محمد بن راشد: الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم الإماراتي

  • تاريخ النشر: منذ 8 ساعات
محمد بن راشد: الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم الإماراتي

أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اعتماد مادة الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية الرسمية لجميع المراحل التعليمية بدءاً من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.

الإمارات تدخل الذكاء الاصطناعي في مناهجها التعليمية

ونشر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، قائلا: "ضمن خطط دولة الإمارات طويلة المدى في إعداد الأجيال القادمة لمستقبل مختلف.. وعالم جديد.. ومهارات متقدمة.. اعتمدت حكومة الإمارات اليوم المنهج النهائي لاستحداث مادة "الذكاء الاصطناعي" في كافة مراحل التعليم الحكومي في دولة الإمارات من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر بدءاً من العام الدراسي القادم بإذن الله".

وأشاد سموه بجهود وزارة التربية والتعليم قائلاً: "نقدر جهود وزارة التربية والتعليم في تطوير المنهاج الشامل ونؤكد بأن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة الحياة التي يعيشها العالم".

وأوضح الشيخ محمد بن راشد الهدف من هذه المبادرة التعليمية المبتكرة: "هدفنا تعليم أطفالنا وأجيالنا الفهم العميق للذكاء الاصطناعي من الناحية الفنية.. وترسيخ وعيهم أيضاً بأخلاقيات هذه التكنولوجيا الجديدة.. وتعزيز فهمهم لبياناته.. وخوارزمياته .. وتطبيقاته.. ومخاطره.. وكيفية ارتباطه بالمجتمع والحياة".

واختتم سموه تصريحاته مؤكداً على المسؤولية المستقبلية: "مسؤوليتنا هي تجهيز أطفالنا لزمن غير زماننا.. وظروف غير ظروفنا.. ومهارات وقدرات جديدة تضمن استمرار زخم التنمية والنهضة في بلادنا لعقود طويلة قادمة بإذن الله".

الإمارات وثورة التعليم بإدراج الذكاء الاصطناعي 

وكانت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، أعلنت عن إطلاق مبادرة نوعية وغير مسبوقة، تتمثل في استحداث مادة "الذكاء الاصطناعي" وإدراجها كمقرر دراسي إلزامي في جميع المدارس الحكومية، بدءاً من مرحلة رياض الأطفال وصولاً إلى الصف الثاني عشر، وذلك اعتباراً من العام الدراسي القادم 2025-2026.

وفقا لبيان رسمي نشر على وكالة أنباء الإمارات (وام)، تهدف هذه الخطوة الطموحة إلى تزويد النشء والشباب بالمعارف والمهارات الأساسية اللازمة لفهم معمق لمبادئ الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتزايدة في مختلف جوانب الحياة اليومية. 

وتأتي هذه المبادرة تماشياً مع الرؤية الاستراتيجية للدولة الرامية إلى تمكين الطلبة من التفاعل الإيجابي والفعال مع متغيرات العصر الرقمي، وإعدادهم ليصبحوا قادة المستقبل القادرين على صناعة حلول مبتكرة للتحديات المختلفة.

ريادة عالمية في دمج التكنولوجيا المتقدمة بالتعليم

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول العالم التي تتخذ مثل هذه الخطوة الجريئة بإدراج الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية أساسية ضمن مناهج التعليم المدرسي. 

وتعكس هذه المبادرة ريادة الدولة وتميزها في توظيف أحدث التقنيات المتقدمة لبناء جيل المستقبل، وتعزيز المهارات المتقدمة لديهم منذ المراحل التعليمية المبكرة.

كما يصب هذا التوجه في صميم استراتيجيات الدولة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، ويعكس رؤيتها الطموحة في تمكين أجيال الغد لقيادة مسيرة التنمية والابتكار.

يُعد هذا المشروع الوطني الرائد إحدى أبرز المبادرات التعليمية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم استجابةً لتوجيهات الدولة نحو تعزيز مكانتها العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

وتعمل الوزارة على تحقيق هذا الهدف من خلال تعزيز استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية عبر بناء شراكات استراتيجية فاعلة مع مؤسسات رائدة في هذا المجال، تشمل "بريسايت" التابعة لمجموعة "جي 42"، و"AI71"، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى كلية الإمارات للتطوير التربوي.

وتهدف هذه الشراكات إلى تسريع وتيرة تبني التقنيات المتقدمة داخل البيئة التعليمية وتوظيفها لخدمة الطلاب والمعلمين.

يجسد هذا المشروع في جوهره الرؤية الاستباقية لدولة الإمارات في الاستثمار الأمثل في الطاقات البشرية والمعرفية، ويعكس التزامها الراسخ ببناء منظومة تعليمية حديثة تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع متطلبات المستقبل. 

وتهدف الدولة من خلال هذه الخطوة إلى تأهيل أجيال متمكنة من أدوات ومهارات المستقبل، قادرة على المساهمة بفاعلية في دفع عجلة التنمية المستدامة على المستوى الوطني.

وزيرة التربية والتعليم: خطوة استراتيجية لإعداد جيل واعٍ بأخلاقيات التقنية

أكدت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن اعتماد منهج الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل الدراسية بالمدارس الحكومية يمثل خطوة استراتيجية ذات أبعاد مستقبلية. 

وأوضحت أن هذه الخطوة لا تقتصر فقط على تعليم الطلاب كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بل تتجاوز ذلك نحو بناء جيل واعٍ بأخلاقيات هذه التقنية المتقدمة، وقادر على تطوير حلول ذكية باستخدام أدوات وطنية، مما يساهم في فتح آفاق تعليمية ومهنية جديدة وواعدة أمام أجيال المستقبل.

وأضافت وزيرة التعليم أن "إدراج منهج الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية يُعد بمثابة ترجمة عملية للرؤية المستقبلية لحكومة دولة الإمارات، وتعزيزاً لمكانتها كدولة رائدة عالمياً في مجال التعليم القائم على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة".

كما أكدت أن هذه الخطوة تدعم الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الإماراتية لبناء مجتمع معرفي واقتصاد رقمي تنافسي، يقوده كفاءات وطنية مؤهلة وقادرة على التعامل بكفاءة مع تحديات المستقبل، وصناعة فرص جديدة من خلال المشاركة الفاعلة في قيادة التحولات الرقمية المتسارعة على مستوى العالم.

منهج متكامل يراعي الفئات العمرية والمخرجات التعليمية المستهدفة

يراعي المنهج الجديد للذكاء الاصطناعي مختلف الفئات العمرية للطلاب، ويأخذ في الاعتبار طبيعة المهارات والمعارف التي تتطلبها كل مرحلة دراسية على حدة، وذلك وفقاً للتصميم المعتمد من قبل الوزارة والمخرجات التعليمية المحددة لهذه المادة المستحدثة. 

ويهدف المنهج في نهاية المطاف إلى ضمان إلمام جميع خريجي التعليم العام بالمعارف والمفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تمكينهم من اكتساب المهارات الأساسية في استخدامه وتوظيفه بفعالية في مختلف السياقات والمجالات الحياتية.

يتضمن المنهج وحدات تعليمية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات كل مرحلة عمرية. 

ففي مرحلة رياض الأطفال، يبدأ التعريف بمفاهيم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من خلال مجموعة من الأنشطة البصرية والتفاعلية، باستخدام القصص والألعاب التعليمية. 

وفي الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، يتعلم الطلاب كيفية عمل الآلات مقارنة بقدرات الإنسان، ويبدأون في بناء مهارات التفكير الرقمي واستكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في محيطهم. 

أما في الحلقة الثانية، فيتحول الطلاب إلى مصممين ومقيّمين، حيث يقومون بتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وتقييمها، وتصميم نماذجهم الخاصة، بالإضافة إلى التعرف على مفاهيم مهمة مثل التحيز والخوارزميات، وكيفية الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

ويركز المنهج في الحلقة الثالثة على تعليم الطلاب هندسة الأوامر، وإجراء محاكاة لسيناريوهات واقعية بهدف إعدادهم لمرحلة التعليم العالي وسوق العمل.

أوضحت وزارة التربية والتعليم أن المنهج الجديد للذكاء الاصطناعي سيتم دمجه بسلاسة ضمن الجداول الدراسية المعتمدة حالياً، دون الحاجة إلى إضافة ساعات تعليمية إضافية.

وسيتم تخصيص حصص هذا المنهج ضمن إطار مادة الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار، حيث سيقوم معلمو هذه المادة بتدريس منهج الذكاء الاصطناعي. 

كما ستقوم الوزارة بتوفير أدلة تعليمية شاملة تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة والنماذج وخطط الدروس الجاهزة، والتي يمكن تكييفها لتناسب مختلف البيئات الصفية واحتياجات الطلاب.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة