تعتبر لبنى العليان أشهر سيدة أعمال عربية، حيث وصلت إلى مكانة اقتصادية عالمية مدعومة بإمبراطورية تجارية سعودية أسسها والدها رجل الأعمال الكبير سليمان العليان، وتقلدت مناصب مختلفة في مجموعة شركات والدها حتى وصلت لمنصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "العليان".
بجانب الخبرة الاقتصادية التي ورثتها عن والدها، دعمت لبنى مسيرتها بالدراسة الاقتصادية المتخصصة، حيث حصلت على شهادة بكالوريوس في علم الزراعة من جامعة كورنيل، وماجستير إدارة الأعمال من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية لتتمكن من إدارة إمبراطورية والدها، مسيرتها وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية...
ولدت لبنى العليان في يوم 4 أغسطس من عام 1955، في مدينة الخبر، بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وهي أصغر أبناء والدها الشيخ سليمان العليان، الذي أسس مجموعة العليان الاستثمارية التي أصبحت من أكبر الكيانات الاقتصادية في السعودية.
أسس الشيخ سليمان العليان مؤسسة اقتصادية في عام 1947 ساهمت في نهضة المملكة العربية السعودية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وأصبح أحد أكبر رجال الأعمال في السعودية، وعلى خطى والدها قررت لبنى التخصص في الاقتصاد.
بدأت شركة والدها كشركة شحن ثم توسعت في مجال المطاعم وصناعة الأغذية والورق والبلاستيك، كما عقدت شراكات مع كيانات عالمية منها شركات "كوكاكولا" و"برجر كينج" وغيرها، وتعتبر المجموعة أكبر مستثمر في سوق الأسهم السعودي.
عملت لبنى في بداية حياتها المهنية في بنك "مورغان غوارنت" بمدينة نيويورك الأمريكية خلال الفترة من عام 1779 إلى عام 1981، ثم عادت إلى السعودية لتعمل في شركة والدها.
وتدرجت في عدد من المناصب الهامة حتى انتخبت عضوا في مجلس إدارة البنك السعودي الهولندي مطلع عام 2005، كما كانت أول امرأة سعودية تنضم إلى مجلس إدارة شركة مدرجة بسوق المال للسعودي.
ساهمت لبنى في توسع أنشطة مجموعة "العليان" التي تساهم في أكثر من 40 شركة كبيرة، كما أصبحت لبنى عضوا في مجلس إدارة شركة التسويق "WPP" بجانب عضوية مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي، بالإضافة إلى مبادرات لإصلاح الأعمال التجارية في الشرق الأوسط.
وتشغل لبنى عضوية اللجنة التنفيذية للمجلس العربي للأعمال التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ومجموعة "رولز رويس" البريطانية وبنك أكبانك التركي وشركة شلمبيرجير للبترول.
وعضو مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وعضو في مجلس إدارة شركة "التعدين العربية السعودية- معادن"، وتم تعيينها رئيسة لبنك "ساب الأول" في السعودية خلال أكتوبر 2018، لتصبح أول امرأة تتولى المنصب في تاريخ المملكة.
وخلال العام الماضي اختارها اتحاد الغرف التجارية في السعودية لرئاسة مجلس الأعمال السعودي السويدي في دورته الجديدة من 2021 وحتى 2026 مع رئاسة اللجنة التنفيذية، لتكون أول سعودية ترأس مجلس أعمال سعودي أجنبي، منذ صدور قرار إنشاء مجالس أعمال سعودية أجنبية قبل 20 عاماً.
بجانب النجاح في العمل التجاري وتنمية أعمال مجموعة "العيان"، ترى المليارديرة السعودية أن الإصلاح الاقتصادي يجب أن يعتمد على تحمل القطاع الخاص لمسؤوليته الاجتماعية من خلال تقليل الفجوة بين مستوى الدخل بين الأغنياء والفقراء.
كما ترى أن الاقتصاد العربي يمكن أن يزدهر بدعم من الثروات والموارد الطبيعية التي توجد في البلاد العربية، وتطالب دائما بإصلاح التعليم وتوفير فرص عمل للرجال والنساء لدعم المشاركة الاجتماعية وتحمل المسؤولية.
وعملت لبنى على دعم المرأة السعودية حيث ساهمت في تعيين عدد كبير من النساء في مجموعة "العليان" ومنهم من تولت مناصب هامة في المجموعة، كما أنشأت برنامج العليان للعمل الوطني النسائي للتطوير والتوظيف في عام 2004.
وخلال شهر فبراير الماضي قامت لبنى بوضع حجر أساس مركز "سليمان العليان للابتكار وريادة الأعمال" في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
نظرا لمسيرتها المهنية المتميزة حصلت لبنى العليان على عدد من الجوائز والتكريمات، حيث اختارتها مجلة «أرابيان بيزنس الاقتصادية» كثاني أقوى شخصية نسائية في عام 2011 ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية.
كما تصدرت لبنى قائمة "أقوى السيدات العربيات" التي تصدرها مجلة "فوربس الشرق الأوسط" في عامي 2017 و2018، كما جاءت ضمن أقوى 100 سيدة أعمال في عام 2020.
وحصلت في عام 2012 على الوسام الملكي السويدي من الطبقة الأولى، بسبب جهودها في تعزيز العلاقات بين السعودية والسويد، وتم اختيارها ضمن قائمة مجلة "تايم" الأمريكية لأقوى 100 شخصية مؤثرة في العالم في عام 2005.
وتشارك المليارديرة السعودية بشكل دائم في منتدى "دافوس" الاقتصادي العالمي الذي ينعقد سنويًا، ويضم كبار الشركات والمؤسسات والشخصيات الاقتصادية حول العالم.
تزوجت لبنى العليان من المحامي الأمريكي الدولي جون شيفوس، وأنجبت 3 بنات، وتقيم حاليا في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
وحول زواجها من رجل أمريكي، قالت لبنى: "زوجي هو صديقي، وتعرفنا في الجامعة، ووالدي ووالدتي أحبوه بعد الزواج"، وأضافت أنه تقدم للزواج منها بعد انتهاء الدراسة الجامعية وفي البداية رفض والدها الموافقة على الزواج وبعد موافقته طلب منها إقناع والدتها.
وتابعت لبنى: "كان يجب أن أحصل على موافقة والدي ووالدتي قبل الزواج، ولمدة 4 سنوات حاولت الحصول على موافقة والدتي على الزواج، وبعد إعلان "جون" إسلامه وقيامه بدراسة الشريعة الإسلامية وافقت والدتي".
وخلال حوار تلفزيوني قالت إنها تسكن في منزل صغير رغم ثروتها الكبيرة، وأضافت: "هل أحتاج بيت أكبر من هذا، كل الذي احتاجه موجود في هذا البيت، أكبر من كده يكون وجع رأس، خصوصا إن أولادي كبروا وطلعوا من البيت".
وحول طريقتها في إدارة الشركات قالت: "نجاح أي شركة أو عدم نجاحها يعتمد على من يديرها، وأصعب قرار في البيزنس هو فصل موظف، وأنا أعمل منذ 41 سنة، وبكيت لمرة واحدة فقط بعد قرار الانفصال عن بعض الشركاء، حيث كان هناك شركة لها مكانة كبيرة عند والدي وبكيت بعد قرار التخلي عن تلك الشركة".
وأضافت أن والدها لم يوافق على سفرها للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب صغر سنها، ولكن عندما تعرضت للضرب في الجامعة الأمريكية ببيروت خلال المظاهرات التي سبقت الحرب اللبنانية، ليقرر والدها سفرها إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراستها.
