العبارة الشهيرة، حيث تحيط أضرار تأجيل المهام بالصحة النفسية للمرء دوما، إلا أن ذلك لا ينفي وجود بعض من فوائد التسويف الخفية، والتي ربما تتناسب مع فئة معينة من البشر دون غيرهم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة