نور الدين زنكي: قاهر الصلبيين وأعدل الحكام بعد الخلفاء الراشدين

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الإثنين، 16 نوفمبر 2020
نور الدين زنكي: قاهر الصلبيين وأعدل الحكام بعد الخلفاء الراشدين

نور الدين زنكي.. قاهر الصلبيين، مهد الطريق لتحرير القدس، أطلق عليه سادس الخلفاء الراشدين؛ بسبب تمسكه بالعدالة، لُقب بالملك العادل وناصر أمير المؤمنين، تقي الملوك، ليث الإسلام، كما لُقب بـ نور الدين الشهيد.

نور الدين زنكي:

ولد نور الدين زنكي في 17 من شوال لعام 511 هـ، 11 فبراير 1118 م، في حلب، حيث نشأ في كفالة والده صاحب الحلب والموصل وغيرهما، حيث ترجع أصوله إلى السلاجقة الأتراك، على الرغم من أنه الابن الثاني لأبيه، إلا أنه ورث عنه حكم الدولة الزنكية، كما ورث عنه معركته مع الصلبيين.

تولى مُلك حلب في البداية، ثم بعد ذلك توسعت  دولته وشملت دمشق وسائر بلاد الشام وفي نهاية حياته ضم إلى دولته مصر بعد إسقاط حُكم الفاطميين فيها باسم الخلافة العباسية. وبذلك استطاع أن يجمع الأمة على خلافة واحدة؛ تمهيداً لتحرير القدس.

نور الدين زنكي

نشأة نور الدين زنكي:

نشأ نور الدين زنكي في رعاية والده حاكم الموصل، اعتاد والده أن يقدمه عن إخوانه؛ نظراً لما رآه فيه من ذكاءً ونجابة. قٌتل والده على يد خادمه ليتولى نور الدين الحُكم وهو في الـ 30 من عمره، ضم عدداً من المُدن أثناء حٌكمه أهمها الرُها.

حكم نور الدين زنكي لـ دمشق:

تزوج نور الدين زنكي من عصمة الدين خاتون ابنة حاكم دمشق، بعد أن توفي والدها حاكم دمشق تمكن نور الدين من دخول دمشق والسيطرة عليها وأقام فيها؛ حتى يكون  قريباً من مناطق سيطرة الصليبين. واستطاع نور الدين زنكي بعد ذلك أن يضم كُل من شيزر، بعلبك، حران، قلعة جعبر. وبعد وفاة شقيقه حاكم الموصل ضمها إليه، هكذا صار بإمكانه التفرغ لقتال الصلبيين.

صفات نور الدين زنكي:

عُرف نور الدين بصلاحه وكرمه كما أنه وقوراً ومتواضعاً، زاهداً في أمور الدُنيا، مٌقتصداً في النفقة على نفسه وأهله. وضع نور الدين زنكي منذ البداية نصب عينيه هدفاً واضحاً وهو مُحاربة الصلبيين وإخراجهم من بلاد الشام؛ لدرجة أنه أمر ببناء منبراً من الخشب ليضعه في المسجد الأقصى بعد تحريره من الصلبيين؛ لذلك كان عليه التخلص من كل الصراعات الداخلية حول الحُكم.

الحروب الصايبية

بداية حروب نور الدين زنكي ضد الصلبيين:

عقب ذلك حدثت موجه من الزلازل دمرت العديد من المدن والحصون، بعد ذلك بدأ رحلة كفاحه ضد الصلبيين، بدأ حروبه برد الصلبيين عن الرٌها واسترجاعها، ثم ساعد مُعين الدين أنر، أمير دمشق، في رد إحدى الحملات الصليبية عن دمشق.

وعاد الصليبيون بحملة جديدة؛ لاحتلال دمشق، استنجد مُعين الدين بنور الدين، فتوجه إلى دمشق وفك الصليبيون الحصار، سيطر بعدها نور الدين على دمشق وخاض معركة البقيع في مقدمة السيطرة على حصن الأكراد أو ما يٌعرف بـ قلعة الحصن، ثم فتح حصن المنيطرة والحصون المجاورة.

حروب نور الدين زنكي:

كما فتح العديد من المدن على طريق أنطاكية، التي استعصت عليه، فعاد إلى أفاميا وحازها بعد أن استسلم أهلها، تعرضت جيوش نور الدين إلى هزيمة كُبرى في إحدى المعارك ضد جوسلين الثاني، الأمير الأخير لكونتيه الرُها، الذي أراد ضم إمارة الرُها. حال نور الدين بعض الكُرد واستطاع أن يأسر جوسلين.

توسعت رقعة المعركة لتشمل أرض مصر التي تعرضت للكثير من الحملات الصليبية، حيث اعتمد نور الدين على حكمة أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي وخبرتهما في قيادة الجيوش المصرية وكانت نتيجة معاركهما في مصر رد الصلبيين عنها.

وتمكن أسد الدين من بسط نفوذه على مصر ليكمل صلاح الدين المسيرة، التي انتهت بإسقاط الدولة الفاطمية. وهكذا خضعت مصر إلى الخليفة نور الدين زنكي في بغداد، لكن توفي نور الدين زنكي قبل أن يتمكن من أن يشهد لحظة تحرير بيت المقدس.

وفاة نور الدين زنكي:

توفي نور الدين زنكي أوائل شوال لعام 569 هـ، الموافق شهر مايو لعام 1174 م، بالذبحة الصدرية ودُفن في البيت، الذي كان ملازماً فيه في قلعة دمشق، ثم نُقل جُثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين في دمشق.