بتكوين: لماذا خسرت خُمس قيمتها خلال ساعات قليلة؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 05 ديسمبر 2021
بتكوين: لماذا خسرت خُمس قيمتها خلال ساعات قليلة؟

كشفت تقارير اقتصادية حديثة أن عملة البتكوين الرقمية قد خسرت نحو خُمس قيمتها، وذلك بعدما تسبب مزيج من جني الأرباح ومخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، إلى القيام بالعديد من عمليات بيع العملات المشفرة، والتي وصلت قيمتها إلى حوالي مليار دولار أمريكي.

عملة البتكوين المشفرة تخسر خمس قيمتها خلال ساعات لهذه الأسباب

وأوضحت التقارير أن عملة البتكوين، التي تعتبر أكبر وأشهر عملة رقمية في العالم، قد هبطت، أمس السبت، بنسبة 12% من سعرها، بحلول الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش، لتصل قيمتها إلى 47495 دولاراً أمريكياً، كما انخفضت قيمة العملة المشفرة الشهيرة خلال الجلسة إلى 41967.5 دولار أمريكي، ليصل إجمالي خسائرها إلى 22%.

وتابعت أن بيانات من منصة كوين غلاس قد أظهرت مؤخراً تسييل عملات مشفرة تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار أمريكي، وذلك خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ولم تكن عملة البتكوين هي العملة الرقمية الوحيدة التي تعرضت لخسائر فادحة خلال الساعات الماضية، حيث لفتت التقارير إلى أن عملة إيثر المشفرة قد تراجعت قيمتها أيضاً بأكثر من 10%، وذلك مع إجراء عمليات بيع واسعة للعملات الرقمية.

وقال خبراء في الاقتصاد أن هذا التراجع الكبير الذي شهده مؤخراً سوق العملات المشفرة، جاء في أعقاب أسبوع متقلب شهدته أسواق المال العالمية، موضحين أن العديد من الأسهم العالمية، وكذلك عوائد السندات الأمريكية القياسية، قد هبطت بشكل ملحوظ يوم الجمعة الماضية.

وأشاروا إلى أن ذلك حدث بعد أن أظهرت بيانات تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر نوفمبر الماضي، فيما استمر قلق المستثمرين بشأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد والمعروفة باسم أوميكرون.

كما لفت الخبراء إلى أن عمليات بيع العملات الرقمية جاءت قبيل قيام مسؤولين تنفيذيين في 8 شركات كبيرة للعملات المشفرة، بالإدلاء بشهاداتهم أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي يوم 8 ديسمبر الجاري.

ونوهت التقارير إلى أن هذه الشهادات ستكون الأولى من نوعها التي يدلي بها لاعبون رئيسيون في أسواق العملات الرقمية، أمام مجلس النواب الأمريكي، في الوقت نفسه الذي يواجه فيه صناع السياسات من صعوبات التعامل مع تداعيات العملات المشفرة، ويبحثون عن أفضل طريقة من أجل تنظيمها.

جدير بالذكر أن  عملة البتكوين الرقمية ظهرت للمرة الأولى في عام 2008 على يد شخص مجهول الهوية اسمه ساتوشي داكا موتى، وذلك على هيئة مجموعة من الأوراق البحثية، حيث صدرت النسخة الأولى منها في عام 2009. وبدأت العملة بقيمة بدائية حوالي 1 سنت (0.01 دولار أمريكي) لكل بيتكوين (عملة إلكترونية)، والتي تم حسابها بناء على استخدام معادلة تم فيها حساب تكاليف الكهرباء التي يستنفذها جهاز الكمبيوتر في إصدار الوحدات.

وقد تأسس سوق بتكوين في 2010 كبورصة لهذه العملة الرقمية الجديدة، وكان أول تعامل حقيقي لها عندما دفع أحد الأشخاص 10.000 بتكوين مقابل 25 دولاراً أمريكياً كثمن للبيتزا على منتدى Bitcoin. وقد شهدت هذه العملة النائشة طفرات كبيرة في أسعارها على مدار السنوات التالية، وهو ما جعلها محط أنظار العديد من قراصنة الإنترنت حول العالم.

ووفقاً لما ذكرته تقارير اقتصادية سابقة، فإن عملة البتكوين تستخدم نظام peer-to-peer أو الند بالند في عملها، وهو نظام يسمح للمستخدمين في التعامل المباشر مع بعضهم البعض، دون الحاجة إلى وجود أي وسيط بينهم، موضحة أن البيانات التي تُستخدم في هذه المعاملات لا تتم من خلال سيرفر أو وسيط، بل عن طريق إرسال واستقبال العملات الرقمية مباشرة ، حيث أنها تتكون من مجموعة محفظات إلكتورنية، وتتم تداول العملة من خلالها.

وهناك عدة طرق من خلالها يمكن الحصول على عملة البيتكوين الرقمية، مثل القيام بشرائها من مواقع متخصصة في بيعها، مثل موقعي كابتشا والفوست. أما الطريقة الأخرى الشهيرة فهي من خلال مواقع التعدين أو Mining، وهي مواقع متخصصة تقوم بفك الشفرات والعمليات الحسابية للبيتكوين باستخدام برامج معينة، عادة ما تكون برمجيات مجانية متاحة على شبكة الإنترنت ويستطيع أي شخص الحصول عليها، إلا أنها تتطلب أجهزة كمبيوتر ذات إمكانيات جبارة حتى تتحمل الضغط الكهربي الكبير، وقد أصبح هناك شركات معروفة تعمل في تعدين العملات الرقمية.

ومن أبرز مميزات عملة البتكوين الرقمية:

  • قلة الرسوم: حيث أنها لا تحتاج لوسيط بين البائع والشاري، وتتم العملية بينهما مباشرة من خلال تبادل أكواد معينة، وتكون الرسوم غالباً مخفضة أو غير موجودة من الأساس.
  • الأمن والخصوصية: لا توجد أي جهة لمراقبة عمليات البيع والشراء التي تتم بواسطة العملات الرقمية، وهو ما يوفر خصوصية كبيرة للمتعاملين بها، كما أنها تتم دون ربط البيانات الشخصية بمعاملاتها، مما يوفر درجة سرية عالية لأصحابها وتحميهم من قراصنة الإنترنت، إلى جانب وجود ميزة نسخ وتشفير الأموال للعملاء.
  • الشفافية: البيانات والمعلومات الخاصة بعملة البيتكوين تكون عادة متاحة بمجموعة من البلوكات لأى شخص يستخدمها بحرية كاملة، ولا تستطيع أي جهة التلاعب بهذه العملة الرقمية ونظامها حيث أنها مؤمنة بنظام التعمية والتشفير.
  • حرية الاستخدام: تتميز عملة البيتكوين الرقمية بسهولة الاستخدام في أي وقت وأي مكان في العالم ، دون وجود أي عوائق أو حدود، إلى جانب أنها تسمح لمستخدميها بالتحكم الكامل في أموالهم.

أما فيما يتعلق بعيوب عملة البتكوين المشفرة، فهي تشمل:

  • السرية والتشفير: رغم أنها ميزة للعملة، إلا أنها تعتبر عيباً في الوقت نفسه، حيث إنها تتيح المجال للقيام بعمليات وتجارات مشبوهة وغير قانونية.

  • عدم وجود قوانين وتشريعات تنظم العمل بها، وبالتالي لا يوجد ما يحمى مستخدميها ويحفظ حقوقهم.
  • ندرة التعامل بها وعدم الاعتراف بها كعملة رسمية إلا في عدد قليل من دول العالم.
  • تذبذب قيمتها وعدم استقرارها.