الشاعر زهير بن أبي سلمى، حكيم الشعر الجاهلي

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 04 يوليو 2022

وقف زهير بن أبي سلمى على الأطلال كغيره من شعراء الجاهلية ولاسيما شعراء المعلقات، كما وصف الآثار الدارسة للأحبة، لكنه على خلاف الشعراء الآخرين، خَبر الحياة والناس، وقرأ المفازات الشاسعة والدماء المراقة بالحروب؛ دروساً في الحكمة، وتجارباً زادته قدرةً على قراءة جوهر الأشياء وحقيقتها، نشأ فيبيتٍ كله شعراء مجيدون، فأخذ عنهم، وحفظ لإرث أسرته الشعري مكانته، وزاده صيتاً وعمقاً وامتداداً.

 

نسب زهير بن أبي سلمى وطفولته

ولد زهير عام 520 ميلادي في نجد، والده أبو سلمى ربيعة بن رياح المازني، وكان شاعراً، مات والده وهو صغيرٌ؛ فعاش يتيماً في كنف بني غطفان أخوال أبيه، ورباه خاله بشامة بن الغدير، الذي علمه الشعر وأورثه ماله، ومن ثم تزوجت والدته بالشاعر أوس بن حجر، والذي أيضاً لعب دوراً كبيراً في اهتمام زهير بالشعر.

تزوج زهير خلال حياته بامرأتين، الأولى هي أم أوفى والتي يذكرها كثيراً في قصائده ولا سيما في مطلع معلقته، لكن حياته لم تستقم معها فتركها بعد أن أنجبت له أولاداً ماتوا صغاراً، أما الزوجة الثانية فهي كبشة بنت عمار من غطفان، وهي أم أولاده كعب وبجير وسالم.

عاش زهير فيبيتٍ كله شعراء، فأبوه كان شاعراً، وأختاه سلمى والخنساء كانتا شاعرتين، ومن ثم أصبح ولداه كعب وبجير شاعرين لهما مكانتهما في الشعر ولا سيما كعب، وظل الشعر متصلاً ببيت زهير إلى أحفاده، فكان عقبة بن كعب شاعراً، وأيضاً أصبح العوام بن عقبة شاعراً>

 

زهير الشخصية التي أثارت إعجاب عمر بن الخطاب

كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أكثر المعجبين بشخصية وشعر زهير بن أبي سلمى، والسبب في ذلك هي الحكمة التي كانت تفيض بها أبيات قصائده، إذ كان عمر بن الخطاب يقول: "ليس هناك أكثر حكمة من الشعر الذي يبدأ ب ومنْ"، ويقصد بذلك معلقة زهير، ومن أكثر الأبيات التي كانت تثير إعجاب الخليفة عمر البيت الذي يقول فيه زهير:

فإن الحق مقطعه ثلاث....يمينٌ أو نفارٌ أو جلاءٌ

ويقصد من ذلك أن الحق يرجع إلى ثلاث خصال يقر فيها وينفذ، أولها الحكم، ثم النفار وهو الاحتكام إلى رجل يحكم بين المتخاصمين، والجلاء هو أن ينكشف الحق وينجلي الأمر، فتعرف حقيقته ويُحكم لصاحبه دون اللجوء إلى اليمين أو النفار، وعن هذا البيت يقول الخليفة عمر بن الخطاب: "لو أدركته لوليته القضاء، لحسن معرفته ودقة حكمته".

زهير بن أبي سلمى وعلاقته بهرم بن سنان

عايش زهير بن أبي سلمى حرب داحس والغبراء، وشهد ما فعله كل من حارث بن عوف وهرم بن سنان (سيدان لهما قدر كبير في قبيلة غطفان) من جهودٍ لوقف الحرب، كما كان معجباً بشخصية هرم بن سنان، فامتدحه كثيراً أثناء الحرب وبعدها، وكان كل ما التقى زهير بهرم يمتدحه؛ فيغدق عليه المال، فبلغ الأمر عند زهير إلى أن صار يخشى رؤية هرم بن سنان حتى لا يقدم له العطايا، فيصبح بين قومه متكسباً.

وإحدى الحوادث التي تذكر عن زهير أنه كان إذ يلقي السلام على جمعٍ فيهم هرم، يقول: "عموا صباحاً إلا هرم، و خيركم استثنيت"، لكن كلا الرجلين أعطى الآخر خير ما يملك، وكما يقال ما أعطاه هرم زال وذهب بينما ما أعطاه زهير بقي وخلد، واشتهرت قصة هرم بن سنان وزهير بن أبي سلمى، حتى أن عمر بن الخطاب أنشد أحد أحفاد هرم بن سنان بأن يقول له بعضاً مما قاله فيهم زهير فأنشده، ثم قال عمر بن الخطاب:

إنه "كان يقول فيكم ويحسن"، فرد عليه حفيد هرم قائلاً: "أمير المؤمنين إنا كنا نعطيه فنجزل"، فأجابه عمر قائلاً: "ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم".

زهير يمدح هرم بن سنان

يمدح زهير هرم بن سنان، فيصفه بالإنسان المعطاء، الذي يقصده كل الناس، ولا يرد أحداً خائباً، كما أنه شجاعٌ تهابه الرجال، ويحسن إلى ذويه وأقاربه، ويفتتح القصيدة بوقفةٍ على الأطلال، يصف بها رحيل الأحبة فيقول:

إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا وَعُلِّقَ القَلبُ مِن أَسماءَ ما عَلِقا

وَفارَقَتكَ بِرَهنٍ لا فِكاكَ لَهُ يَومَ الوِداعِ فَأَمسى الرَهنُ قَد غَلِقا

وَأَخلَفَتكَ اِبنَةُ البَكرِيِّ ما وَعَدَت فَأَصبَحَ الحَبلُ مِنها واهِناً خَلَقا

قامَت تَراءى بِذي ضالٍ لِتَحزُنَني زوَلا مَحالَةَ أَن يَشتاقَ مَن عَشِقا

قد جعل المبتغون الخيرَ في هرمٍ والسائلون إلى أبوابه طرقا

إن تلق وماً على علاته هرماً تلق السماحةَ منهُ والندى خلقا

وليسَ مانعٌ ذي قربى وذي نسبٍ يوماً مُعدماً من خابطٍ ورقا

ليثٌ بعثَّرَ يصطادُ الرجالّ إذا ما كذبَ الليثُ عن أقرانه صدقا

كان زهير وصافاً لا عاشقاً متيماً

لم يكن زهير بن أبي سلمى من الشعراء الذين أفنوا حياتهم وقصائدهم في التغزل بالمحبوبة والشوق لها، وإن يكن وقف مثل باقي شعراء الجاهلية على الأطلال ووصف آثار الأحبة الدارسة، لكن الغرض من ذلك كان إظهار براعته في الوصف وقدرته على التصوير.

إذ لم يكن لاهياً مثل طرفة بن العبد، ولا عاشقاً يطارد النساء بين أحياء العرب كامرئ القيس، أو يفنى حياته من أجل حبه السامي كعنترة، على العكس كان زهير من وجهاء القوم، عني بشعر المدح والفخر والحكمة، وكان إذ يصف يبلغ أوج الصورة ويرسمها برهافة الإحساس وقوة التركيب وعمق التصوير.

زهير يصف الديار بعد رحيل الأحبة

يقف زهير كغيره من شعراء الجاهلية على الأطلال الدارسة لأحبته، ثم يصف كيف غدت الديار خاوية لا شيء فيها يؤنس، كما يصف تساقط الدموع كأنها ماءٌ عذب رقيق، أو حبات لؤلؤ سقطت من عقدٍ انقطع، وهنا يريد الشاعر إظهار براعته في تصوير مشهد الحب والشوق وارتحال الأحبة، فيقول:

لا الدّارُ غَيّرَها بَعـدِي الأَنِيـسُ وَلاَ بالدَّارِ لَوْ كَلّمَتْ ذَا حَاجَـةٍ صَمَـمُ

دَارٌ لأَسـماءَ بالغَمْرَيـنِ مَاثِلَـةٌ كَالوَحْيِ لَيسَ بِهَـا مِنْ أَهلِهَـا أَرِمُ

وَقَدْ أَرَاهَـا حَدِيثـاً غَيـرَ مُقْوِيَـةٍ السِّرُّ مِنهَا فَـوَادِي الجَفْـرِ فَالهِـدَمُ

