طريقة الوضوء الصحيحة

  • تاريخ النشر: الخميس، 03 يونيو 2021
طريقة الوضوء الصحيحة

الوضوء هو غسل أعضاء معينة من الجسم ومسحها لعدد معين من المرات، والوضوء في الشريعة الإسلامية هو المقصد الأول في طهارة المسلم، فالصلوات لا تصح بدون الوضوء، حيث أنه يعتبر شرطاً أساسياً من شروطها.

وعلى كل مسلم أن يقتدي برسول الله (صلى الله عليه وسلم) في إسباغ الوضوء، أي إتمام الوضوء وإتقان أدائه، حيث يقول النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم): "إذا قمتَ إلى الصلاةِ فأسبغِ الوضوءَ، واجعلْ الماءَ بين أصابعِ يديْكَ ورجلَيْكَ."

ويقول علماء الفقه والدين أن إسباغ الوضوء هو سبب في تكثير الحسنات ورفعة الدرجات، لذا من المهم على كل مسلم معرفة طريقة الوضوء الصحيحة، حتى يتبع سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الوضوء.

الوضوء الصحيح

نستعرض معكم فيما يلي خطوات الوضوء الصحيحة بالترتيب، حتى يتسنى لكل مسلم أن يؤديها بشكل سليم، وبالطريقة التي أمر بها الله (سبحانه وتعالى)، ومتبعاً سنة نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم):

النية

يبدأ المسلم الوضوء بالنية، وهي شرط أساسي لصحة الوضوء، حيث روي عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه قال: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ".

فالنية تعتبر أمراً رئيسياً في كل شيء يفعله المسلم، ومن ضمن ذلك الوضوء، لذلك فلا يُصح أن يقوم المسلم بالوضوء دون أن ينوي هذا.

التسمية

يجب على المسلم أن يقوم بالتسمية عند الوضوء، حيث اتفق جمهور العلماء والفقهاء أن التسمية تعتبر من سنن الوضوء التي يجب الالتزام بها.

غسل الكفين

يقوم المسلم بغسل كفيه 3 مرات، حيث أن غسل الكفين ثلاث مرات من سنن الوضوء، حيث قال عثمان بن عفان (رضي الله عنه) عن وضوء رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "دعا بوَضوءٍ، فتوضأ، فغسل كَفَّيْهِ ثلاثَ مراتٍ".

ويقول جمهور العلماء أنه صُرف غسل الكفين عن الوجوب في الوضوء عدم ذكر الله (سبحانه وتعالى) ذلك في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ"، فغسل الكفين لم يتم ذكره في الآية الكريمة.

المضمضة والاستنشاق

يقوم المسلم بعد ذلك بالمضمضة والاستنشاق، فالأولى تعني وضع الماء في الفم وإدارته، بينما الثانية تعني اجتذاب الماء بالنفس ثم دفعه بقوة النفس.

ومن السنن المتبعة عند المضمضة في الوضوء أن يستخدم المسلم السواك في حال استطاع ذلك، وأن يقوم بالمضمضة والاستنشاق باستخدام كفاً واحدة 3 مرات، ويقول العلماء أنه إذا قام بهذا مرة واحدة فقط، فلا بأس في هذا الأمر.

غسل الوجه

يجب على المسلم أن يقوم بغسل وجهه مرة واحدة، حيث أن هذا من فروض الوضوء، أما السنة فهي أن يقوم بغسل وجهه 3 مرات.

ويوضح العلماء مقدار الوجه الذي يجب غسله في الوضوء، فهو يبدأ طولاً من بداية جبهة المسلم عن منبت الشعر، إلى أسفل لحيته، لافتين إلى اللحية تُقسم إلى قسمين: اللحية الخفيفة (وهي واجب غسل ظاهرها وباطنها)، واللحية الكثيفة (وهي واجب غسل ما يظهر منها، أما السنة فهي أن يقوم المسلم بتخليلها، أي أن يقوم بإيصال المياه إلى جميع أجزاء اللحية الداخلية).

كما يتم غسل عرض الوجه من إحدي الأذنين إلى الأخرى.

غسل اليدين

يقوم المسلم بعد ذلك بغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه مرة واحدة، حيث أن هذا من فروض الوضوء، أما السنة فهي أن يقوم بغسلهما 3 مرات.

ويجب أن يحرص المسلم على إدخال المياه بين أصابعه، وعلى أن يمتد غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاء بالمرفق الذي يقع بين الذراع والعضد، لقوله (سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز: "وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ".

مسح الرأس

يجب على المسلم مسح رأسه مرة واحدة، ويكون المسح من مقدمة الرأس إلى منتهاه، ومسح الرأس من فروض الوضوء، ومن السنة أن يقوم المسلم بوضع يديه على مقدمة رأسه ثم المرور بهما على الرأس والشعر إلى نهايته، ثم العودة إلى مكان ما بدأ، لقوله (سبحانه وتعالى): "وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ".

مسح الأذنين

يقوم المسلم بعد ذلك بمسح أذنيه، وهي خطوة تابعة لمسح الرأس، ومن السنة ألا يستخدم المسلم مياه جديدة لمسح أذنيه، بل أن يقوم باستخدام نفس المياه التي مسح بها رأسه.

ويكون مسح الأذنين بإدخال السبابتين إلى داخل الأذنين، ثم استخدام الإبهامين في مسح ظاهر الأذنين.

غسل القدمين

يتم بعد ذلك غسل القدمين مع الكعبين، حيث أن هذه الخطوة تعتبر من فروض الوضوء، لقوله (سبحانه وتعالى): "وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ".

شروط الوضوء

وهناك بعض الشروط التي بينها جمهور علماء الدين والفقه حتى يصح الوضوء، ومن أهم شروط الوضوء:

الإسلام

حيث أن الوضوء عبادة يقوم بها المسلم.

التمييز

لأنه لا يصح أن يقوم بالوضوء المجنون أو غير العاقل أو الطفل الصغير غير المميز، فهم ليسوا أهلاً للعبادة.

الطهارة

يجب الطهارة من الحيض والنفاس لأنها ينافيان حقيقة الطهارة في الوضوء.

الماء الطهور

يجب أن يكون الماء طهوراً حتى يكون الوضوء صحيحاً.

الموالاة أو التتابع

أي التتابع بين الوضوء والصلاة، وذلك لمن كان دائم الحدث، سواء كان الحدث أصغر أو أكبر.

جريان الماء على العضو

يجب أن يصل الماء إلى العضو كاملاً.

عدم وجود مانع من وصول الماء إلى البشرة

يقول العلماء أنه في حال كان على أحد أعضاء جسم المسلم مانعاً من وصول الماء إلى بشرته، مثل الأوساخ الموجودة تحت الأظافر، أو الأشياء التي تُشكل طبقة على العضو، فيكون وقتها وضوءه غير صحيح.

دخول الوقت والتقيد به

ذهب جمهور العلماء إلى أنه من ضمن شروط الوضوء الخاصة بأصحاب الأعذار، وهو الأشخاص الذين لديهم حدث دائم، مثل المستحاضة ومن لديه سلسل البول، بدخول الوقت والتقيد به، حيث لا تصح الطهارة في حقهم قبل ذلك.

وقد أضاف جمهور الشافعية على هذا اشتراط الموالاة والتتابع بين أفعال الوضوء وبين القيام بالوضوء والصلاة.

مبطلات الوضوء

هناك بعض المبطلات التي تتسبب في نقض الوضوء، أي تنهيه، وتمنع بالتالي صحة الصلاة، ومن بين مبطلات الوضوء التي بينها جمهور العلماء:

زوال العقل أو التمييز

أي أن يكون المسلم في غير عقله، سواء كان كان نائماً أو مجنوناً أو مخموراً أو تعرض لإغماءة.

الخارج من أحد السبيلين (القُبل، والدُّبُر)

سواء كان ذلك ريحاً أو غائطاً او بولاً أو دماً، فهم يعتبرون من نواقض الوضوء.

ويُستثنى مما يخرج المَنيّ؛ لأنّه يُوجِب أعظم الطهارتين؛ وهو الغُسل، فلم يُوجِب الأخف وهو الوضوء، مع العلم أنه يجب أن يكون مَنيّ الشخص نفسه، فإن كان منيّ غيره، فقد انتقض وضوءه.

غَسل الميّت

ذهب جمهور الحنفية إلى استحباب الوضوء لمن غسَّل ميّتاً.

مَسّ القُبل

أي ذَكر الرجل، وفرج الأنثى، من الشخص نفسه، أو من غيره، بباطن اليد، والأصابع، حيث يقول العلماء أن هذا يُنقَض وضوء الماس دون الممسوس.

وقد ذهب جمهور الحنفية إلى القول بعدم نقض الوضوء بمَسّ الذكر.

التقاء بشرتي رجل وامرأة

أي أن يلتقي ذكر وأنثي بالغين حد الشهوة، حيث يُنتقض وضوء اللامس والملموس.

ويقول العلماء أنه لا يُنقض الوضوء بالتقاء غير البشرة، مثل الشعر والظفر، ولا بلمس رجلين أو بلمس امرأتين، ولا باللمس فوق الحائل، ولا بلمس المحرم من نسب أو رضاع أو مصاهرة، ولا بلمس صغير أو صغيرة.

الشك في الوضوء

ذهب جمهور المالكية إلى نقض الوضوء في حال الشك فيه، وذلك لأن الذمة لا تبرأ إلا باليقين.

القيء

ذهب جمهور الحنفية إلى أن القيء يعتبر من مبطلات الوضوء.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة