شركة كرايسلر لصناعة السيارات الفاخرة: ما السر وراء إفلاسها؟

في عام ألفين وتسعة ميلادياً، أعلنت صانعة السيارات كرايسلر إفلاسها بسبب الديون الهائلة، وذلك بعد رفض مجموعة من الدائنين ضغوطاً من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لإعفاء الشركة من مليارات الدولارات من الديون، وقد بلغت قيمة أصول الشركة وقتها تسعة وثلاثين مليار دولار أمريكي.

وقد قامت الحكومة الفيدرالية بإنقاذ شركة كرايسلر عبر إلغاء ديون قيمتها اثنان فاصل ستة مليارات دولار، ويعتبر ذلك من بين أكبر خطط الإنقاذ التي يمولها دافعو الضرائب.

تعرف معنا في هذا الموضوع على السر وراء إفلاس شركة كرايسلر لصناعة السيارات.

تاريخ شركة كرايسلر

شركة ‏كرايسلر هي شركة أمريكية لصناعة السيارات، حيث بدأت في هذا المجال من عام ألف وتسعمئة وأربعة عشر ميلادياً، حتى عام ألف وتسعمئة وخمسة وعشرين ميلادياً، تحت اسم دودج. ومن عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين ميلادياً، حتى عام ألفين وثمانية ميلادياً، تحت اسم مستقل، وهو كرايسلر.

وقبل عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين ميلادياً، كانت شركة كرايسلر تتبع شركة دايملر الألمانية، تحت اسم دايملر كرايسلر.

وقد مرت كرايسلر بأيام ازدهار، وأيام أزمات كادت أن تؤدي إلى إفلاسها.

تأسيس شركة كرايسلر

تم تأسيس شركة كرايسلر في عام ألف وتسعمئة وخمسة وعشرين ميلادياً من قبل المهندس والتر كرايسلر، ويقع مقرها الرئيسي في ولاية ميشيغان الأمريكية، حيث تعد كرايسلر واحدة من العلامات التجارية الأمريكية الخاصة بالسيارات الفاخرة.

وعلى أنقاض شركة ماكسويل تشالمرز، التي كانت تعاني من عدة مشاكل؛ أصبح والتر كرايسلر رئيساً لهذه الشركة في عام ألف وتسعمئة وواحد وعشرين ميلادياً.

إطلاق سيارة كرايسلر ستة

وقام والتر كرايسلر بتغيير اسمها إلى شركة ماكسويل للسيارات بعد ذلك بعام واحد، وأطلق سيارة كرايسلر ستة الجديدة في عام ألف وتسعمئة وأربعة وعشرين ميلادياً، بمحرك يحتوي على ست سلندرات، وتجاوزت سرعتها مئة كيلومتر في الساعة.

ثم أعاد والتر كرايسلر تنظيم شركة ماكسويل في عام ألف وتسعمئة وخمسة وعشرين ميلادياً، بالإضافة إلى تغيير اسمها ليصبح شركة كرايسلر.

نجاح شركة كرايسلر

عملت شركة كرايسلر على إطلاق ماركتين جديدتين في عام ألف وتسعمئة وثمانية وعشرين ميلادياً، إحداهما تدعى بليموث المخصصة للسيارات الصغيرة، والأخرى دي سوتو المخصصة للسيارات المتوسطة.

وقامت الشركة بشراء شركة دودج الأمريكية هذا العام، وأصبحت تحتل المركز الثالث في صناعة السيارات في عام ألف وتسعمئة وتسعة وعشرين ميلادياً.

أزمات تجاوزتها شركة كرايسلر

واجهت شركة كرايسلر بعض الصعوبات المالية خلال السبعينيات، وذلك بسبب أزمة النفط التي جعلت الناس يتوجهون إلى شراء السيارات الصغيرة، ما اضطر الشركة لاقتراض واحد ونصف مليار دولار أمريكي.

ولكن الشركة استطاعت الاستقرار، والانتهاء من سداد القروض في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين ميلادياً.

كما استطاعت كرايسلر أن تستحوذ على شركة أمريكان موتورز كوربوريشن في عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين ميلادياً، وقامت الشركة بإطلاق العديد من الطرز الفاخرة الجديدة من خلال شركة جيب وشركة دودج في عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين ميلادياً.

تغيير اسم الشركة إلى دايملر كرايسلر

وأصبحت كرايسلر شريكة لشركة دايملر الألمانية في نهاية القرن العشرين، وصار اسمها دايملر كرايسلر.

إفلاس شركة كرايسلر

وفي عام ألفين وتسعة ميلادياً، تقدمت شركة كرايسلر بطلب لإشهار إفلاسها، وذلك بعد أن تضررت من انخفاض مبيعات السيارات، وعدم قدرتها على التوصل لاتفاق لإعادة جدولة ديونها، الأمر الذي حد من الآمال المعلقة على انتعاش الاقتصاد العالمي.

وقد أعلنت الشركة اتفاقًا مع شركة فيات الإيطالية، وذلك بعد أن تضررت من انخفاض مبيعات السيارات، وعدم قدرتها على التوصل لاتفاق لإعادة هيكلة ديونها.