ما هي السلامة النفسية في العمل وكيف تحافظ عليها؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 28 أبريل 2024
ما هي السلامة النفسية في العمل وكيف تحافظ عليها؟

ما هي السلامة النفسية في العمل وكيف يمكنك المحافظة عليها وما هي أمثلتها؟ كل تلك الأسئلة يجب أن تتعرف على إجابتها إذا كنت من الموظفين الذين يعانون من مشكلات في أماكن عملهم، وذلك لأنها ستساعدك على تخطي الكثير منها والتأكد من أنك تعمل في المكان الصحيح، بدلًا من تضييع وقتك بدلًا من تطوير نفسك.

ما هي السلامة النفسية في العمل وكيف تحافظ عليها؟

ما هي السلامة النفسية في العمل

تعتبر السلامة النفسية في العمل من أهم العوامل التي يجب أن تتوافر لكافة الموظفين، فهي الأمان الذي يكفل لهم التحدث عن أفكارهم وآرائهم دون الخوف من التعرض للعواقب من رفض أو إحراج أو إذلال أو حتى الخصومات والعقوبات التي تُنكل بالموظف.

لا يُعني ذلك أن الجميع سيكون لطيفًا معك طوال الوقت، ولكن على الأقل يمكنك مشاركة أفكارك دون توتر خلال طرح إحدى الموضوعات للنقاش، وهو ما يسمح بحل المشكلات على الفور أو الوصول إلى أفضل السبل لذلك.

عندما تتحقق السلامة النفسية في العمل يسمح ذلك لك بالحصول على زملاء يقفون في ظهرك دائمًا ومدراء يقدرون الصدق، كما تجد نفسك تتصرف بكل أريحية ولا تخفي شيء من شخصيتك الحقيقية أو تكبتها، وتخاطر من أجل المصلحة العامة للعمل وهو أمر جيد.

ما هي أمثلة السلامة النفسية؟

هناك الكثير من الأمثلة التي تدل على تمتع بيئة العمل بالسلامة النفسية وأهمها قدرة الموظف على مشاركة أفكاره وطرح الأسئلة الجريئة ومشاركة المخاوف حول الأوضاع في العمل مع تحمل المخاطر.

هناك أيضًا القدرة على الاعتراف بالخطأ دون الخوف من اللوم وتوجيه الملاحظات للزملاء بأريحية، وعدم مقاطعة المتحدثين باي شكل بل إتاحة الفرص كاملة لهم للتحدث.

فرض النوايا الحسنة لدى الزملاء في العمل، وإنساب الفضل إلى أصحابه لا إلى المدراء فقط، والوفاء بالالتزامات، بالإضافة إلى إتاحة الفرص للتعلم والتطور والحصول على المكافآت نظير ذلك.

الاعتراف باستطلاعات الرأي وعقد الاجتماعات بانتظام لجمع الآراء والأفكار.

أجريت دراسة على أكثر من 300 مدير على مدار عامين ونصف، والتي أكدت أن الفرق التي تتمتع بدرجة عالية من الأمان النفسي في بيئة العمل لديها مستويات عالية من الأداء وصراعات أقل بين أفرادها.

ما الذي يجعل مكان العمل آمنًا نفسيًا؟

يساهم العديد من المديرين في جعل بيئة العمل أعلى أمانًا من الناحية النفسية من خلال بعض الخطوات التالية:

الأولوية للسلامة النفسية

يجب أن تتحدث دائمًا مع فريقك عن أهمية الأمان النفسي في العمل وارتباطه بكل ما هو جيد من ابتكار في الأفكار ومشاركات متعددة بين أفراد فريق العمل في الإنجازات.

اطلب المساعدة وابدأ بنفسك وقدمها لمن يريد بكل حرية وكن أنت القدوة لأي سلوك تريد من الآخرين تطبيقه.

حرية الحديث للجميع

اكفل حرية التعبير للجميع من خلال احترام الصراحة وقول الحقيقة وإظهار الفضول لمعرفة أفكار العاملين دون أي أحكام مسبقة، مع التمتع بكم من الانفتاح والرحمة والاستعداد للاستماع إلى أشياء عكس الوضع الحالي أو تتحداه.

وضع معايير للتعامل مع الفشل

هناك فرق كبير بين الفشل ومحاولات التطوير، لذلك لا يجب أن يعاقب كل من يفشل في تجربة أو مجازفة معقولة قد ظن أنها في صالح العمل، فيجب أن يعلم الجميع أن الأخطاء ما هي إلا وسيلة للتعلم لا لخيبة الأمل.

شارك الدروس المستفادة من الأخطاء مع بقية الزملاء دون الشعور بالحرج وهو ما سيساعدهم على المزيد من الابتكار وتجنب ما وقعت أنت فيه من أخطاء.

خلق مساحة للأفكار الجديدة

لا يجب الخوف من الأفكار الجديدة التي تهبط على رؤوس الموظفين بل يجب عليك تشجيعها وأخذ أفضل ما يمكنك منها لا الاعتماد على الأفكار المضمونة والدقيقة فقط، بل اسعى لإخراج الطاقات المكبوتة داخل الموظفين.

يجب أن تتعلم المهارات التي تشجع الآخرين على إخراج أفضل ما لديهم من أفكار، ولا يجب عليك استخدام كافة الأفكار المطروحة بل يمكنك مناقشتها مع الحضور للوصول إلى أفضل ما لديهم من أجل تطويرها لأشياء قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

التعامل مع الصراعات

يجب أن يكون هناك حوار صادق ونقاش بناء بشكل دائم بينك وبين بقية أفراد فريق العمل، لحل أي صراع وهو في مهده مع التوصل إلى حل جيد يرضي كافة الأطراف.

اطرح بعض الأسئلة التي تساهم في تهدئة الأوضاع مثل سبل نقل مخاوفهم بشكل مناسب وكيف يتحدثون تحفظاتهم نحو زملائهم بوجهة نظر محترمة لا تقلل من الطرف الآخر.

الحفاظ على مستوى السلامة النفسية

قد تضع بعض الأسس للحفاظ على مستوى السلامة النفسية لكنه يكون أقل من الفرق الأخرى، أو لا يقارن بمؤسسات شبيهة، كما يجب أن تتأكد من تمتع أفراد الفريق الواحد بنفس المستوى من الأمان النفسي.

قدم الاقتراحات للإدارة العليا للحفاظ على مستوى السلامة لدى العاملين وذلك ليس لأنه من الجميل أن يتمتع الأفراد بها فقط، بل لمدى أهميتها بالنسبة للنتائج النهائية للعمل ومدى الإنتاجية المقدمة.

تعزيز الحوار

ابذل بعض الجهد الواضح لتعزيز القدرة على الحوار بين أفراد العمل، وذلك من خلال التدرب على تقديم الملاحظات بشكل لائق مع تلقيها أيضًا بأسلوب أفضل دون التسبب في أي حرج للطرف الآخر.

أفسح المجال أمام العاملين للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم، وتول مهمة طرح الأسئلة التي تخرج ما بداخلهم أولا بأول واعمل على تلقي الإجابات بصدر رحب وبتفهم تام لمشاعرهم القوية وقيمهم التي يتحدثون عنها.

وفر مثالًا يحتذى به عن كيفية الرد على الآخرين بطريقة محترمة وكيف تشارك التعليقات البناءة مع الموجودين، وذلك لأن تحسين تلك المهارات وتقديم هذه القدوة من شأنه أن يمنحك زملاء أكثر استعدادًا على المشاركة واقتراح الحلول وتجربة كل ما هو في صالح العمل.

الاحتفال بالإنجازات

تفاعل مع أفراد فريقك بشكل جيد ووفر الاحترام المتبادل بينكم، واعمل على الاعتراف بالإيجابيات التي تحدث في محيط العمل من إنجازات والاحتفال بها.

اعترف كذلك بالإنجازات الجماعية وانسب الفضل إلى أهله لتحفيز العاملين على المزيد من التقدم، ولا تحقر من أي تقدم مهما كان صغيرًا

مراحل السلامة النفسية

تمر السلامة النفسية بعدة مراحل يجب أن تمر بها أي مؤسسة تسعى إلى تطوير عملها ومن هذه المراحل ما يلي:

الانتماء

تبدأ أولى مراحل السلامة النفسية بالانتماء، فعندما يشعر الفرد بانتمائه إلى مكان ما يبدأ بالتصرف بأريحية وعلى طبيعته وذلك لشعوره الدفين بالقبول مما يعزز من قدراته المميزة وسماته الفريدة.

التعلم

يجب أن تلبي بيئة العمل حاجتك للتعلم والنمو وذلك من خلال ترك مساحة جيدة لطرح الأسئلة وتلقي الملاحظات وتركها أيضًا مع القدرة على التجربة وترك فرصة لارتكاب بعض الأخطاء.

سلامة المساهمة

يجب أن يشعر الموظف بقدرته على المساهمة الآمنة في مجال العمل من خلال استخدام مهاراته وقدراته لتقديم ما يريد دون الخوف من أي حكم مسبق.

التحدي

يجب أن تترك لك المساحة للتحدي والقيام بأشياء عكس الوتيرة التي يسير عليها العمل الحالي، ويتم ذلك من خلال تأمين المراحل الأربعة الثلاثة السابقة مع تزايد الشعور بالأمان والقدرة على تحمل المخاطر.

كيف تحافظ على صحتك النفسية في العمل؟

يتمتع الموظفون الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة ومستقرة بعمل أكثر إنتاجية وإبداعًا وفعالية، لذلك يجب أن تحافظ على صحتك النفسية، ونقلاً عن الجمعية الكندية للصحة العقلية ومصادر أخرى مختلفة، إليك كيفية الحفاظ على الصحة العقلية وتحسينها:

ممارسة الرياضة

هناك العديد من المزايا لممارسة الرياضة ومنها تحسين الحالة النفسية والجسدية والوقاية من بعض الأمراض، حيث يعتقد أيضًا أن ممارسة الرياضة تضمن لك تحسين اللياقة العقلية ورفع مستوى الشعور بالإيجابية.

تساهم تلك الحالة في رفع مستوى الحالة الجسدية والنفسية وعلاج القلق والاكتئاب مما يساهم في عدم تدهور صحتك النفسية في العمل وفي الحياة بشكل عام.

موازنة ساعات العمل

يجب أن تعمل على موازنة ساعات العمل مع حياتك خارج العمل مع إتمام مهام العمل في الوقت المحدد لها فكلما كنت أكثر فعالية وإنجازًا كان ذلك أصح لصحتك النفسية.

الراحلة والطعام الصحي

إذا كنت تشعر بالتعب المستمر خلال ساعات العمل يجب أن تعلم أن ذلك بسبب عدم تناول الطعام الكافي وعدم الحصول على الراحة، لذلك لا تهمل أي من الجانبين لأنهما يؤثران على سلامتك النفسية في العمل مهما حاولت إظهار عكس ذلك.

التواصل مع المديرين

يجب أن تتواصل مع رؤسائك في العمل فيما يخص احتياجاتك خاصة إذا كنت تمر بمشكلة ما تؤثر على إنتاجيتك بالفعل، وإذا كانت المشكلة تتعلق بأحد الزملاء يجب أن تواجهه وتتحدث معه بوضوح تام.

بإمكانك مناقشة الأمر والتعرف على التحديات التي تواجهك مع تحديد ما تحتاجه لاستعادة حالتك العقلية والطبيعية.

القيام بأنشطة متعددة

يجب أن يشمل جدول أعمالك مجموعة من الأنشطة المتاحة للراحة ووقت للشاشات وآخر لتنمية مواهبك وممارسة هواياتك، فكلما مارست تلك الأنشطة ساعدت صحتك النفسية على التحسن والاستقرار، والتغلب على أي تحديات تواجهك.

المخاطر النفسية في بيئة العمل

هناك العديد من المخاطر النفسية التي يمكنك مواجهتها في بيئة العمل والتي تؤثر على الجانب العاطفي للعاملين ومنها:

الإجهاد

من مخاطر الحالة النفسية في العمل التعرض إلى الإجهاد وضغط العمل المفرط، ونقص الدعم الاجتماعي، والعمل لساعات طويلة دون راحة، ومما يعرض العاملين إلى الإجهاد أيضًا هو العمل في ظروف غير آمنة.

التنمر والتحرش

يعتبر التنمر والتحرش من الأشياء التي تتسبب في الأذى النفسي ومنها بعض السلوكيات العدوانية أو المسيئة من قبل الزملاء أو المديرين.

التمييز

إذا تعرض الموظف إلى معاملات ذات تمييز بينه وبين زملائه يؤدي ذلك إلى الضغط عليه وتشتيته عن العمل بشكل جيد وتكون تلك المعاملة غير العادلة على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو أي عامل آخر مثل التحيز لفرد على حساب الآخرين.

الإرهاق

الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التعامل مع متطلبات العمل يزيد من الضغط على الحالة النفسية للعاملين.

القلق والاكتئاب

يصاب بعض العاملين بمشاكل الصحة النفسية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سير العمل وقدرة الموظف على الإنتاج.

عوامل الخطر

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر تعرض الموظفين للمخاطر النفسية، منها:

نوع الوظيفة:

فبعض الوظائف، مثل وظائف تنفيذ القانون والرعاية الصحية، أكثر عرضة للمخاطر النفسية من غيرها بسبب الضغوطات المستمرة التي يتعرض لها.

شخصية العامل:

بعض الموظفين أكثر عرضة للإجهاد والقلق من غيرهم بسبب شخصيتهم الحساسة أو المنطوية أو غير المرنة التي تجعلهم عرضة للتأثر الكبير بالأوضاع أكثر من غيرهم.

ثقافة مكان العمل:

يمكن أن تؤدي ثقافة مكان العمل السامة، مثل ثقافة العمل لساعات طويلة أو ثقافة التمييز، إلى زيادة خطر تعرض الموظفين للمخاطر النفسية.

آثار المخاطر النفسية

يمكن أن يكون للمخاطر النفسية في بيئة العمل الكثير من التأثيرات السلبية على جميع العاملين في المكان ومن هذه المخاطر التي عليك تجنب وقوعها ما يلي:

يشعر الموظفون الذين يعانون من مخاطر نفسية في العمل بالإرهاق والإجهاد المستمر مما يؤثر على عملهم لتنخفض إنتاجيتهم بشكل كبير.

عندما يتأثر الموظف بما يدور حوله من أحداث تؤثر على حالته النفسية يلجأ إلى التغيب عن العمل بشكل متكرر أو لفترات طويلة.

يترك الموظفون الذين يعانون من مخاطر نفسية وظائفهم بحثًا عن بيئة عمل أكثر أمانًا، مما يضع الشركة في مأزق لأن العاملين لا يريدون الاستمرار معهم ويضطرونهم إلى البحث عن بدائل أفضل في كل مرة.

قد يعاني بعض العاملين من مخاطر نفسية تؤدي إلى مشاكل صحية جسدية تتطلب رعاية طبية ويتم تنفيذ ذلك من خلال الاعتماد على حساب المؤسسة أو مكان العمل.

تتعرض سمعة المكان للتضرر بوصفه مكان سام وبيئة لا تصلح للعملمما يؤدي إلى صعوبة جذب واستبقاء الموظفين المهرة.

ما هي السلامة النفسية في العمل؟ بعد التعرف على إجابة هذا السؤال يمكنك أن تحصل على فرصتك لتطوير محيط عملك والاعتناء بالحالة النفسية للأفراد داخل العمل وتخليصهم من القيود التي تقلل قدرتهم على الإنتاج.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة