تطبيع التفاهة

  • محمد باحارثبواسطة: محمد باحارث تاريخ النشر: الإثنين، 10 يوليو 2023 آخر تحديث: السبت، 02 ديسمبر 2023
تطبيع التفاهة

تطبيع التفاهة

تعيش مجتمعاتنا في عصر يشهد ظاهرة قلقة ومقلقة في آنٍ واحد، وهي انتشار التفاهة والمحتوى الهابط بشكل متزايد. يتصاعد القلق إزاء انتشار الأفراد الذين يحققون شهرة غير مستحقة بفضل سلوكياتهم المشينة والمهينة. تلك السلوكيات تؤدي إلى انحطاط أخلاقي يتجاوز حدوده، ويشكل تهديدًا للقيم الحميدة والابتكار والاختراع والتفكير العميق.

يتسبب تطبيع التفاهة في تضليل المجتمع، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وثقافة الاستهلاك المعاصرة. توفر التكنولوجيا والإنترنت فرصًا للأفراد للظهور بأشكال وهمية وكسب الانتباه والمتابعة، مما يؤدي إلى ترسيخ ثقافة التفاهة التي تركز على الظواهر السطحية بدلاً من القيم الحقيقية والمواهب الفعلية.

تلتزم التفاهة بسلوكيات مشينة ومهينة تهدف إلى جلب الانتباه والشهرة، وتتضمن الاعتداء على الآخرين والتجاوزات الجنسية والانحراف عن القيم والمبادئ الأخلاقية. وبمعزل عن تأثيرها السلبي على الأفراد، فإن انتشار هذه السلوكيات يصعب على الناس تمييز الصحيح من الخاطئ، مما يؤدي إلى انحطاط أخلاقي وفقدان القدرة على التفكير والابتكار الحقيقي.تطبيع التفاهة

تسهم الثقافة الاستهلاكية أيضًا في هذه الظاهرة، إذ تشجع على الرغبة المفرطة في الشهرة والانتشار، وذلك على حساب القيم والأخلاق. يتبنى البعض مقاييس مشوهة للنجاح تعتمد على عدد المتابعين والإعجابات، دون أن يأخذوا في الاعتبار القيمة الحقيقية لأفكارهم وأعمالهم. ينتج عن هذا التوجه تشويه التفكير الابتكاري والتقليل من القدرات الحقيقية.

للتصدي لهذه الظاهرة، ينبغي علينا العمل على وضع قوانين تجرم التفاهة وتحد من نشر المحتوى الهابط. يتعين علينا تطوير إطار قانوني يحظر السلوكيات المشينة والمهينة ويعاقب عليها، بالإضافة إلى تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت لمنع نشر المحتوى الهابط وتعزيز المحتوى ذو القيمة العالية والإيجابية.

علاوةً على ذلك، ينبغي علينا تعزيز التثقيف الأخلاقي والتربية القيمية لدى الأفراد، لكي يتمكنوا من التمييز بين الصحيح والخاطئ ويتبنوا القيم الحميدة. ينبغي أن نشجع الأفراد على تنمية مواهبهم الفريدة والعمل على تحقيق إسهامات إيجابية في المجتمع، بدلاً من السعي العقيم وراء الشهرة الفارغة.

باختصار، ينبغي أن ندرك أهمية إيجاد حلول لظاهرة تطبيع التفاهة والمحتوى الهابط. تتطلب المشكلة تعاونًا مشتركًا بين الأفراد والمجتمع والجهات المعنية. يجب أن نسعى جميعًا إلى وضع قوانين تجرم التفاهة وتحد من نشر المحتوى الهابط، وتعزيز التثقيف الأخلاقي

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    محمد باحارث

    الكاتب محمد باحارث

    محمد باحارث – مستشار أعمال و صانع محتوى , رئيس نادي الإعلام ، محاضر تحفيزي و مؤلف من الأكثر مبيعا. منذ صغره، واجه محمد باحارث تحدياتٍ جمة. تم تشخيص إصابته بـ”الديسلاكسيا”، وهي إعاقة في التعلم تُعيق قدرة الشخص على معالجة البيانات في المخ و أبرز ملامحها عسر القراءة والكتابة و المنطق المختلف و التفكير بما يوصف إنه خارج الصندوق . واجه محمد صعوباتٍ في المدرسة وفي الحياة حيث إن إعاقته متقدمة و مصحوبة بـ ADHD كذلك ، لكنه لم يستسلم. سعى جاهدًا لتطوير مهاراته ويوميا يمارس جهد عظيم حتى نجح في التغلب على إعاقته. بدأ محمد باحارث الكتابة في سنٍ مبكرة. لم تمنعه الديسلاكسيا من التعبير عن أفكاره ومشاعره، بل جعتله أكثر إصرارًا على النجاح. نال محمد شهرة واسعة بعد مشاركته في مؤتمر TEDxJeddah عام 2016 م و التي كانت برعاية مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية MISK ، حيث تحدث بإلهام عن رحلته مع الديسلاكسيا وكيف حوّلها إلى قصة إبداع وتحدٍّ. لم يتوقف محمد باحارث عند الكتابة فقط. بل اتجه إلى مجالات أخرى مثل الإعلام و إستشارات الأعمال و العلاقات العامة وصولا بالفضاء . أسس نادي الإعلام، ونادي الفضاء، و نادي المخترعين، ونادي الاستثمار ونادي الخيال العلمي. نال العديد من الجوائز، منها جائزة واجنزبرج الأدبية عام 2019، وجائزة مستشار الأعمال لعام 2023 و جائزة جدة للإبداع. يُعد محمد باحارث نموذجًا ملهمًا للشباب. أثبت أنه لا شيء مستحيل إذا كان الإنسان لديه إصرار وعزيمة. يُشجع محمد الشباب على التغلب على تحدياتهم وتحقيق أحلامهم. حيث ساهمت مبادرة إسمحوا للشباب في الإنتصار للحقوق المدنية للشباب و مكافحة التمييز ضدهم عندما كان عضو في مجلس شباب منطقة مكة المكرمة بأمارة منطقة مكة المكرمة و بدعم من سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل – حفظه الله و رعاه – ، وبعد مسيرة ١٦ سنة في إستشارات الأعمال قام بتطوير طريقة باحارث ™ و نموذج تحقيق الأهداف © و تأسيس معهد MBI و مكتب إستشارات و أول مؤسسة تجارية فضائية سعودية و هو الآن عضو بمجلس فوربس للأعمال كأول سعودي يسجل بشكل مستقل. لم تكن رحلة محمد باحارث سهلة، لكنه تحدّى الصعاب وحقق إنجازاتٍ عظيمة. قصة محمد باحارث هي قصة إصرار وإلهام، قصة إنسانٍ حوّل إعاقته إلى قصة نجاحٍ ملهمة و يستمر يوميا بإلهام الملايين من الأشخاص حو العالم بفيديوهاته التحفيزية و عشقه للأنظمة و القوانين و التوعية بها ضمن مجالات الإعلام و صناعة المحتوى و التحفيز.

    عرض المزيد عرض أقل
    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!