خبراء: مخاطر الذكاء الاصطناعي تتجاوز فقدان الوظائف

  • تاريخ النشر: السبت، 23 نوفمبر 2024
خبراء: مخاطر الذكاء الاصطناعي تتجاوز فقدان الوظائف

لا تقتصر التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على فقدان الوظائف فحسب، بل تمتد مخاطره وتحدياته إلى تعقيدات أخلاقية عميقة، تتطلب تدخلات جادة، وذلك وفقًا للرئيس التنفيذي السابق لقطاع الأعمال في غوغول إكس السيد محمد جودت.

وقد قال جودت في تصريحات لبرنامج الشرق بيزنس ويك، بأنه رغم الإمكانيات الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إلا أن العالم يفتقر إلى وجود جهة رقابية قادرة على التحكم الكامل في هذه التقنية.

وفي البرنامج، أشار إلى أن دور الحكومات والمستثمرين والشركات ومطوري البرمجيات لتنظيم الذكاء الاصطناعي لا تزال محدودة، حيث تفتقر الحكومات إلى الكوادر ذات الخبرة الكافية، وحتى إذا حصلت عليها، فإن عملية السيطرة على الذكاء الاصطناعي ستبقى معقدة؛ لأنه يتعلم بشكل مستقل من المستخدمين.

وقد أشار إلى أن المشكلة أو الخطورة لا تمكن في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في المستخدمين، حيث تنعكس قيمهم وسلوكياتهم على تصرفات الآلة؛ وذلك لأن البشر لا يتفقون على مجموعة واحدة من المبادئ الأخلاقية، وهذا يؤدي إلى نقل تلك الاختلافات والتباينات إلى الآلة.

وقد ضرب جودت مثالًا على قتل الأطفال، فأغلب البشر يرفضون قتل الأطفال، ولكن تحت تأثير معلومات مضللة، أو في ظل قرارات قلة متحكمة، يمكن أن تحدث أفعال غير أخلاقية.

ويعتقد جودت أن قطاع البرمجة من أكثر القطاعات عرضة لفقدان الوظائف؛ بسبب التطور المستمر للذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، يرى أن الاستحواذ الواسع للذكاء الاصطناعي على الوظائف، قد يشكل فرصة لتمويل حكومي يعوض المتضررين.

اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي... وظائف سوف تنتهي ووظائف سوف تستحدث

دعوة لوقف مؤقت لتقنيات الذكاء الاصطناعي

وفي ظل تلك المخاطر المتزايدة، يرى جودت أهمية وقف مؤقت لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناع لحين التوصل إلى آليات واضحة لتنظيم العملية، وأشار إلى خطاب مفتوح أصدره معد فيوتشر أوف لايف، يدعو إلى تعليق التطوير لمدة 6 أشهر لتفادي مخاطر تهدد البشرية، ووقع على هذا الخطاب أكثر من 1300 شخصية باردة، منها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.

وقد حذر الخطاب من أن السباق المحموم بين المؤسسات والشركات لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد يؤدي إلى عقول رقمية متطورة لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة عليها.

ورغم ذلك، لم تجد هذه الدعوة قبولًا واسعًا من الشركات؛ بسبب صعوبة إلزام جميع الأطراف بها، ومع ذلك يصر ماسك على أهمية الإشراف التنظيمي، مؤكدًا رؤيته لمستقبل تعتمد فيه البشرية بشكل كبير على الروبوتات.

الأمم المتحدة تحذر

وفي السياق نفسه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الضرر الدولي البالغ الناتج عن الذكاء الاصطناعي بشكل غير منظم، وشدد على أن هذه التقنية قد تمثل خطرًا وجوديًا يوازي خطر الحرب النووية. وقد عبر عن قلقه من تقارير تشير إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات عسكرية سببت خسائر بشرية كبيرة.

ورغم التحديات الهائلة، يبدي جودت تفاؤلًا حذرا، مؤكدًا بأن الذكاء الاصطناعي قد يتيح للبشرية حلاً لمشكلاتها بحلول عام 2037، ولكن إذا تم توجيهه بشكل صحيح، ورغم الصعوبات الحالية، يرى أن المستقبل قد يحمل معجز توازن بين إمكانيات الذكاء الاصطناعي ومخاطره.

اقرأ أيضًا: مستقبل الذكاء الاصطناعي... أقل اصطناعية وأكثر ذكاء

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة