العمل عن بعد.. لماذا أصبح الخيار الأمثل للكثير من الموظفين؟

  • Noha Almahdybronzeبواسطة: Noha Almahdy تاريخ النشر: الأربعاء، 24 أبريل 2024
العمل عن بعد.. لماذا أصبح الخيار الأمثل للكثير من الموظفين؟

أجبرت جائحة كورونا آلاف الموظفين حول العالم نقل مقار عملهم من المكاتب والشركات إلى منازلهم، ورغم السيطرة على الجائحة إلا أن فئة كبيرة من الموظفين فضّلوا البقاء للعمل من المنزل.

لم يكن تأثير كورونا على الموظفين فحسب، بل أجبر الوباء أيضًا العديد من الشركات على إعادة التفكير في نهجها فيما يتعلق بالتوظيف فأصبح العمل عن بعد مطلبًا للكثير من الشركات التي وجدتها الوسيلة الأفضل لتوظيف الموظفين الأكثر مهارة وموهبة بغض النظر عن مكانهم حول العالم.

العمل عن بعد خيارًا مثليًا للكثير من الموظفين

في حين أن العمل من المكتب يوفر عدة مميزات ولعل أهمها تكوين صداقات وزمالات خلال العمل والمزيد من التفاعل الاجتماعي وزيادة فرص الترقي، إلا أن الكثير من الموظفين حول العالم فضّلوا العمل من منازلهم والابتعاد عن بيئة الشركة، بل إن كثيرًا من الموظفين لم يعملوا مسبقًا في مكتب من البداية وبدأوا مسيرتهم المهنية من خلال العمل عن بعد.

وفي الحقيقة هناك أسباب كثيرة ومميزات عديدة جعلت العمل عن بعد جذاب للكثيرين، ولعل أهم هذه الأسباب وأولها هي المرونة التي توفرها بيئة العمل عن بعد، فيمكن للموظفين اختيار جداولهم الزمنية والعمل في المواقع التي يختارونها.

تتيح هذه المرونة ميزة هامة ليست موجودة في العمل من المكتب وهي قدرة الموظف على الفصل بين عمله وحياته الشخصية والتكيف مع الالتزامات والتفضيلات الشخصية في الحياة اليومية، بل تمكّنه من ممارسة هواياته وأنشطته الترفيهية بشكل أسهل. هذا التوازن يزيد الرضا الوظيفي والرفاهية العامة وبالتالي يؤثر على الإنتاجية بشكل إيجابي.

ميزة أخرى مهمة هو توفير أوقات التنقل من البيت للمكتب ثم من المكتب إلى البيت بعد انتهاء أوقات الدوام، ناهيك عن الزحمة المرورية التي تزيد من الوقت الفعلي لعمل الموظف.

في حالة العمل عن بعد لن يقلق الموظف من الخروج مبكرًا لتنجب الازدحام المروري، وبالتالي فإن الوقت الذي يوفره في الذهاب والعودة من العمل يمكنه أن يستغله لصالحه بأشكال مختلفة، ولا يجب أن ننسى أيضًا تقليل الضغط المرتبط بحركة المرور.

الشركات أيضًا تسعى إلى التوظيف عن بعد

الاتجاه إلى العمل عن بعد ليست حركة فردية من الموظفين فحسب، بل أيضًا من الشركات حول العالم التي تتجه للتوظيف عن بعد وهو ما يتيح لها الوصول إلى مجموعة متنوعة من المواهب حول العالم والاستفادة من خدماتها بدلًا من اقتصار المرشحين للوظيفة على الأشخاص القريبية جغرافيًا.

ميزة أخرى هامة وهي أن الشركات يمكنها أن تقلل التكاليف المتعلقة بالمساحة المكتبية والمرافق والمعدات، فضلًا عن أن الموظفين عن بعد قد يحتاجون إلى موارد أقل مثل إعانات التنقل والمرافق المكتبية.

هذا التقليل في النفقات يمكنه أن يساعد الشركات على  الاستثمار في موارد أخرى ومبادرات التطوير التي يمكنها أن تغذي من نمو الشركة على المدى الطويل.

أمر آخر لا يجب الإغفال عنه وهو زيادة الإنتاجية، فقد أشارت العديد من الدراسات أن الموظفين عن بعد يعملوا بكفائة بأكثر من 45% مقارنة بالموظفين في المكاتب، لأن العمل عن بعد يوفر بيئة عمل مريحة يمكنهم التركيز فيها دون تشتيت وهذا يؤدي إلى مستويات أعلى في الإنتاجية والكفاءة.

بالإضافة إلى ذلك فإن تقديم خيارات العمل عن بعد تجعل الشركات أكثر جاذبية للموظفين، وخاصة أولئك الذين يقدرون المرونة في العمل.

يمكن للشركات أيضًا أن تستفيد من العمالة عن بعد خلال أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية والاضطرابات أو حالات الطوارئ، فمن المستحيل على الموظفين العمل من المكتب في هذه الحالات، ولكن العمل عن بعد يمكّن الموظفين من مواصلة العمل من أي مكان.

تحديات تواجه العاملين عن بعد

في حين العشرات من الفوائد التي توفرها بيئة العمل عن بعد، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه العاملين عن بعد، وأهمها العزلة الاجتماعية التي تفرضها بيئة العمل عن بعد على الموظف والتي تجعله يفتقرون لمهارات التواصل وجهًا لوجه والتفاعلات التلقائية مع الزملاء.

هذه العزلة لا تكون متعلقة فقط ببيئة العمل، بل قد تمتد لتصبح عادة عن الموظف تجعله ينطوي على نفسه وغير قادر على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين في المناسبات العائلية أو المواقف المختلفة.

قد يؤدي العمل عن بعد أيضًا عن مشكلات التواصل في العمل، حيث يعتمد الموظفون على أدوات الاتصال الرقمية مثل البريد الإلكتروني أو الاجتماعات عبر الإنترنت وهذا قد يسبب سواء تواصل وسوء فهم بين أعضاء الفريق.

ورغم أن العمل عن بعد يوفر مرونة كبيرة للموظف إلا أنها في الكثير من الأوقات تجعل الموظف وياجه صعوبة شديدية في الانفصال عن العمل خلال ساعات غير ساعات العمل.

يتطلب الأمر هنا مهارة من الموظف بحيث يمكنه وضع حدود واضحة ين العمل والمنزل، لإن هذا الأمر قد يؤدي إلى الإرهاق وبالتالي يؤثر بالسلب على الإنتاجية والصحة النفسية.

تمنع بيئة العمل عن بعد أيضًا الفرصة للموظفين من التعلم والتعاون بين فريق العمل، لذا فإن مهارات مثل التفكير الجماعي والعمل في فريق والقدرة على تطوير المواهب تتطور بشكل بطيء بالنسبة لهم.

مشكلة أخرى تواجه الكثير الآن وأعاني منها بشكل شخصي وهي المشكلات التقنية ومشكلات الاتصال الناتجة من انقطاع الإنترنت أو أعطال الأجهزة التي تؤثر بالسلب على إنتاجية الموظف.

العمل عن بعد.. لماذا أصبح الخيار الأمثل للكثير من الموظفين؟

بشكل عام، يكتسب العمل عن بعد زخمًا واسعًا في الفترة الأخيرة وخاصة بعد جائحة كورونا التي أجبرت الآلاف اختيار العمل من المنزل، ورغم ما توفره بيئة العمل عن بعد من ميزات من المهم أن يكون الموظف قادرًا على التكيف بشكل فعال وإيجابي مع هذا النظام بحيث يتمكن من تحقيق التوازن بين عمله وحياته الشخصية ويكون قادرًا على تطوير مهاراته الاجتماعية في وقت تفرض بيئة العمل على الموظف الانعزال والعزلة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    Noha Almahdy bronze

    الكاتب Noha Almahdy

    خريجة كلية الألسن قسم اللغة التركية جامعة عين شمس أعمل في كتابة المحتوى منذ 2019

    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!