الزعيم المصري سعد زغلول

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 16 سبتمبر 2021
الزعيم المصري سعد زغلول

كان سعد زغلول مناضلاً ورجل سياسة، ترأس الوفد المصري إلى مؤتمر الصلح في باريس الذي انعقد في عام 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. فمن هو سعد زغلول؟ ما هي أبرز محطات حياته؟ وما هي المناصب السياسية التي تولاها؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

بداية مسيرة الزعيم المصري سعد زغلول

ولد سعد زغلول في قرية إبيانة الواقعة في محافظة كفر الشيخ شمال مصر في الأول من شهر حزيران/ يونيو عام 1860 وفق ما ورد في شهادته الجامعية، والده شيخ القرية إبراهيم زغلول، ووالدته بنت الشيخ عبده بركات، توفي والد سعد زغلول عندما كان في السادسة من عمره، حيث أشرف على تربيته شقيقه الأكبر أحمد زغلول.

درس سعد زغلول الحقوق في جامعة القاهرة

درس سعد زغلول في الكتّاب بجامع قرية إيبانة، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره، التحق بالجامع الدسوقي للتعمق في دراسة القرآن الكريم وتجويده، وفي عام 1873، ذهب إلى القاهرة، ودرس في جامع الأزهر على يد مجموعة من العلماء المسلمين من بينهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ثم درس الحقوق في كلية الحقوق الفرنسية في القاهرة، وحصل على الإجازة.

تدرج سعد زغلول في مجموعة من المناصب غير السياسية

  • محرراً في القسم الأدبي لصحيفة الوقائع المصرية بين عامي 1880 و1882.
  • عمل في وزارة الداخلية المصرية منذ شهر أيار/ مايو عام 1882.
  • عمل في المحاماة، فاعتقلته السلطات البريطانية في عام 1884 بتهمة الانتماء إلى جمعية الانتقام (جمعية مناهضة للاحتلال البريطاني)، حيث تمت تبرئته لعدم كفاية الأدلة، وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن، ثم عاد للعمل في المحاماة.
  •  أصبح سعد زغلول وكيلاً للنيابة، فرئيساً لها، ثم قاضياً في محكمة الاستئناف في عام 1892، وبقي فيها مدة أربعة عشر عاماً.
  • ساهم في وضع حجر الأساس لجامعة القاهرة إلى جانب كل من: محمد عبده، محمد فريد، قاسم أمين في عام 1907.
  • أسس النادي الأهلي في عام 1907، وأصبح رئيس النادي في الثامن عشر من شهر تموز/ يوليو عام 1907.

تولى العديد من المناصب السياسية

  • وزيراً للتعليم، بين عامي 1906 و1908.

  • وزيراً للعدل، بين عامي 1910 و1912.

  • عضو في مجلس الأمة المصري، في عام 1912.
  • نائباً لرئيس مجلس الأمة المصري، في عام 1913.
  • قاد الوفد المصري إلى مؤتمر باريس للسلام في عام 1919.
  • أسس سعد زغلول بعد عودته إلى مصر حزب الوفد في عام 1919، وشارك في الانتخابات البرلمانية التي حصلت في الثاني عشر من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1924، حيث فاز في الانتخابات.
  • أصبح أول رئيس حكومة وفدية بين السادس والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1924، والرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1924.
  • رئيساً لمجلس الأمة المصري، في عام 1926.

نضاله ضد الانتداب البريطاني

كان سعد زغلول رافضاً للوجود البريطاني في مصر، حيث شارك في الثورة العرابية عام 1879، واستمرت هذه الثورة ثلاث سنوات وانتهت في عام 1882، حيث احتلت بريطانيا مصر في نفس العام، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914.

أعلنت بريطانيا الحماية على مصر، وفي الثالث عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1918 (أي بعد يومين من انتهاء الحرب العالمية الأولى)، دعا وفد من ثلاثة أعضاء بارزين سابقين في مجلس الأمة المصري برئاسة سعد زغلول وعضوية كل من (علي شعراوي، عبدالعزيز فهمي)؛ المفوض السامي البريطاني في مصر ريجينالد وينغات، وأبلغوه بأنهم يعتبرون أنفسهم -وليسوا الحكومة- الممثلين الحقيقيين للشعب المصري، وطالبوا بإلغاء الحماية البريطانية على مصر، والاستعاضة عنها بمعاهدة تحالف.

كما طالبوا أيضاً بالسماح لهم بالذهاب إلى لندن للتفاوض على مثل هذه المعاهدة مباشرة مع الحكومة البريطانية، لكن المندوب السامي البريطاني رفض هذه المطالب، وقامت السلطات البريطانية باعتقالهم ونفيهم إلى جزيرة مالطا الواقعة في البحر المتوسط شمال ليبيا.

اندلاع الثورة المصرية في عام 1919 بعد نفي زغلول ورفاقه

عندما رفض المندوب السامي البريطاني هذه المطالب، ونفى سعد زغلول ورفاقه إلى جزيرة مالطا، وحاولت السلطات البريطانية، بحسب ما ورد في كتاب (سعد زغلول زعيم الثورة) للكاتب عباس محمود العقاد، إخفاء الخبر، حيث منعت الصحف المصرية من نشره.

لكن أعضاء الوفد المصري والطلبة عرفوا في اليوم ذاته لأنهم يجتمعون في أماكن متقاربة؛ لذلك اندلعت الثورة المصرية في العاشر من شهر آذار/ مارس عام 1919، حيث أضرب الطلاب عن الدراسة، وخرجوا بمظاهرات في الشوارع، كما قام عمال السكك الحديدية بالإضراب، الذي امتد ليشمل المحامين والمحلات التجارية.

واستمرت المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني، فردت السلطات البريطانية باستخدام المدافع ضد المتظاهرين؛ مما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات من المصريين، فقام الثوار بقطع سكة الحديد بين طنطا وتلا، وهي التي كانت تعتمد عليها القوات البريطانية في نقل العربات والمصفحات العسكرية إلى القاهرة وغيرها من المدن المصرية، كما قاموا بقطع أسلاك التلغراف والهواتف لمنع التواصل بين الجنود المصريين وقياداتهم.

فقامت السلطات البريطانية بإنذار كل من يقطع طرق المواصلات بالموت رمياً بالرصاص، فردَّ عمال السكك الحديدية على هذا الإنذار بالإضراب، كما هددت السلطات البريطانية المصريين بإحراق القرى والبلدات المصرية التي يخرج منها المتظاهرون.

لكن كل تهديداتها فشلت في لجم الثورة المصرية، فقامت الحكومة البريطانية بتغيير مندوبها السامي ريجينالد وينغات، واستبدلته بالجنرال إدموند اللنبي، الذي أعلن أنه سيطلق سراح سعد زغلول ورفاقه (اسماعيل صدقي، حمد الباسل، محمد محمود ) في محاولة لتهدئة الرأي المصري.

سعد زغلول في مالطا

لم يتوقف نضال سعد زغلول ورفاقه (اسماعيل صدقي، حمد الباسل، محمد محمود ) للحصول على الحرية والاستقلال لمصر ورفع الحماية البريطانية عنها على الرغم من نفيهم، فما إن وصلوا إلى منفاهم في مالطا، حتى أرسل سعد زغلول رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ديفيد لويد جورج في عام 1919، هذا هو مضمونها وفق ما ورد في كتاب (سعد زغلول زعيم الثورة) للكاتب عباس محمود العقاد:

"إنَّ شرف الممالك يقدَّر بمقدار احترام ساستها ورجالها للمعاهدات السياسية التي يبرمونها والتصريحات الرسمية التي يتفوه بها رجال تلك الحكومة الرسميون. ولَمَّا كانت إنجلترا في معاهدة لندن عام ١٨٤٠ قد ضمنت استقلال مصر.

كما أقسمت الملكة فكتوريا والبرلمان بالتاج والشرف عام ١٨٨٢ أنَّ الاحتلال لن يكون إلا وقتيّاً، وأعلن جلادستون عام ١٨٨٧ أنَّ أوان الجلاء عن مصر قد آن، ولَمَّا كنتم جنابكم الرئيس الممثل لحكومة جلالة ملك بريطانيا والمُدافع عن كرامة بلاده وشرف الأمة الإنجليزية الحرة؛ فإني أطالب جناب الرئيس المبجل برفع الحماية التي أعلنتها حكومتكم على بلادنا قسراً لمقتضيات الحرب وجلاء الجنود البريطانيين عن وادي النيل احتراماً للمعاهدات والتصريحات التي ذكرناها وصيانةً لشرف أمة أنت على رأس حكومتها.

وليأذن جناب الرئيس بأن أذكر أنَّ سياسة العنف والإرهاق التي اتُّبعت معنا لا تزيدنا — نحن المصريون كافة — إلا تمسكاً بمطالبنا، وثباتًا في موقفنا، وأنه خير لإنجلترا أن تكون لمصر صديقة، وهناك نستطيع أن نقطع على أنفسنا عهداً بأن نصون مصالحكم، ونروج تجارتكم في بلادنا".

ولم يسمع سعد زغلول وزملاؤه المنفيين في جزيرة مالطا شيئاً عن مصر، ولا عن ثورتها إلا حين زارهم حاكم جزيرة مالطا اللورد مثوين، وقال لهم: "أشعلتم النار في مصر وجئتم إلى هنا"، وبعد شهر من مكوثهم في مالطا، وصلت الأخبار حول الإفراج عنهم والسماح لهم بالعودة إلى مصر، فشعروا بالسعادة والفرح لهذا الخبر، وغادروا جزيرة مالطا في منتصف شهر نيسان/ أبريل عام 1919.

سعد زغلول يترأس الوفد المصري إلى مؤتمر باريس

توجه سعد زغلول على رأس وفد مصري كبير إلى باريس من بين أعضائه (اسماعيل صدقي، حمد الباسل، محمد محمود)، وكان من أبرز أسباب التعويل على مؤتمر الصلح مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون الأربعة عشر، التي كان قد نشرها في عام 1918.

ولكن الوفد المصري تلقى أول مفاجأة بعد وصوله إلى فرنسا، وهي اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالحماية البريطانية على مصر، واعتذار الرئيس الأمريكي ودرو ويلسون عن استقبالهم بحجة ضيق الوقت، فبدأ الوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالتواصل مع البرلمانات الأوروبية، وإبلاغهم حقيقة ما يجري في مصر بغية كسب تأييد الرأي العام الأوروبي حول قضية مصر، حيث انعقد مؤتمر الصلح في عام 1919، وعرض قضية مصر على الحلفاء الذين رفضوا مطالبه بإنهاء الحماية والاستقلال، فأصبح في مصر بطلاً وطنياً.

المصريون يقاطعون لجنة ملنر

استغلت بريطانيا وجود الوفد المصري في باريس، وأرسلت لجنة سمتها (لجنة ملنر) للوقوف على مطالب المصريين والقيام بإصلاحات دستورية، فأرسل سعد زغلول خطاباً للمصريين بمقاطعة اللجنة، جاء فيه وفق ما ورد في كتاب (سعد زغلول زعيم الثورة) للكاتب عباس محمود العقاد:

"يحاول الأقوياء بجميع الوسائل أن يأخذوا منكم رضاكم بحمايتهم؛ ليزدادوا قوة ويزيدوكم ضعفاً، فلا تنخدعوا إذا وعدوكم، ولا تخافوا إذا هددوكم، واثبتوا على التمسك بحقكم في الاستقلال التام؛ فهو أمضى سلاح في أيديكم وأقوى حجة لكم، فإن لم تفعلوا — وليس في قوة إيمانكم الوطني ما يجعل احتمالاً لذلك — خذلتم نصراءكم، وأهنتم شهداءكم، وحقرتم ماضيَكم، وأنكرتم حاضركم، ومددتم للرِّق أعناقكم، وحنيتم للذل ظهوركم، وأنزلتم بأمتكم ذلاً لا يُرفع منه عز، وإن تفعلوا - كما هو أكبر ظني في عظم إخلاصكم ومتين اتحادكم وقوة وطنيتكم - فقد استبقيتم لأنفسكم قوة الحق، وأعددتم لنصرتكم قوة العدل، فلا تذلوا وإن قُهرتم، ولا تخشوا وإن ظُلمتم، ولا بد من يوم يعلو فيه حقكم على باطل غيركم، وينتصر فيه عدل على ظلم خصومكم، وتتحقق بإذن الله القدير آمالي وآمالكم في الاستقلال التام"، وهذا ما حصل، فعادت اللجنة إلى بريطانيا، ودعت الوفد المصري الموجود في باريس برئاسة سعد زغلول لزيارتها في لندن.

سعد زغلول في لندن يفاوض لجنة ملنر

سافر سعد زغلول إلى لندن للقاء لجنة ملنر، وأصدرت اللجنة بياناً يقضي مضمونه: بأن تستبدل بالحالة الحاضرة (الحماية البريطانية على مصر) معاهدة تحالف دائم بين بريطانيا العظمى ومصر يشترط فيها نقاط عديدة، أبرزها:

  • تعهد بريطانيا العظمى بضمان سلامة مصر واستقلالها باعتبارها دولة ملكية ذات أنظمة دستورية.
  • تعهد مصر بألَّا تعقد معاهدة سياسية ما مع دولة أخرى بغير موافقة بريطانيا العظمى.
  • تمنح مصر بريطانيا حق إبقاء قوة عسكرية على الأرض المصرية وحماية مواصلات بريطانيا العظمى مع تلك الأملاك.
  • توافق مصر على تعيين مستشار مالي باتفاق مع حكومة جلالة الملك تعهد إليه جميع السلطات التي لأعضاء صندوق الدَّينِ الآن لحماية حملة السندات المصرية، ويكون تحت تصرف الحكومة المصرية لكل أمر آخر ترغب في استشارته فيه.
  • الإبقاء على نظام المحاكم المختلطة، ويوسع بحيث يتناول القضايا الجنائية، وجميع القضايا الأخرى التي تمس الأجانب في مصر.
  • توافق مصر على تعيين موظف بريطاني في وزارة العدل بالاتفاق مع حكومة جلالة الملك، يكون له مركز وسلطة تكفي لتمكينه من ضمان تنفيذ القانون تنفيذاً عادلاً فيما له مساس بالأجانب.
  • تعترف الحكومة المصرية بأن لمركز المعتمد البريطاني في مصر صفة خاصة، وأنه باعتباره ممثل دولة حليفة، تكون له الأولوية على جميع المعتمدين الآخرين.

فرد على هذا البيان سعد زغلول ببيان آخر تضمن:

  • اعتراف بريطانيا العظمى باستقلال مصر، وإنهاء الحماية التي أعلنتها بريطانيا العظمى على مصر، والاحتلال العسكري البريطاني، وبهذا تسترد مصر كامل سيادتها الداخلية والخارجية، وتؤلف دولة ملكية ذات نظام دستوري.
  • تسحب بريطانيا العظمى جنودها من الأرض المصرية في مدة، ابتداءً من وقت نفاذ المعاهدة الحالية.
  • في حالة إلغاء لجنة الدَّين العمومي، تُعيِّن مصر موظفاً سامياً تقترحه بريطانيا العظمى، وتكون له الاختصاصات الحالية التي للجنة الدَّين، ويكون الموظف السامي المذكور تحت تصرف الحكومة المصرية لكل الاستشارات، أو المهمات التي ترى تكليفه بها في المسائل المالية.
  • في حالة إلغاء محاكم القنصليات، وإحالة النظر في الجرائم والجنح التي يرتكبها الأجانب إلى المحاكم المختلطة، توافق مصر على تعيين أحد رجال القضاء البريطانيين في مركز النائب العام لدى المحاكم المختلطة.

فرفض الوفد المصري بيان لجنة ملنر، ورفضت لجنة ملنر بيان سعد زغلول، واتفق الطرفان أي الوفد المصري بزعامة سعد زغلول ولجنة ملنر على ما يلي:

  • لأجل أن يُبنى استقلال مصر على أساس متين دائم؛ يلزم تحديد العلاقات بين بريطانيا العظمى ومصر تحديداً دقيقاً، ويجب تعديل ما تتمتع به الدول ذوات الامتيازات في مصر من المزايا، وجعْلها أقل ضرراً بمصالح البلاد.
  • ولا يمكن تحقيق هذين الغرضين بغير مفاوضات جديدة تحصل للغرض الأول بين ممثلين معتمدين من الحكومة البريطانية وآخرين من الحكومة المصرية، ومفاوضات تحصل للغرض الثاني بين الحكومات البريطانية وحكومات الدول ذوات الامتياز، وجميع هذه المفاوضات ترمي إلى الوصول إلى اتفاقات بُنيت على القواعد الآتية (وهنا نذكر أهمها):
  • تُعقد معاهدة بين مصر وبريطانيا العظمى تعترف بريطانيا العظمى بموجبها باستقلال مصر كدولة ملكية دستورية ذات هيئات نيابية، وتمنح مصر بريطانيا العظمى الحقوق التي تلزم، لصيانة مصالحها الخاصة ولتمكينها من تقديم الضمانات التي يجب أن تعطى للدول الأجنبية؛ لتحقيق تَخلِّي تلك الدول عن الحقوق المخولة لها بمقتضى الامتيازات.
  • تُبرم بموجب هذه المعاهدة نفسها محالفة بين بريطانيا العظمى ومصر، تتعهد بمقتضاها بريطانيا العظمى أن تعضد مصر في الدفاع عن سلامة أرضها، وتتعهد مصر أنها في حالة الحرب - حتى ولو لم يكن هناك مساس بسلامة أرضها - تقدِّم داخل حدود بلادها كل المساعدة التي في وسعها لبريطانيا العظمى، ومن ضمنها استعمال ما لها من الموانئ وميادين الطيران، ووسائل المواصلات للأغراض الحربية.

الحكومة البريطانية تنفي سعد زغلول إلى جزر سيشل

فعاد سعد زغلول ورفاقه إلى مصر، وذهب وفد حكومي مصري لمفاوضة الحكومة البريطانية على ما ورد في الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الوفد المصري بزعامة سعد زغلول ولجنة ملنر البريطانية، ولكن هذه المفاوضات فشلت، وقام المصريون بمقاطعة البضائع البريطانية، فحمّلت الحكومة البريطانية سعد زغلول المسؤولية، واعتقلته ونفته إلى جزر سيشل الواقعة في المحيط الهندي في عام 1921، فتأججت الثورة ضد بريطانيا، فقامت بريطانيا بمنح مصر استقلال محدود بموجب تصريح الثامن والعشرين من شهر شباط/ فبراير في عام 1922، وسمحت لسعد زغلول بالعودة إلى مصر.

سعد زغلول رئيساً للحكومة المصرية

ترأس سعد زغلول الحكومة المصرية بين السادس والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1924 والرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1924، واتخذ جملة من القرارات أبرزها:

  • الإفراج عن السجناء السياسيين.
  • إلغاء بند نفقات جيش الاحتلال البريطاني التي كانت مدرجة في الموازنة المصرية.
  • يعمل الموظفون البريطانيون بصفتهم كمستشارين فقط، وليس لديهم أي دور في اتخاذ القرار.
  • إصلاح ميناء السويس.
  • مد السكك الحديدية بين الأقصر وأسوان.
  • إنشاء الطرق الهامة بالقاهرة، كطريق الأزهر وطريق الأمير فاروق.
  • فرض التعليم الإلزامي.

وبعد استقالته من الحكومة في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1924، أصبح سعد زغلول رئيساً لمجلس الأمة المصري، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته في الثالث والعشرين من شهر آب/ أغسطس عام 1927.

الحياة الشخصية لسعد زغلول

كان سعد زغلول متزوجاً من الناشطة النسوية والثورية والسياسية صفية خانم، ابنة مصطفى فهمي باشا (وزير في الحكومة المصرية ورئيس وزراء مصر مرتين)، وذلك في عام 1895، وليس لديه أولاد.

وفاة سعد زغلول

توفي سعد زغلول في الثالث والعشرين من شهر آب/ أغسطس عام 1927، ودفن في مقبرة الإمام الشافعي، ثم نقل رفاته في عام 1931 إلى جوار منزله الذي كان يطلق عليه اسم (بيت الأمة) في القاهرة، وأقيم للمناضل الراحل سعد زغلول تمثالين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة، والثاني في مدينة الاسكندرية.

أقوال نرددها ولا نعلم أنها للمناضل سعد زغلول

قال المناضل المصري سعد زغلول الكثير من العبارات التي نرددها أحياناً، من دون أن ندري أنه هو أول من قالها، ومن هذه العبارات:

  • اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
  • الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة.
  • لا أستخدم نفوذ أي أحد كان؛ للحصول على أية غاية كانت.
  • الرجل بصراحته في القول، وإخلاصه في العمل.
  • الأمة مصدر السلطات.
  • العرب ليسوا سوى صفر + صفر = صفر.
  • مفيش فايدة.

أعمال فنية خلدت سعد زغلول

  • العملاق، عُرض في عام 1979، عن حياة عباس محمود العقاد، بطولة: محمود مرسي، شيرين، شهيرة، صفاء أبو السعود، سميرة محسن، ماجدة الخطيب، ناهد سمير، هناء ثروت، وجسّد شخصية سعد زغلول الممثل حمدي غيث، المسلسل من تأليف: عامر العقاد، إخراج: يحيى العلمي.
  • طائر في العنق، عُرض في عام 1998، بطولة: بوسي، مديحة يسري، إبراهيم يسري، أحمد راتب، عبير سيف، أحمد ماهر، صلاح رشوان، وجسّد شخصية سعد زغلول الممثل حمدي غيث، المسلسل من تأليف: ثروت أباظة، سيناريو وحوار: أحمد الخطيب، إخراج: أحمد النحاس.
  • جمهورية زفتى، عُرض في عام 1998، بطولة: ممدوح عبد العليم، كمال أبو رية، صابرين، حسن حسني، محمد منير، رؤوف مصطفى، تيسير فهمي، حمدي غيث (سعد زغلول)، المسلسل من تأليف: يسري الجندي، إخراج: إسماعيل عبد الحافظ.
  • حواري وقصور، عُرض في عام 2001، بطولة: فردوس عبد الحميد، يوسف شعبان، رانيا فريد شوقي، يوسف رجائي، شادية عبد الحميد، وجسّد شخصية سعد زغلول الممثل نبيل الحلفاوي، المسلسل من تأليف: محمد الغيطي، إخراج: أحمد خضر.
  • مصر الجديدة، عُرض في عام 2004، بطولة: فردوس عبد الحميد، يوسف شعبان، أحمد خليل، داليا مصطفى، هدى سلطان، أحمد راتب، وجسّد شخصية سعد زغلول الممثل أحمد خليل، المسلسل من تأليف: يسري الجندي، إخراج: محمد فاضل.
  • الملك فاروق، عُرض في عام 2007، بطولة: تيم حسن، نبيل الحلفاوي، عزت أبو عوف، صلاح عبد الله، وفاء عامر، محمود الجندي، وجسّد شخصية سعد زغلول الممثل عبد الرحمن أبو زهرة، المسلسل من تأليف: لميس جابر، إخراج: حاتم علي.
  • مشرفة رجل لهذا الزمان، عُرض في عام 2011، بطولة: أحمد شاكر عبد اللطيف، هنا شيحة، منال سلامة، ياسر فرج، تامر يسري، حسام فارس، وجسّد شخصية سعد زغلول الممثل خليل مرسي، المسلسل من تأليف: محمد السيد عيد، إخراج: إنعام محمد علي.
  • البطل، عُرض في عام 1998، بطولة: أحمد زكي، مصطفى قمر، محمد هنيدي، عبير صبري، كارولين خليل، غادة عبد الرازق، وجسّد شخصية سعد زغلول الممثل أحمد عبد الحليم، الفيلم من تأليف: مدحت العدل، إخراج: مجدي أحمد علي.

كتب عن سعد زغلول

شكل سعد زغلول ومكانته بين المصريين الذين كانوا يلقبونه بلقب (زعيم الأمة) مادة مهمة للكتاب، فألفوا العديد من الكتب عنه، منها:

  • سعد زغلول: زعيم الثورة، للكاتب عباس محمود العقاد.
  • مذكرات سعد زغلول، للكاتب عبد العظيم رمضان.

في الختام .. سعى سعد زغلول لبذل كل جهد من أجل استقلال بلاده، فشارك في الثورة العرابية، كما كان ملهماً للثورة المصرية في عام 1919، قاد المفاوضات السياسية مع البريطانيين، وأصبح رئيساً لحكومة بلاده، وبذلك استحق لقب (زعيم الأمة) الذي أطلقه عليه المصريون.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة