كيف يمكن للكلام أن يقلل حدة الألم؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الأربعاء، 14 أبريل 2021 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
كيف يمكن للكلام أن يقلل حدة الألم؟

نحب دائمًا أن يشاركنا أحدهم ما نعانيه، ربما حتى نشعُر بالدعم، أو أن هنالك من يفهمنا، لكن في نفس الوقت، الحديث المستمر عن المعاناة والألم الذي نشعُر به يجعله مركز اهتمامنا، لذلك يستمر الشعور بالخطر حيال هذا الألم، بل زيادته أحيانا، فهل يمكننا تخطي ذلك.

سوء تفاهُم

غالبًا؛ يتحدث المصابون بالألم ‑سواء الجسدي أو النفسي- عن معاناتهم، يسردون تفاصيل زيارتهم للأطباء والعقاقير التي أنهكت جسدهم، بالتالي يشعر المحيطون بالسوء حيال هذه القصص، لكن دون استطاعة حقيقية لتغيير هذا الواقع المؤلم.

الحقيقة أن هنالك تصوّرا خاطئا عن حياة من يعانون آلامًا مزمنة، بأنهم تحت ضغط شيء مجهول قد يتحكم في حياتهم إلى الأبد، إلا أن ذلك ليس صحيحًا بشكل كلي، لذلك، يبدو من الضروري تثقيف الجميع بهذا الشأن، لأن الآلام بدورها من الممكن أن تنعكس على المحيطين بمن يتألم، كأصدقائه وذويه.

الحديث المؤثر

يعتقد أن طرف الخيط هو شرح دور التواصل وتأثيره على معالجة الدماغ للبيانات المتأثرة بلغة الحديث، وبغض النظر عن الألم الفعلي الذي يعانيه المريض، يمكن للغة مخاطبته أن تزيد أو تقلل من آلامه وإحساسه بإمكانية التحسّن من عدمها.

لأن الدماغ البشري معالج ذكي، يتمكن من تمييز وربط التهديدات ببعضها البعض، وبما أن رد فعل الدماغ أحيانًا على أي تهديد على الجسم يأتي على هيئة ألم، بالتالي يمكن القول إن للكلمات وقعًا هامًا على حياة المريض.

بالتالي؛ يمكن للأطباء والمقربين من المريض زيادة معاناته مع الألم عن غير عمدٍ، وفقًا للغة التي تستخدم أثناء الحديث معه، بعبارات قد تبدو عادية لكنها في الواقع أخطر من ذلك، مثل «تحليلاتك خطيرة جدًا، هذه أسوأ حالة قمت بدراستها، أنا متفاجئ لأنك تستطيع المشي إلى الآن، أحد أقربائك عانى من نفس الحالة قبل أن يفارق الحياة».

هذه العبارات التي قد تبدو أحيانًا حقيقية وعادية، إلا أن تأثيرها على دماغ المريض لا تُحمد عقباه، لأن دماغ الفرد في ذلك الوقت، وتحت ضغط الألم من جهة، وضغط العبارات ذات الوقع الثقيل من أخرى، أصبحت تفتقر لأي دلالات على احتمالية السلامة، وبين أسباب قليلة للاعتقاد بأنه لا ينبغي أن يشعر الفرد بالألم، وأخرى أقل للاعتقاد أنه من الممكن تخطي هذا الألم في المستقبل القريب.

أين الحل؟

يمكن لتغيير طريقة الحديث عن الألم أن يهدئ من وطأة شعور الدماغ بالتهديد، والهدف من هذا التغيير هو تشتيت انتباه المريض عن الألم، أو عن توابعه على قراراته التي يمنعه الألم نفسه من اتخاذها.

طبقًا لـ«جيمس هودسون»، الطبيب المختص بعلاج الأمراض المزمنة، فبجانب «روشتة» العلاج، يتمسّك دائمًا بإعطاء المريض ورقة مكتوبة بخط يده، يخبره بأنه لا بد وأن يغير طريقه حديثه عن آلامه التي يعاني منها.

الفكرة بسيطة، «توقف عن الحديث عن الألم»، يرى هودسون أنه من الأفضل أن يقوم المريض بالتحايل على المرض، كذلك ينصح المحيطين به، بإعادة صياغة الأسئلة حول معاناته، واستبدالها بأسئلة أخرى حول خططه المستقبلية مثلا.

كذلك ينصح بتأطير استخدام المريض للغة التي يعبر بها عن مرضه، فلا يجب أن يستخدم لغة متطرفة لوصف ألمه، مثل «ذلك الألم يقتلني»، لأن الدماغ يبدأ في معالجة هذه العبارات واعتبارها تهديدا حقيقيا كبيرا، بالتالي، يحاول الجسم حماية المريض من التهديد المحتمل.

بنفس السياق، يُنصح ذوو المرضى بتغيير النمط المعتاد بالحديث عن آلام المريض، لأن العواقب غالبًا ما تكون درامية، لكن من الأفضل أن يتطرق الحديث لأمور مغايرة، أكثر تشويقا وتطلعا وتشجيعا، باختصار يجب أن ينصب الحديث على ما يمكن للمريض القيام به، وليس ما يستحيل عليه القيام به.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة