أحمد مطر يعود بقصيدة جديدة بعد غياب طويل..(مرفق نصها)

  • تاريخ النشر: الخميس، 16 أكتوبر 2014
أحمد مطر يعود بقصيدة جديدة بعد غياب طويل..(مرفق نصها)

بعد غياب طويل عن الساحة الشعرية، عاد الشاعر العراقي أحمد مطر مجدداً إليها بقصيدة جديدة، وشجاعة، ومؤلمة، بعنوان "فرعون ذو الأوتاد"، تحاكي واقعاً ضبابياً يعيشه الكثير منا اليوم.

تحدث مطر في قصيدته الجديدة عن الغربة وأوجاعها، والأحوال الصعبة التي تعاني منها سائر الشعوب العربية الآن مما جعل أيامها متشابهة كثيراً، بلغته الشجيّة ورموزه المعبره. 

وولد مطر سنة 1954، وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، وتنوعت فيما بعد لتحاكي الظروف القاسية التي مرت بها الشعوب العربية في مراحل مختلفة. ومن أشهر أعماله الشعرية: القدس عروس عروبتكم، يسقط الوطن، وعلى باب القيامة، وغيرها.

وإليكم فيما يلي نص القصيدة الجديدة:

"رُسُلُ التَّخلُّفِ في بلادِ الضّادِ
يَستنكرونَ «خِلافةَ البغدادي»
ويُحَوقِلونَ تَهيُّباً وتَعجُّباً
ممّا رأوا من جُرمهِ المُتمادي
فكأنّما هذا الخليفةُ «مأتَمٌ»
وكأنّما هُم «فرقةُ الإنشادِ»!
وَكأنَّما الدُّوَلُ التي في ظِلِّهِمْ
أُنشِئْنَ مِن وَردٍ ومِن أورادِ!
وكأنَّ مَن فيهِنَّ لَيسَ طَريدَةً
مَنذورَةً لِحَبائِلِ الصَّيادِ!
* * *
أُبدي اندهاشِيَ للجريمةِ صارخاً:
ما لي أرى الأشباهَ كالأضدادِ؟!
ما للقُيودِ الجاهليّةِ صَلصَلَتْ
مذعورةً مِن رنّةِ الأصفادِ؟!
هل قاتِلُ الآلافِ أبرأُ ذِمّةً
مِن قاتِلِ العَشَراتِ والآحادِ؟!
أم غارِزُ السكّينِ أسوأُ فِعلَةً
مِن غارسِ الألغامِ والأعوادِ؟!
الصّوتُ ذلكَ مُبتدا هذا الصَّدَى
ولِسانُ حالِ المُنتَهي والبادي:
«الغَرْغَرينا» لم تَكُنْ لو لم يكُنْ
جُرحُ البلادِ مُبطَّناً بفَسادِ!
* * *
ما دُقَّتِ الأوتادُ فينا صُدفَةً
بَل دَقَّها فِرعونُ ذو الأوتادِ!
ولَهُ سَوابِقُهُ بتصديرِ الأذى
لِيَصُدَّهُ.. ويَعودَ بالإيرادِ!
ولَهُ عَبيدٌ سادَةٌ قد سَوَّدوا
أيّامَنا.. مِن قَبلِ هذا السّادي.
أم أنَّ ثَوراتِ الشّبابِ تَفَجّرَتْ
مَلَلاً مِنَ التّدليلِ والإسعادِ؟!
كانوا على مَرِّ الزَّمانِ يُرونَنا
فِعْلَ اللُّصوصِ.. ومَنطِقَ الزُّهّادِ
ويُفَصّلونَ الدِّينَ حَسْبَ مَقاسِهم
ثَوباً.. على جَسَدٍ مِنَ الإلحادِ!
رَصَدوا السّلاحَ.. فما تَرصَّدَ غازِياً
ولِقَتلِنا.. قد كانَ بالمِرصادِ!
رَقَدوا.. ولم يستيقِظوا حتّى علا
سَوطُ الوَعيدِ بزجْرَةِ الأسيادِ
فَتَذَكَّروا معنى الحياةِ، ولَمَّعوا
صَدَأَ السّلاحِ.. بصَرخةِ استنجادِ!
هُم لا تَقومُ صِلاتُهم إلاّ على
تَقطيعِ حَبْلِ الناسِ بالإجهادِ
هُم لا تُقامُ صَلاتُهُم إن لم تكُنْ
بِإمامَةِ «السِّي آيِ» و(الموسادِ)!
وهُمُ الحَديدُ وخَصْمُهُم مِن جِنسِهِم
وجَميعُهُم برعايَةِ الحَدّادِ!
فَعَلامَ يأنَفُ لاعِبٌ مِن لاعِبٍ
وكلاهُما عُضْوٌ بنَفسِ النّادي؟!
***
تُبدي الجَريمةُ دَهشَةً مِن دَهشَتي:
أَوَ ما رأيتَ تَنافُسَ الأوغادِ؟!
أصْلُ الحكايَةِ غَيْرَةٌ وتَحاسُدٌ
ما بَينَ جيلِ النَّشْءِ والرُّوادِ!
يَتفارَقونَ بِشَكْلِهِم، لكنَّهُم
رَضَعوا حليبَ طِباعِهِم مِن زادي.
وأنا رَؤومٌ، لا أُفَرِّقُ بينَهُم
هُم في النّهايَةِ.. كُلُّهُم أولادي!"

اقرأ أيضاً: مصور فلسطيني يوثق مقاومة شعب غزة بأداء "الباركور" فوق ركام المدينة

اقرأ أيضاً: شاهد: تصفيق حاد..طفلة مصرية تذهل المستمعين في ألمانيا بعزفها

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة