فجر الخميس: اصطفاف القمر وكوكبي زحل والزهرة

أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء معظم الدول العربية تشهد مشهداً سماوياً بديعاً، فجر يوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، حيث يصطف هلال القمر وكوكبي زحل والزهرة، في منظر يمكن مشاهدته بالعين المجردة دون الحاجة لأي معدات رصد متخصصة.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن الاصطفاف يمكن رصده قبيل الفجر جهة الأفق الشرقي، حيث سيبدو هلال القمر مضاء من الجهة اليسرى، بينما يرافقه كوكب زحل الذي سيظهر كنقطة ضوئية خافته، فيما يتلألأ كوكب الزهرة أسفل المشهد بسطوع شديد، ما يجعله أسطع جرم سماوي بعد القمر.

وأشارت إلى أن هذا الترتيب البصري يستمر إلى قبل شروق الشمس، موضحة أنه ناتج عن انتظام الأجرام الثلاثة على خط وهمي واحد من منظور الأرض، دون أن يكون هناك اقتران فعلي بينها من الناحية المدارية.

ولفتت فلكية جدة إلى أنه رغم أن هذه الظاهرة ليست نادرة أو ذات أثر مباشر على الأرض، إلا أنها تحمل أهمية علمية وتطبيقية لعلماء الفلك والمهتمين برصد السماء.

وأوضحت أن هذه الاصطفافات تتيح فرصة دقيقة لاختبار صحة النماذج المدارية المستخدمة للتنبؤ بحركات الكواكب والقمر، كما أنها تستخدم في معايرة أجهزة الرصد والتلسكوبات، وذلك من خلال مقارنة مواقع ولمعان الأجرام المتجاورة بصرياً.

وأكملت الجمعية أن هذه الظاهرة تعد أيضاً فرصة تعليمية لتدريب الطلبة والمهتمين في مجال الفلك، على عمليات الرصد والتوثيق، وتحليل السطوع الظاهري للأجرام السماوية المختلفة، مثل الزهرة الساطع وزحل الخافت نسبياً، مردفة إن هذا التباين البصري يساعد في دراسة خصائص الانعكاس الضوئي والظروف الجوية المحيطة بكل كوكب.

وتابعت أن هذا الحدث يعد أيضاً مناسبة مثالية لهواة التصوير الفلكي، لتوثيق مشهد يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة الكونية، خاصة مع تدرج الألوان الفجرية في الأفق، وانخفاض وهج القمر، مما يتيح رؤية أوضح للكواكب.

ونوهت فلكية جدة إلى أن كوكب زحل رغم ظهوره الباهت مقارنة بالزهرة، إلا أن موقعه بجوار الهلال يمنح المشهد توازناً بصرياًً فريداً من نوعه.

وأضافت أن مثل هذه الاصطفافات تتكرر بين الحين والآخر، إلا أنها تظل مشروطة بصفاء السماء، وخلو الأفق من العوائق، لرصدها بوضوح.