فَلا لُكَانُ إلـى وَادِي الغِمَـارِ فَـلا شَرْقيُّ سَلمَى فَلا فَيْـدٌ فَـلا رِهَـمُ

شَطَّتْ بِهِمْ قَرْقَرَى بِـرْكٌ بأيْمنِهِـم والعَالِيَاتُ وعَـنْ أَيسَارِهـمْ خِيَـمُ

عَوْمَ السّفيـنِ، فلَمّا حَـالَ دونَهُـمُ فِنْـدُ القُرَيّـاتِ فالعِتكـانُ فالكُـرَمُ

كَأنَّ عَينِي وقَدْ سَالَ السَّليـلُ بِهِـمْ وعَبـرَةٌ مَا هُـمُ لَـوْ أنّهُـمْ أَمَـمُ

غَرْبٌ علـى بَكْـرَةٍ أوْ لُؤلُـؤٌ قَلِـقٌ فِي السِّلْكِ خانَ بِـهِ رَبّاتِـهِ النُّظُـمُ

عَهْدي بِهِمْ يَوْمَ بَابِ القَرْيَتَيـنِ وقَـدْ.....زَالَ الهَمَالِيـجُ بالفُرْسَـانِ واللُّجُـمُ

ومن وصفه لخلاء ديار الأحبة، وبقاء الآثار الدارسة، قوله:

غَشيتُ دِياراً بِالنَقيعِ فَثَهمَدِ.....دَوارِسَ قَد أَقوَينَ مِن أُمِّ مَعبَدِ

أَرَبَّت بِها الأَرواحُ كُلَّ عَشِيَّةٍ فَلَم يَبقَ إِلّا آلُ خَيمٍ مُنَضَّدِ

وَغَيرُ ثَلاثٍ كَالحَمامِ خَوالِدٍ وهابٍ مُحيلٍ هامِدٍ مُتَلَبِّدِ

فَلَمّا رَأَيتُ أَنَّها لا تُجيبُني نَهَضتُ إِلى وَجناءَ كَالفَحلِ جَلعَدِ

جُمالِيَّةٌ لَم يُبقِ سَيري وَرِحلَتي عَلى ظَهرِها مِن نَيِّها غَيرَ مَحفِدِ

مَتى ما تُكَلِّفها مَآبَةَ مَنهَلٍ فَتُستَعفَ أَو تُنهَك إِلَيهِ فَتَجهَدِ

تَرِدهُ وَلَمّا يُخرِجِ السَوطُ شَأوَها مَروحاً جَنوحَ اللَيلِ ناجِيَةَ الغَدِ

كَهَمِّكَ إِن تَجهَد تَجِدها نَجيحَةً صَبوراً وَإِن تَستَرخِ عَنها تَزَيَّ

زهير واصفاً ناقته

يصف زهير ناقته التي تقله في الصحراء الشاسعة، التي لا يجتازها إلا الرجل المقدام، وهذه الناقة قوية صلبة، رشيقة تمتاز بالسرعة والحذر، كما أن لأقدامها اختلاط اللون الأبيض بالأسود، فيقول:

أَثَوَيتَ أَم أَجمَعتَ أَنَّكَ غادي عَداكَ عَن لُطفِ السُؤالِ عَوادي

وَتَنوفَةٍ عَمياءَ لا يَجتازُها إِلّا المُشَيَّعُ ذو الفُؤادِ الهادي

قَفرٍ هَجَعتُ بِها وَلَستُ بِنائِمٍ وَذِراعُ مُلقِيَةِ الجِرانِ وِسادي

وَعَرَفتُ أَن لَيسَت بِدارِ تَئِيَّةٍ فَكَصَفقَةٍ بِالكَفِّ كانَ رُقادي

فَوَقَعتُ بَينَ قُتودِ عَنسٍ ضامِرٍ لَحّاظَةٍ طَفَلَ العَشِيِّ سِنادِ

حَرَجٍ تَرى أَثَرَ النُسوعِ لَواحِباً وفي دَفِّها كَمَفاقِرِ الأَمسادِ

وَكَأَنَّها بَعدَ الكَلالِ عَشِيَّةً قَهبُ الإِهابِ مُلَمَّعٌ بِسَوادِ

معلقة زهير دعوة للسلام ودرس في الحكمة

كان زهير محباً للسلام، وكارهاً للحروب، وبعد الصلح الذي حصل بين قبيلتي عبس وذبيان المتصارعتين في حرب داحس والغبراء، نظم معلقته، والتي يشيد فيها بالجهود التي بذلت لتحقيق الصلح من قبل هرم بن سنان والحارث بن عوف، كما يدعو المتحاربين إلى نفض الحقد والكره من قلوبهم، وينتقل بعدها ليلخص حكمته في الحياة، تلك الحكمة التي اكتسبها من طول العمر والمكانة الرفيعة في قومه، فيقول:

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ ... بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ

وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا ... مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ

يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا ... عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا ... تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً ... بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ

سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ ... ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ ... وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ ... وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ ... وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

الشرح: يستهل الشاعر معلقته بالحنين إلى ديار المحبوبة وهي أم أوفى، فلم يبقَ سوى آثارٌ سوداء (دمنة تأتي بمعنى السواد، وهنا السواد يقصد به ما نجم عن بقايا الرماد و آثار الإبل والأغنام) لا تجيب، ثم يذكر المواضع التي يشتاق لها وهي الحومانة والدراج والمتلثم، بالإضافة إلى الرقمتين وهي موضعة قريبة من البصرة.

وفي المعلقة يشيد بجهد الرجلين (هرم بن سنان والحارث بن عوف) اللذين أصلحا شأن قومي عبس وذبيان بعد طول اقتتالهما (وأشار إلى ذلك بقوله دقوا عطر منشم، ومنشم هي امرأة يتطير بها العرب، ويرون فيها الموت عن حادثة تناقلوها أن قوماً تعطروا قبل الحرب بعطرها، فماتوا كلهم في الحرب.

وهنا يشير بها زهير كمجاز عن الاقتتال والحرب والموت)، ثم ينهي معلقته بأبيات الحكمة مشيراً إلى أن الموت سيبلغ كل امرئٍ على وجه الأرض، وأن الإنسان الذي لا يبني منزلته الرفيعة بنفسه لا أحد يبنيها له أو يقيم له اعتبار، كما يظهر أن سمات المرء لا يمكن إخفاؤها عن الناس مهما بذل صاحبها من جهد.

 

الوجوه تفصح عما في القلوب

يرى زهير بن أبي سلمى أن لا عتبٌ على أصحاب الضغينة، كما لا يجب أن يولوا اهتماماً كبيراً بما يضمرون أو يظهرون، فالوجوه مرآة القلوب، ويقول في ذلك:

ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً ... وَلا ذِكْرَ التّجَرّم للذّنُوبِ

وَلا تَسْألْهُ عَمّا سَوْفَ يُبدي ... وَلا عَنْ عَيْبِهِ لكَ بالمَغيبِ

مَتى تَكُ في صَديقٍ أوْ عَدُوٍّ ... تُخَبّرْكَ الوُجُوهُ عنِ القلوبِ

توفي زهير ابن سلمى وصدق عليه بيته الشعري

توفي زهير عام 609 ميلادي، وبذلك يعتبر من الشعراء المعمرين في الجاهلية، وهو من صدق عليه بيته الشعري الذي يقول فيه:

رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ ... تُمِـتْهُ وَمَنْ تخطئ يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

أخيراً... كان زهير من الشعراء الذين حصدوا المكانة الرفيعة على مستوى حياته بين أفراد قومه وعلى مستوى قصيدته، فالحكمة التي تنضح من بين سطور قصائده وبراعة التصوير، جعلتا زهير من الشعراء المقدمين في الجاهلية، ولا سيما بين شعراء المعلقات، عاش زهير طويلاً، وشهد حرب داحس والغبراء، كما كان داعية سلامٍ وحب إبان الحرب، مات زهير، لكن حكمته لم تمت إلى يومنا هذا، فما يزال من يغترب يلقى عدواً صديقه، ومن يخشى الموت يناله في كل مكان، وأيضاً مازالت خلائق الإنسان لا تخفى على الآخرين مهما بذل من جهد لأجل ذلك.

مقالات ذات علاقة
القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة