ساشا لا بروي تشرح كيف يمكن أن تتفوق المرأة في مجال التسويق

  • تاريخ النشر: الجمعة، 08 مارس 2024
ساشا لا بروي تشرح كيف يمكن أن تتفوق المرأة في مجال التسويق

تحكي ساشا لا بروي، مديرة مشروع في شركة جيمرز هب ميديا إيفنتس (وكالة متكاملة لفعاليات الألعاب)، عن مسيرتها في مجال التسويق، وتكشف نصائحها للنساء الطموحات اللواتي يتطلعن إلى ترك بصماتهن في هذا المجال الديناميكي.

س1: هلا حدثتنا عن بدايات مسيرتك المهنية في مجال التسويق وكيف اكتشفت شغفك به؟

ج1: انبثقت رغبتي في الانخراط بمجال التسويق من فضول عميق حول ديناميكيات التواصل وعلم نفس سلوك المستهلك. فمنذ صغري، أسرتني الإعلانات وقدرتها على التأثير على اختيارات الناس، مما دفعني لدراسة الاتصال البصري سعياً لفهم تعقيدات الإعلان الفعال.

مع تعمقي في هذا المجال، اكتشفت شغفاً بالجانب الاستراتيجي للتسويق، خاصةً في فهم احتياجات العملاء وتصميم حلول مُخصصة تلبيها. أدركتُ حينها أهمية التحول نحو أدوار إدارة الحسابات في وقت مبكر من مسيرتي المهنية، حيث يمكنني الاستفادة من مهاراتي الشخصية وتفكيري الاستراتيجي لقيادة حملات تسويقية ناجحة.

س2: ما الذي ألهمك للتوجه للعمل في مجال التسويق، وكيف تصفين مسيرتك المهنية في هذا المجال؟

ج2: لطالما كنت مهتمة بموضوع التواصل، وطريقة تفكير الناس اهتمامي وكيفية تأثير الإعلانات عليهم. لذلك دخلت مجال التسويق في الهند عندما كان لا يزال في مراحله الأولى. حيث درست الاتصال البصري وجربتُ الكتابة في البداية، إذ كنت أعتقد أنها تناسب ميولي الطبيعية نظراً لوجود العديد من الكتّاب في عائلتي.

ولكن اتضح لاحقاً أنني أفضل التعامل مع العملاء والمشاركة في الجوانب العملية للتسويق، مثل وضع الاستراتيجيات وتنظيم وتنفيذ الحملات. لذلك، انتقلتُ إلى إدارة الحسابات في وقت مبكر من مسيرتي المهنية، واستمريتُ في استكشاف أدوار متنوعة ضمن هذا المجال منذ ذلك الحين.

س3: كيف تنظرين إلى التطورات التي شهدها مجال التسويق على مر السنين، وما هي الاتجاهات الأكثر تأثيراً اليوم من وجهة نظرك؟

ج3: خلال مسيرتي المهنية الممتدة، شهدتُ تحولاً جذرياً في مشهد التسويق. ففي بداية دخولي مجال الإعلانات، كان التسويق الرقمي في مهده، حيث كانت منصات التواصل الاجتماعي مثل Orkut وFacebook آنذاك ناشئة، بينما كانت الإعلانات المطبوعة والسينمائية هي المسيطرة على الساحة. ومع ذلك، أحدث التسويق الرقمي ثورة في هذه الصناعة، وأحدث تغييراً جذرياً في الطريقة التي نتواصل بها مع الجمهور.

اليوم، أصبحت القنوات الرقمية قوة جبارة للوصول إلى المستهلكين، وأعادت تشكيل مفهوم الإعلان بشكل كبير. يوفر صعود وسائل التواصل الاجتماعي والتطورات التكنولوجية فرصاً غير مسبوقة، بدءاً من الإعلانات المُستهدفة إلى رواية القصص الغامرة.

يُعد دمج الألعاب إحدى الاتجاهات التخريبية التي توفر مجالات مبتكرة للتفاعل مع الجمهور. بشكل عام، يتطلب تطور التسويق من التقليدي إلى الرقمي، مع اتجاهات مثل الألعاب، قدرةً عالية على التكيف لنظل على صلة وفعالية في مشهد هذه الصناعة المتغيرة باستمرار.

س4: ما هي برأيك التحديات والفرص الراهنة في مجال التسويق؟

ج4: يواجه التسويق المعاصر تحديات مثل إرهاق الجمهور بسبب كثافة الإعلانات الرقمية، مما يدفع المسوقين إلى إيجاد طرق جديدة للتفاعل. المنافسة شديدة، وتتطلب قيماً فريدة لتمييز العلامة التجارية.

ومع ذلك، ففي خضم هذه التحديات، تكثر الفرص. حيث تتيح التكنولوجيا تبادل رسائل مخصصة، بينما توفر المنصات الرقمية مجالات للمشاركة التفاعلية. حيث يمكن للعلامات التجارية الاستفادة من هذه الاتجاهات لإقامة روابط قوية مع جمهورها من خلال استراتيجيات مبتكرة.

س5: بصفتك رائدة في مجال التسويق، ما هي النصيحة التي لديك للنساء الطموحات اللواتي يتطلعن إلى ترك بصماتهن في هذا المجال الديناميكي؟

ج5: تكمن نصيحتي للنساء الطموحات اللاتي يتطلعن للتفوق في هذا القطاع الدائم التطور في ترسيخ نهج التعلم والتكيف المستمرين. من الضروري، في مجال يتطور باستمرار، مواكبة الاتجاهات والتقنيات الناشئة، بالإضافة إلى امتلاك القدرة على المناورة والاستفادة من الفرص الجديدة.

بالنسبة للنساء اللاتي يدخلن مجال التسويق، أؤكد على أهمية صقل مهاراتهن وخبرتهن من خلال مبادرات التعليم المستمر والتطوير المهني. سواء من خلال برامج التدريب الرسمية أو مؤتمرات الخاصة بالقطاع أو التعلم الذاتي، فالاستثمار في توسيع قاعدة المعرفة هو المفتاح للتقدم في هذا المجال التنافسي.

علاوة على ذلك، من الضروري توخي الدقة عند تقييم كيفية تطبيق الاتجاهات والابتكارات الناشئة بشكل فعال في سياق علامتنا التجارية أو قطاعنا المحدد، يجب على المسوقات الطموحات تنمية عقلية استراتيجية، بدلاً من الاعتماد الأعمى على كل أداة أو تكتيك جديد، وذلك من خلال التركيز على المبادرات التي تتماشى مع أهداف علامتهن التجارية وتلائم طبيعة جمهورهن المستهدف.

في النهاية، يعتمد النجاح في التسويق، على مزيج من الإبداع والتفكير الاستراتيجي والالتزام بالنمو والتكيف المستمرين. من خلال الالتزام بهذه المبادئ، يمكن للنساء الطموحات ترسيخ مكانتهن وإحداث تأثير دائم في هذ المجال الذي يتطور باستمرار.

س6: كيف تتعاملين مع مهامك القيادية في مجال يتطلب الإبداع والتفكير الاستراتيجي؟

ج6: يتطلب التعامل مع المهام القيادية في مجال يتطلب كل من الابتكار والتفكير الاستراتيجي توازناً دقيقاً بين إدارة الأفراد والرؤية الاستراتيجية والتعاطف. في مجال التسويق، حيث الهدف النهائي هو التواصل الفعال مع التأثير على الجمهور المستهدف، فإن فهم احتياجات وتوقعات كل من العملاء والفرق أمر بالغ الأهمية.

أسعى، من خلال دوري القيادي، إلى تعزيز بيئة يزدهر فيها التعاون، وتقليص الفجوة بين توقعات العميل والعملية الإبداعية. وهذا لا يقتصر فقط على تحديد توجيه استراتيجي واضح ولكن أيضاً على تمكين الفرق الإبداعية من الابتكار والابتداع في إطار ذلك. من خلال تعزيز التواصل المفتوح والاحترام المتبادل، أسعى إلى خلق تآزر يتم فيه تحقيق الأهداف الاستراتيجية من خلال التميز الإبداعي.

علاوة على ذلك، تتطلب القيادة الفعالة في التسويق فهماً عميقاً للعامل البشري المتأصل في كل عملية تفاعل. سواء كان فهماً لاحتياجات العملاء أو تفسير سلوك المستهلك أو تحفيز الفرق الإبداعية، فإن التعاطف والنهج القائم على الإنسان لا غنى عنهما. ويكمن في صميم كل ذلك الاعتراف بأننا نخدم العميل في النهاية، الذي يسعى بدوره لتلبية احتياجات ورغبات عملائه. 

باختصار، يدور نهجي للقيادة في هذا المجال الديناميكي حول توفير بيئة تعاونية تتقاطع فيها الابتكار والنهج الاستراتيجي بسلاسة، بقيادة فهم عميق للديناميات البشرية وتركيز دائم على تقديم قيمة للعملاء والشركات على حد سواء.

س7: هل يمكنك تسليط الضوء على إحدى الحملات التسويقية التي شاركت فيها ولاتزال راسخة في ذاكرتك، وما هي الدروس التي علمتك إياها؟

ج7: كانت واحدة من أكثر الحملات التسويقية التي لا تُنسى والتي شاركت فيها هي مهرجان راش جمينيج في عام 2021. وقد تم تنظيمه كجزء من موسم الرياض، وكان عبارة عن بطولة ألعاب غير متصلة بالإنترنت استمرت لمدة شهرين، اختُتمت بخمسة أيام من الفعاليات الترفيهية الشيقة. مثلت هذه الحملة تجربتي الأولى مع مشروع بهذا الحجم. 

بدأ التحضير للحدث قبل أشهر. حيث اضطررنا إلى إنشاء مواد ترويجية جديدة تماماً لزيادة الاهتمام بالبطولات عبر الإنترنت وتشجيع الاشتراك، وذلك بالاستفادة من منصات رقمية مختلفة مصممة لاستهداف اللاعبين بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بإقامة شراكات مع المؤثرين والقيام بالبث المباشرة وإرسال إشعارات وتحديثات يومية عبر الإنترنت للمباريات عبر فئات ألعاب متعددة طوال مرحلة البطولة.

بالانتقال إلى الفعالية نفسها، واجهنا تحدي تنظيم تجارب متنوعة، بما في ذلك البطولات غير المتصلة بالإنترنت والعروض الترفيهية الحية وعروض الأزياء التنكرية المستوحاة من ألعاب الفيديو. وقد أدركت جلياً أهمية التخطيط والإعداد المبكرين. وبالنظر إلى الإقبال الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الإعلانات التجريبية والتفاعلية، أؤمن بأن البدء بالتحضيرات في وقت سابق كان سيسمح بتنشيط أكبر أضخم وتعاون أوسع نطاقاً مع العلامات التجارية ومنشئي المحتوى. 

بشكل عام، قدم لي مهرجان راش جمينيج دروساً قيمة حول التعقيدات المتعلقة بإدارة الحملات التسويقية واسعة النطاق، وأهمية التخطيط الدقيق، والإمكانات الهائلة لاستراتيجيات التسويق المبتكرة داخل صناعة الألعاب.

س8: كيف تضمنين أن حملاتك التسويقية تناسب الجمهور المتنوع؟

ج8: يبدأ ضمان تجاوب جمهورنا المتنوع مع حملاتنا التسويقية بالاستفادة من البيانات التحليلية لفهم التفضيلات والسلوكيات الفريدة لشرائح التركيبة السكانية المختلفة. ومن خلال الاستفادة من القدرات التي يوفرها تحليل البيانات، يمكننا تحديد الاتجاهات، وكشف رؤى المستهلكين، وتخصيص حملاتنا للتفاعل الفعال مع جمهور متنوع.

على سبيل المثال، اكتشفنا من خلال تحليل شامل أن نسبة أكبر من الأفراد عبر مختلف الفئات العمرية يشاركون في الألعاب الترفيهية البسيطة لأغراض التسلية، بدلاً من المشاركة في بطولات الرياضات الإلكترونية الاحترافية. وانطلاقاً من هذه المعرفة، أنشأنا شركة تابعة وهي عبارة عن منصة مبتكرة تركز على الألعاب تهدف بشكل خاص إلى تلبية احتياجات واهتمامات اللاعبين العاديين.

بالإضافة إلى ذلك، نعطي الأولوية للشمول والتمثيل في موادنا التسويقية، ونضمن أن تعكس حملاتنا تنوع جمهورنا المستهدف. حيث نسعى إلى تعزيز الشعور بالانتماء والاتصال بين جميع شرائح جمهورنا ومن خلال تقديم شخصيات وآراء ورواية قصص متنوعة في إعلاناتنا. كما تتيح لنا ردود الفعل المستمرة وأبحاث الجمهور والاختبارات تحسين حملاتنا وتطويرها بشكل متكرر، مما يضمن وملاءمتها لمختلف الخلفيات الثقافية واللغوية والاجتماعية والاقتصادية المتنوعة.

س9: أخيراً كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على المشهد التسويقي؟

ج9: ما زلنا في المراحل الأولى لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة. يتراوح تأثيره المحتمل على مجال التسويق بين ابتكارات بسيطة مثل تخصيص عناوين رسائل البريد الإلكتروني، وصولاً إلى إنشاء إعلانات شديدة التخصيص تلبي احتياجات كل فرد على حدة. وتعد تجارب شركة ميتا الحالية مع الإعلانات التي يولدها الذكاء الاصطناعي مجرد غيض من فيض التطورات التي تشهدها هذه الساحة المتنامية. علاوة على ذلك، يبرز ظهور أدوات جديدة لإنشاء الفيديوهات التي يولدها الذكاء الاصطناعي مدى السرعة التي يتقدم بها هذا المجال.

ومن منظور المستقبل، فمن المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على تحليل البيانات التسويقية. حيث يمكننا أن نتطلع إلى عملية إصلاح شاملة في آلية جمع البيانات وتحليلها من خلال الاستفادة من الرؤى القيمة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الباب أمام فهم أعمق للسوق وسرعة أكبر في تخصيص الحملات التسويقية لتتناسب مع احتياجات كل عميل على حدة.

باختصار، يبشر الذكاء الاصطناعي بإحداث نقلة نوعية في مجال التسويق، حيث يوفر فرصاً غير مسبوقة للابتكار والارتقاء بالكفاءة إلى مستويات أعلى.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة