وفاة مايكل كولينز رائد الفضاء الذي قاد أول رحلة للإنسان إلى القمر

  • تاريخ النشر: الخميس، 29 أبريل 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 23 يونيو 2021
وفاة مايكل كولينز رائد الفضاء الذي قاد أول رحلة للإنسان إلى القمر

توفي، أمس، عن عمر يناهز 90 عاماً، رائد الفضاء الأمريكي مايكل كولينز، الذي كان طياراً لوحدة قيادة أبولو 11 في 20 يوليو عام 1969، عندما سافر نيل أرمسترونغ وباز ألدرين إلى سطح القمر ليُصبحا أول بشر يمشون على القمر. وجاء في بيان أصدرته عائلته أن كولينز توفي بسبب مرض السرطان، وذكر البيان: "نأسف لمشاركة ذلك، الأب والجد الحبيب بعد معركة شجاعة مع مرض السرطان. أمضى أيامه الأخيرة بسلام".

مهمة أبولو 11

في 16 يوليو 1969،  انطلق نيل أرمسترونغ وباز ألدرين ومايكل كولينز بمركبتهم الفضائية أبولو من الأرض، بعد أربعة أيام، أصبح أرمسترونغ وألدرين هما أول إنسان يطأ قدماه سطح القمر. بينما ظل كولينز في وحدة القيادة طوال المهمة.

دخلت كلمات أرمسترونغ، التي بثها التلفزيون إلى العالم، التاريخ، حين قال: "هذه خطوة صغيرة للإنسان، قفزة عملاقة للبشرية".

عمل حوالي 400 ألف شخص في البرنامج، بتكلفة بلغت في ذلك الوقت نحو 25 مليار دولار. عاد الطاقم إلى الأرض في 24 يوليو. وشاهد مهمة الهبوط على سطح القمر ما يُقدّر بنحو 650 مليون شخص حول العالم. وقد ساعد هذا الإنجاز الولايات المتحدة الأمريكية،  في إظهار قوتها للجمهور العالمي.

مايكل كولينز رائد الفضاء الثالث المنسي

غالباً ما يوصف كولينز بأنه رائد الفضاء الثالث "المنسي" في المهمة التاريخية أبولو11، فقد ظل كولينز بمفرده في وحدة القيادة لأكثر من 21 ساعة حتى عاد زملاؤه رواد الفضاء من سطح القمر. فلم يتمكن كولينز من الهبوط على سطح القمر، في حين أصبح أرمسترونغ وألدرين من الأسماء الشهيرة بسبب قيامهم بهذا.

لا يزال ألدرين، البالغ من العمر 91 عاماً، على قيد الحياة ويعيش في نيوجيرسي، بينما توفي أرمسترونغ عن عمر يناهز 82 عاماً في عام 2012.

كان دور كولينز في المهمة المُكونة من ثلاثة رجال بالغ الأهمية، فقد تمثلت مُهمته في الحفاظ على دوران الوحدة وتجريبها حين غادر زملائه الوحدة في مركبة إيجل ثم عادوا بأمان.

 خلال هذه المُدّة التي قضاها كولينز في الوحدة كان يفقد الاتصال بمركز التحكم في المهمة في هيوستن في كل مرة تُحلق فيها المركبة الفضائية حول الجانب المظلم من القمر.

لهذا السبب دوّن في سجل المهمة أنه "منذ آدم لم يعرف أي إنسان مثل هذه العزلة مثل مايك كولينز". ولذلك أيضاً عُرف كولينز بأنه "الرجل الأكثر وحدةً في التاريخ".

وصف كولينز هذه التجربة خلال سيرته الذاتية المنشورة عام 1974، قائلاً: "أعلم أنني سأكون كاذباً أو أحمقاً إذا قلت أنني حصلت على أفضل المقاعد الثلاثة لأبولو 11، لكن يمكنني القول بصدق واتزان أنني راضٍ تمامًا عن المقعد الذي حصلت عليه".

فضّل كولينز الهدوء وأخبرنا أن الأرض بدّت من بعيد "هشة"

وُلد كولينز في روما في 31 أكتوبر عام 1930 ، مثل العديد من الجيل الأول من رواد الفضاء الأمريكيين، بدأ كولينز كطيار اختبار في سلاح الجو ثم أصبح رائد فضاء. كان ثالث أمريكي يقوم بالسير في الفضاء، وفقًا لسيرة ناسا الذاتية. وقالت ناسا إنه بما في ذلك مهمة أبولو 11، سجل كولينز 266 ساعة في الفضاء.

في عام 1963، اختارته وكالة ناسا لبرنامج رواد الفضاء الخاص بها، الذي كان لا يزال في أيامه الأولى ولكنه تطور بسرعة في ذروة الحرب الباردة حيث سعت الولايات المتحدة للمضي قدماً وتحقيق السبق على الاتحاد السوفيتي والوفاء بتعهد الرئيس جون كينيدي بهبوط رجل أمريكي على سطح القمر بنهاية العقد.

جاءت رحلة كولينز الأولى إلى الفضاء في يوليو 1966 كطيار على مركبة الجوزاء X، وهي جزء من المهمات التي أعدّها برنامج أبولو التابع لناسا. كانت رحلته الفضائية الثانية والأخيرة هي أبولو 11 التاريخية.

فضّل كولينز الهدوء وتجنب الكثير من الضجة الإعلامية التي استقبلت رواد الفضاء عند عودتهم إلى الأرض، فكان ينتقد عبادة المشاهير.

أصبح كولينز مديراً للمتحف الوطني للطيران والفضاء، واستقال في عام 1978. قام أيضاً بتأليف عدد من الكتب المُتعلقة بالفضاء.

قال كولينز إن أقوى ذكرياته من أبولو 11 كانت النظر إلى الأرض، واصفاً إياها بأنها بدّت "هشة"، وقال "أعتقد حقاً أنه إذا تمكن القادة السياسيون في العالم من رؤية كوكبهم من مسافة 100 ألف ميل، فإن نظرتهم يمكن أن تتغير بشكل جذري. ستكون تلك الحدود المهمة للغاية غير مرئية، وسيتم إسكات هذه الحجة الصاخبة".

في وداع مايكل كولينز

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان: "من وجهة نظره، عالياً فوق الأرض، ذكرنا بهشاشة كوكبنا، ودعانا إلى الاهتمام به مثل الكنز الذي هو عليه".

وأشاد ستيف جورتشيك، القائم بأعمال مدير وكالة ناسا، بكولينز ووصفه بأنه "رائد حقيقي". وأضاف جورشيك في بيان: "ناسا حزينة على فقدان هذا الطيار ورائد الفضاء البارع، صديق كل من يسعون إلى دفع إمكانات الإنسان. روحه سترافقنا ونحن نتجه نحو آفاق أبعد".

كتب رائد الفضاء باز ألدرين على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مُشيداً بكولينز، قائلاً: "عزيزي مايك، أينما كنت أو ستكون، سيكون لديك دائماً النار لتقلنا ببراعة إلى آفاق جديدة وإلى المستقبل".

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة