‘ياقوت‘ الأردنية لا تضيّع الوقت وتسعى خلف سوق الكتب الإلكترونية العربية ‎

  • ومضةبواسطة: ومضة تاريخ النشر: الأحد، 12 أبريل 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
‘ياقوت‘ الأردنية لا تضيّع الوقت وتسعى خلف سوق الكتب الإلكترونية العربية ‎

بعد سنواتٍ من النموّ الهائل، يبدو أنّ أسواق الكتب الإلكترونية باللغة الإنجليزية بدأتْ، وأخيراً، تحقّق الثبات والاستقرار، كونها أصبحَت جزءاً لا يتجزّأ من عالم النشر.

لكنّ الأمر يختلف في أسواق الكتب باللغة العربية، فقد تجاهلَت الشركات الكبرى في هذا المجال مثل "أمازون" Amazon و"آبل" Apple هذه السوق، فقدّمَت عدداً قليلاً جداً من الكتب العربية الإلكترونية أو لم تقدّمها على الإطلاق.

ولكن بعد أن تركَت الباب مفتوحاً على سوقٍ يضمّ ما يزيد عن 220 مليون نسمة، في منطقةٍ تشهد ارتفاعاً في استخدام الإنترنت وتركّزاً عالياً في استخدام الجوّال، يبدو أنّ هذه الصناعة باتت راكدةً بالرغم من ذلك، ما ترك المؤلّفين والناشرين والقرّاء من دون منفذٍ ثابتٍ للكتب الإلكترونية.

غير أنّ السبب لا يعود في ذلك إلى قلّة محاولات روّاد الأعمال: فمكتبة نون الإلكترونية، والعبيكان Obeikan، ورفوف Rufoof، وإرتقاء Ertiqa، و"سيبويه" Sibawayh، كلّها أجهزة قراءةٍ إلكترونيةٍ تركّز على اللغة العربية، دخلَت السوق في السنوات الأخيرة، ولكن أسباباً عدّة أبقت النموّ منخفضاً.

ومؤخراً، وَفَدَ متجر الكتب الإلكتروني "ياقوت" Yaqut إلى الساحة، وهو شركة ناشئة أردنية يرأسها عمّار مرداوي الذي يتطلّع إلى تغيير هذا الواقع. منذ انطلاقه كتطبيقٍ على متجر تطبيقات "جوجل بلاي" Google Play في شهر مارس/آذار 2014، نما "ياقوت" حتّى اجتذب 150 ألف مستخدِمٍ نشط شهرياً؛ وبعد تحقيق ذلك، يقوم مرداوي بتنفيذ خطّة "لدمج تقنيات اللعب"، آملاً أن يجعل ذلك "ياقوت" شركةً مربحةً ويفتح أبواب سوق الكتب الإلكترونية.

لا شك في أنّ تطبيق الكتب الإلكترونية الذي يدمج تقنيّات اللعب فكرةٌ مثيرةٌ للاهتمام، لكنّ السبب في ذلك أنّه في الأسواق القائمة، لم يحتَج أحدٌ قطّ للّجوء إلى دمج تقنيات اللعب بغرض بيع الكتب الإلكترونية. ولكن يبدو أنّ الناس فضوليّون حيال الفكرة، بحسب ما تبيّن عندما قدّمت "أوايسس500" Oasis500 تمويلاً تأسيسياً لهذه الفكرة في شهر يناير/كانون الماضي.

وعند قياس مجال النشر المعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد لا يبدو التطبيق الذي يدمج تقنيات اللعب غريباً إلى هذا الحدّ. وذلك نظراً إلى الجانب التقني لإنشاء واجهة قراءةٍ من اليمين إلى اليسار، وقوانين غامضةٍ لحقوق التأليف والنشر، ودور نشرٍ لا تحتفظ بنسخٍ رقميةٍ عن محتواها، ونقصٍ في توزيع المواد المطبوعة الذي أدّى إلى انتشار القرصنة على نطاقٍ واسعٍ ونزاعاتٍ على حقوق النشر، وقائمةٍ تطول وتطول.

غير أنّ مرداوي يرى أنّ السبب الرئيسي الذي لم يدفع الكتب الإلكترونية العربية لإيجاد سوقٍ لها، ينبثق من وسائل الدفع غير الصحيحة.

يقول قائلاً: "لقد رأينا كيف فشل الآخرون، ولهذا نجرّب شيئاً مختلفاً عن النموذج الكلاسيكي."

يجد مرداوي أنّ معظم متاجر الكتب العربية الإلكترونية حاولت اتّباع نموذج الكتاب الإلكتروني "الكلاسيكي"، بحيث يتمّ تحقيق الإيرادات من خلال مشتريات أساسية للكتب من داخل التطبيق. لكنّ هذا النموذج قد وضعَته أصلاً شركاتٌ مثل "أمازون" لاستخدامه في الأسواق التي تشهد انتشاراً عالياً لاستخدام بطاقة الائتمان على الإنترنت. وعلى الرغم من نموّ قطاع الشراء عن طريق الإنترنت، فإنّه ليس من الشائع بما يكفي، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقديم منتَجٍ قابل للحياة يقوم على المشتريات من داخل التطبيق.

ومع أخذ ذلك في الاعتبار، انطلق أعضاء "ياقوت" الستة في البداية لإنشاء تطبيقٍ من شأنه اجتذاب المستخدمين، ما يُعتبَر عنصراً حاسماً لا يمكن غضّ النظر عنه، ومن ثمّ العمل على القبول في السوق. بعد تحقيق ذلك، بدأ مرداوي يجعل قاعدة مستخدمي "ياقوت" مربحةً، من خلال وضع نظامٍ ضمن التطبيق لعملةٍ افتراضيةٍ سوف يتمّ تقديمه للمستخدِمين عمّا قريب.

وسوف يُمنَح المستخدِمون عند التسجيل مبلغاً محدّداً من العملة الافتراضية التي من شأنها أن تسمح لهم بشراء كتابهم الأوّل. وستتواجد بين صفحات الكتب الإلكترونية إعلاناتٌ ضمنية يكتسب القراء من خلالها المزيد من العملة فيما "يتصفّحون" الصفحات الإلكترونية.


لمتابعة المقال اضغط هنا>>

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة