الصين تُثير القلق بسبب دعوة مواطنيها لتخزين المواد الأساسية بشكل طارئ

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 03 نوفمبر 2021
الصين تُثير القلق بسبب دعوة مواطنيها لتخزين المواد الأساسية بشكل طارئ

دعت الحكومة الصينية مواطنيها لتخزين قدر كافٍ من المواد الغذائية لحالة طوارئ محتملة، لم تُحدد سببها، وهو ما أثار المخاوف داخل البلاد وخارجها على حد سواء، وفتح باباً للعديد من التفسيرات حول سبب حالة الطوارئ المُحتملة.

وزارة التجارة الصينية تحث المواطنين على تخزين المواد الأساسية

حثت وزارة التجارة الصينية المواطنين على تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية في حال إعلان حالة الطوارئ. كما دعت الوزارة مختلف السلطات المحلية إلى تسهيل وتدفق الإنتاج الزراعي والإمداد ومراقبة مخزون اللحوم والخضراوات والحفاظ على استقرار الأسعار، وإعطاء تحذيرات مبكرة بشأن أي مشاكل في الإمداد.

كما نشرت وسائل الإعلام المحلية الصينية قوائم بالسلع الموصى بتخزينها في المنزل بما في ذلك البسكويت والمعكرونة سريعة التحضير والفيتامينات وأجهزة الراديو والمصابيح الكهربائية.

من ناحية أخرى، طالبت صحيفة "إيكونوميك ديلي"، التابعة للحزب الشيوعي الصيني، المواطنين بعدم الانزعاج من نصيحة الوزارة، وقالت إن العديد من الأُسر ما زالت عالقة في الإغلاق المرتبط بانتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، دون إمدادات كافية من الأرز والخضراوات.

تكهنات حول سبب دعوة الحكومة الصينية لتخزين الضروريات

لم تذكر وزارة التجارة الصينية أي سبب لهذه الدعوة، ولم تعط أي إشارة حول ما إذا كان هذا الإعلان مرتبط بالوضع الوبائي أو عمليات الإغلاق المحتملة الناتجة عن انتشار جائحة كورونا، أو غيرها من الأسباب.

هذا التعتيم أثار بعض القلق على وسائل التواصل الاجتماعي من أنه ربما يكون الإعلان الذي أطلقته الحكومة الصينية ناجماً عن التوترات المتصاعدة مع تايوان، فيما رجحت تقارير صحفية، أن يكون سبب الإعلان ناجماً عن هطول الأمطار الغزيرة غير المعتادة، مما أثار مخاوف بشأن نقص الإمدادات، وهو كذلك أحد الأسباب الرئيسية لتقلب أسعار المواد الغذائية في الصين، التي ترتفع بشكل معتاد تقريباً مع اقتراب فصل الشتاء. وقد ارتفعت بالفعل أسعار الخضراوات خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات.

ومع اقتراب فصل الشتاء الشمالي تواجه الأُسر الصينية هذا العجز، لكنه يتزامن هذه المرة مع مكافحة البلاد تفشي الفيروس، إلى جانب أزمة إمدادات الطاقة اللازمة للتدفئة وللمصانع، حيث تواجه الصين وأوروبا وأماكن مختلفة من العالم نقصاً في إمدادات الطاقة اللازمة بالتزامن مع ارتفاع أسعار مصادره، مثل الغاز والنفط والفحم.

الوضع الوبائي لكورونا في الصين

يُذكر أن بكين قد سجلت 31 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المُستجد فقط منذ منتصف أكتوبر الماضي، ولكنها أغلقت بعض دور السينما وأماكن الترفيه الأخرى أثناء عزل مناطق سكنية كبيرة.

الصين تُحذر من حرب عالمية ثالثة

يُذكر أن الصين كانت قد حذرت مؤخراً من اندلاع الحرب العالمية الثالثة، في أي وقت ودون سابق إنذار، بعدما اخترقت الصين المجال الجوي لتايوان عبر عشرات المقاتلات الحربية.

وفقاً لما ذكرته تقارير صحافية، فقد اخترقت ما يقرب من 150 طائرة حربية صينية المجال الجوي لتايوان، في بدايات أكتوبر الماضي، بما في ذلك 56 طائرة، في تصعيد دراماتيكي بين الصين وتايوان.

كذلك، ذكر تقرير نشرته cnn في يوليو الماضي أنه للرد تصعيد الصين للضغط العسكري على تايوان، تستعد الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لحدود الحرب الكبيرة التالية: الهجمات الإلكترونية المعطلة.

صرح رئيس الأمن السيبراني في تايوان لشبكة CNN Business  حينها، أن تايوان تستخدم تدابير دراماتيكية للحماية من نقاط الضعف التكنولوجية، بما في ذلك توظيف ما يقرب من عشرين خبيراً في الكمبيوتر لمهاجمة أنظمة الحكومة عمداً ومساعدتها في الدفاع ضد ما تُقدّره السلطات التايوانية بحوالي 20 إلى 40 مليوناً من الهجمات الإلكترونية كل شهر.

وتقول تايوان إنها تمكنت من الدفاع ضد الغالبية العظمى من الهجمات. ويبلغ عدد الخروقات الناجحة بالمئات، في حين أن عدداً قليلاً فقط هو ما تصنفه الحكومة على أنه "خطير". أضاف رئيس الأمن السيبراني التايواني أنه بناءً على إجراءات ومنهجية المهاجمين، فإنهم لديهم درجة عالية من الثقة في أن العديد من الهجمات آتية لهم من الصين، موضحاً إن عمل الحكومة التايوانية يعتمد بشكل كبير على الإنترنت. البنية التحتية الحيوية، مثل الغاز والمياه والكهرباء رقمية بدرجة عالية، لذلك يمكن بسهولة أن تكون تايوان فريسة سهلة إذا لم يكن أمن الشبكة قوياً بما يكفي.

تُشكل الهجمات الإلكترونية تهديداً عالمياً متزايداً. وفي حين أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي اتُهمت بتدبير مثل هذه الهجمات، تواجه بكين تدقيقاً شديداً من الغرب بشأن هذه القضية. اتهمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرون وزارة أمن الدولة الصينية باستخدام "قراصنة متعاقدين إجراميين" لتنفيذ أنشطة ضارة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك حملة ضد خدمة البريد الإلكتروني الخاصة بـ Microsoft Exchange  في مارس الماضي.

أوضح رئيس الأمن السيبراني التايواني إن تايوان تشتبه في أن قراصنة مدعومين من الدولة الصينية كانوا وراء هجوم رئيسي واحد على الأقل ببرامج ضارة على الجزيرة العام الماضي. في مايو 2020، تم اختراق شركة CPC Corporation - وهي شركة تكرير مملوكة للحكومة في تايوان، أسفر الاختراق عن جعل الشركة غير قادرة على معالجة المدفوعات الإلكترونية من العملاء.

فيما انتقدت الدولة الصينية هذه المزاعم ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "نحث بشدة الولايات المتحدة وحلفائها على التوقف عن صب المياه القذرة على الصين بشأن قضايا الأمن السيبراني. تُعارض الصين بشدة الهجمات الإلكترونية من أي نوع وتتصدى لها، ناهيك عن تشجيعها أو دعمها أو الانغماس فيها".

التوترات بين تايوان والصين

تخضع تايوان والبر الرئيسي للصين لحكم منفصل منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية قبل أكثر من 70 عاماً. بينما لم يحكم الحزب الشيوعي الصيني تايوان أبداً، لكن تعتبر بكين أن الجزيرة جزء لا يتجزأ من أراضيها وهددت مراراً باستخدام القوة إذا لزم الأمر لمنع الجزيرة من إعلان الاستقلال رسمياً.

في السنوات الأخيرة، صعدت الصين من ضغوطها العسكرية على تايوان. في يونيو، أرسلت البلاد أكثر من عشرين طائرة حربية بالقرب من الجزيرة، مما دفع تايوان إلى تنبيه دفاعاتها الجوية. كان هذا أكبر عدد من الطائرات الحربية التي يتم إرسالها إلى تلك المنطقة منذ أن بدأت تايوان في الاحتفاظ بسجلات لمثل هذه الغارات العام الماضي.

من ناحية أخرى، أصدرت بكين دعاية عسكرية تحذر تايبيه من "الاستعداد للحرب" لأنها تقيم علاقات أقوى مع الولايات المتحدة.

فيما أكدت تقارير صحفية سابقة أن الولايات المتحدة تدعم تايوان في مواجهة الصين، حيث أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالاً هاتفياً بنظيره الصيني، حيث دعا إلى الالتزام باتفاقية تايوان المبرمة، والتي تجرم اختراق المجال الجوي لتايوان . يأتي ذلك في الوقت الذي تحركت فيه حاملة الطائرات البريطانية "الملكة إليزابيث" نحو بحر الفلبين في تدريب مشترك مع حاملتين أمريكيتين، وحاملة لطائرات الهليكوبتر.

الأمين العام للأمم المتحدة يُحذر: الإنسانية قريبة من الإبادة النووية

في تحذير من حرب باردة جديدة محتملة، ناشد، سابقاً، رئيس الأمم المتحدة الصين والولايات المتحدة لإصلاح علاقتهما التي وصفها بأنها "مختلة تماماً" قبل أن تمتد المشاكل بين الدولتين الكبيرتين وذات النفوذ إلى أبعد من ذلك إلى بقية الدول.

خلال تصريحات صحفية قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين في العالم يجب أن تتعاونا بشأن المناخ وأن تتفاوضا بقوة أكبر بشأن التجارة والتكنولوجيا حتى في ظل الانقسامات السياسية المستمرة حول حقوق الإنسان والاقتصاد والأمن عبر الإنترنت والسيادة في بحر الصين الجنوبي.

مُضيفاً: "نحن بحاجة إلى إعادة تأسيس علاقة وظيفية بين القوتين"، داعياً إلى أن ذلك "ضروري لمعالجة مشاكل التطعيم، ومشاكل تغير المناخ والعديد من التحديات العالمية الأخرى التي لا يمكن حلها بدون علاقات بناءة داخل المجتمع الدولي، وخاصة بين القوى العظمى".

قبل عامين، حذر غوتيريش زعماء العالم من خطر انقسام العالم إلى قسمين، مع قيام الولايات المتحدة والصين بإنشاء قواعد داخلية، وعملات، وقواعد تجارية، ومالية منافسة بخلاف استراتيجياتهم الجيوسياسية والعسكرية الصفرية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة