من لندن إلى مدريد.. موجة حر تفتك بـ2300 شخص في أوروبا

تغير المناخ يرفع حصيلة وفيات موجة الحر في أوروبا إلى مستويات قياسية

  • تاريخ النشر: منذ يومين
من لندن إلى مدريد.. موجة حر تفتك بـ2300 شخص في أوروبا

كشفت دراسة علمية حديثة أن موجة الحر الشديدة التي ضربت عدة مدن أوروبية مؤخرًا تسببت في وفاة نحو 2,300 شخص، معظمهم من كبار السن، بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الناتج عن تغير المناخ والاحتباس الحراري.

ووفقًا لتحليل سريع نشره باحثون من إمبريال كوليدج لندن ومدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، فإن الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري تسبب في جعل موجة الحر الأخيرة أكثر شدة بمقدار يتراوح بين 1 و4 درجات مئوية.

وهو ما أسهم في ارتفاع كبير في معدلات الوفيات في 12 مدينة أوروبية شملها التحليل، من بينها: لندن، باريس، أثينا، مدريد، وروما.

موجة حر قاتلة تضرب أوروبا

ارتفعت درجات الحرارة في أوروبا إلى ما فوق 38 درجة مئوية لأكثر من أسبوع، ما أدى إلى إغلاق معالم سياحية، واندلاع حرائق غابات، وتفاقم الضغط على أنظمة الرعاية الصحية في مدن تفتقر إلى بنية تحتية لمواجهة الحرارة الشديدة.

تشير الدراسة إلى أن حوالي 1,500 حالة وفاة إضافية – من أصل إجمالي 2,300 – يُعتقد أنها كانت ستُجنب لولا تأثير تغير المناخ، أي أن 65% من إجمالي الوفيات مرتبطة مباشرة بأزمة المناخ.

كبار السن في مرمى الخطر

كانت الفئة الأكثر تضررًا هي كبار السن، حيث شكل من تجاوزوا عمر 65 عامًا 88% من إجمالي الوفيات المرتبطة بالحرارة، لكن الدراسة وجدت أيضًا أن موجة الحر لم تترك الفئات الأصغر سنًا بمنأى عن الخطر، إذ سجلت قرابة 200 وفاة بين أعمار 20 إلى 65 عامًا.

وفي مدينة مدريد وحدها، يُعتقد أن 90% من الوفيات كانت نتيجة مباشرة لظروف الطقس المتطرفة التي تسبب فيها تغير المناخ.

تغير المناخ يحوّل الحرارة المعتدلة إلى مميتة

علّق الباحث بن كلارك من إمبريال كوليدج قائلاً: "موجات الحر لا تترك وراءها دمارًا بصريًا كالعواصف أو الفيضانات، لكنها تقتل بصمت، فرق بسيط في درجات الحرارة قد يعني الحياة أو الموت لآلاف الأشخاص".

من جهتها، شددت عالمة المناخ فريدريكه أوتو على ضرورة التحول السريع نحو الطاقة المتجددة، وبناء مدن مقاومة للحرارة، مؤكدة أن "حماية الفئات الأضعف بات أمرًا ملحًا".

تغير المناخ يهدد الصحة العامة في أوروبا

أكد علماء من جامعة ريدينغ أن هذه الدراسة تنضم إلى سلسلة من الأدلة التي تثبت أن الاحتباس الحراري أصبح خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة في أوروبا، ويحوّل موجات الحر المعتدلة إلى كوارث غير مسبوقة.

وفيما يشهد جزء من العالم ارتفاعات حرارية قاتلة، تعاني مناطق أخرى من فيضانات وأمطار غزيرة، ما يؤكد أن آثار تغير المناخ لم تعد مجرد توقعات، بل واقع يفرض نفسه بقوة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة