زينب بنت خزيمة.. أم المساكين وخامس زوجات الرسول

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 29 مارس 2022
زينب بنت خزيمة.. أم المساكين وخامس زوجات الرسول

الصحابية زينب بنت خزيمة رضي الله عنها هي خامس زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وإحدى أمهات المؤمنين، وكانت تُلقب بأم المساكين في الجاهلية، فقد كان رحيمة عليهم ورقيقة، وهي ابنة حسب ونسب، وعلى الرغم من أن الحديث عنها في السيرة قليلة، ولكن سيرتها كانت طيبة.

حياة زينب بنت خزيمة ونشأتها

هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف، هي من أمهات المؤمنين، ولُقبت بأم المساكين في الجاهلية لأنها كانت رحيمة ورقيقة عليهم، وبسبب كثرة تصدقها عليهم وإطعامها لهم.

أمها هي هند بنت عوف بن زهير بن الحارس، وهي صاحبة نسب شريف، فكانت أمها من أشرف أصهار الجاهلية، وأصهارها هم العباس، وحمزة ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، وأبو بكر، وشداد بن أسامة.

والدها هو خزيمة بن الحارث بن عبد الله، بن هلال، بن مضر ينحدر من قبيلة عدنان، ولدت زينب في مكة قبل ظهور الإسلام.

أخواتها هن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وأسماء بنت عميس زوجة أبي بكر الصديق، وجعفر، وعلي، وسلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب، وأم الفضل لبابة بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى بنت الحارث أم خالد بن الوليد.

اتصفت زينب بالكرم، والعطف على الفقراء والمساكين سواء في الجاهلية أو الإسلام، تزوجت أولًا الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف وطلقها.

وقد اختلفوا من تزوجها بعد الطفيل بن الحارث، فقيل إن زوجها هو عبيدة بن الحارث الذي استشهد في يوم بدر، وهناك رواية أخرى إن زوجها هو ابن عمها جهم بن عمرو بن الحارث الهلالي.

ولكن أقرب الروايات أن زوجها الثاني هو عبد الله بن جحش رضي الله عنه الذي استشهد في غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة.

قبل أن تتزوج النبي كان لها دور بارز في موقعة بدر بجانب نساء المسلمين، حيث كانت تخدم الجرحى وتمضد جراحهم، كما كانت تقدم الطعام والماء لهم.

قصة استشهاد زوجها عبد الله بن جحش

لم يتأخر عبد الله بن جحش عن الدفاع عن الإسلام بكل ما يملك من جهد ومال، ووهب نفسه للدفاع عن الدين وعن رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم.

قبل أن يشارك عبد الله في غزوة أحد دعا الله فقال: "اللَّهُمَّ أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ أَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا فَيَقْتُلُونِي، ثُمَّ يَبْقُرُوا بَطْنِي، وَيَجْدَعُوا أَنْفِي، أَوْ أُذُنِي، أَوْ جَمِيعَهَا، ثُمَّ تَسْأَلُنِي: فِيمَ ذَلِكَ؟ فَأَقُولُ: فِيكَ."

واستجاب الله لدعائه فقتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي ومثّل بجثته، حيث قطع أنفه، وأذنه والسبب في ذلك مال لقيه أبو الحكم من عبد الله من أهوال أثناء القتال.

وبعد انتهاء المعركة ذهب سعد بن أبي وقاص ليبحث عن عبد الله بن جحش بين أولئك الذين استشهدوا في المعركة، فوجده قتيلًا بين الشهداء.

دُفن عبد الله مع خاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد، وكان عمره وقتها بضع وأربعين سنة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وصيًا على ماله بعد وفاته فاشترى لابنه أرضًا بخيبر.

زواجها من رسول الله

لما ترملت زينب بنت خزيمة رقّ الرسول صلى الله عليه وسلم لحالها وتزوجها في العام الثالث من الهجرة، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية ونشًا، وتزوجها في شهر رمضان.

وقد اختلف فيمن تولى زواجها، فقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها نفسها فجعلت أمرها إليه وتزوجها، وقيل إن من زوجها هو عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم 400 درهم.

أيضًا اختلفت الروايات في المدة التي أقامتها رضي الله عنها في بيت النبي، فهناك رواية تقول إن دخوله بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، وقبل زواجه بأختها ميمونة بنت الحارث، ثم لم تلبث في بيت رسول الله إلا شهران أو ثلاثة وماتت.

وهناك رواية أخرى تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في شهر رمضان في السنة الثالثة من الهجرة، وأقامت في بيت رسول الله 8 أشهر وماتت في ربيع الأول آخر السنة الرابعة من الهجرة.

وفي رواية ثالثة إنها ماتت في السنة الثالثة بعد زواجها من الرسول صلى الله علية وسلم بثلاثة أشهر، وبعدها توفيت.

معلومات عن زينب بنت خزيمة

لم تذكر المصادر التاريخية إلا القليل من سيرتها وأخبارها، وخصوصًا فيما يتعلق بحياتها كزوجة لرسول الله؛ ولعل سبب ذلك هو قصر مدة إقامتها في بيت النبوة.

والقدر المهم الذي كُتب في السير والتاريخ عنها أن الله حباها من نفس مؤمنة، فكانت محبة لله ورسوله، وكانت تصرف اهتمامها عن الدنيا وتعمر آخرتها بأعمال البر والخير والعطف على المساكين والصدقة.

كما كانت تبذل الجهد في رعاية الأيتام والأرامل وتعهدهم، وتتفقد شؤونهم وتحسن إليهم، بجانب أشكال أخرى من التراحم والتكافل فزرعت محبتها في قلوب الضعفاء والمحتاجين؛ وخير شاهد على عطفها بذلك هو لقبها أم المساكين الذي أصبح الوصف الملازم لها إلى يوم الدين.

وفاتها

لم تلبث زينب كثيرًا في بيت النبي، فتوفيت في ربيع الآخر سنة أربعة من الهجرة، أو ثلاثة، وكان عمرها قد تجاوز الثلاثين عامًا، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم ودفنها في البقيع، وكانت رضي الله عنها أول من دُفن في هذا المكان الطاهر.

 وبهذا تكون زينب هي ثاني زوجات النبي التي توفيت في حياته بعد السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين.

وبعد وفاتها تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من أختها ميمونة بنت الحارث في سنة 7 هـ، وتوفيت سنة 51 هـ بعد عودتها من الحج.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة