كامل يوسف البهتيمي: أخذ جمهوره في حسن الاستماع وكان أحد فرسان الشيوخ

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 03 فبراير 2022
كامل يوسف البهتيمي: أخذ جمهوره في حسن الاستماع وكان أحد فرسان الشيوخ

فُـؤَادِي غَدَا مـن شِـدَّةِ الـوَجْدِ فـي ظَمَا

إلى نـحوِ مَن فَوقَ السماواتِ قـد سَمَا

ولـَولَاه ما اشْـتَـقْـتُ لـِحَطِيمَ وزَمْزَمَا

شُـغِـفْـتُ وقـلبي ماتَ فـي الحُبِّ مُغرَمًا

قالت عنه كريستيانا نيلسون، الباحثة الأمريكية في التلاوة القرآنية، إنه كان يجيد فن تلاوة القرآن؛ حيث كان يقدر على أخذ جمهوره في حسن الاستماع، فدخل في عالم فرسان الشيوخ.

إنه الشيخ كامل يوسف البهتيمي، الذي نتعرف سوياً في هذا الموضوع على أهم المحطات في حياته.

مولده ونشأته

الشيخ كامل يوسف البهتيمي ولد عام ألف وتسعمئة واثنين وعشرين ميلادياً، وهو من مواليد شبرا الخيمة بحي بهتيم في القليوبية، لم يدرس في معهد ولا على نحو منتظم، لكنه تتلمذ على يد الشيخ محمد الصيفي الذي كان خلفاً للشيخ علي محمود طه، الذي أصبح مقرئ القصر الجمهوري.

الشيخ البكاء

التحق الشيخ البهتيمي بالإذاعة سنة ألف وتسعمئة وتسعة وستين ميلادياً، وصف بالشيخ البكاء فاستطاع أن يجد لنفسه مكاناً مميزاً بينهم، فكان متأثراً بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد رفعت، لكنه كانت له تلاوته المميزة؛ فقد استطاع أن يأتي بجواب الجواب.

فمن المعروف لدى المقرئين أنهم يأتون بجواب الجواب بعد فترة طويلة تصل إلى عشرين دقيقة، لكنه يستطيع أن يفعل ذلك بعد فترة قصيرة تصل إلى دقيقتين أو ثلاثة، فكانت ثقافته الموسيقية مميزة؛ ما مكنه من أن يكون راكزاً في القرار والجواب بشكل مريح للأذن، فكان صوته متوسط الحدة.

جمع بين التلاوة والإنشاد

استطاع الشيخ البهتيمي أن يختار مقامات مريحة يذهب ويأتي بها في تلاوته، ويختم بها بسهولة، فكان من الشيوخ القلائل الذين جمعوا بين التلاوة والإنشاد، فكان يتلو القرآن بكل جوانحه؛ ما أثر على صحته

كان هناك ما يسمى «السهل الممتنع»، لكن ما فعله الشيخ البهتيمي هو الجميل الممتنع.

تعلم من عمالقة قراءة القرآن

لم يلتحق الشيخ كامل يوسف بأي معهد من معاهد القرآن وتعليم القراءات، بل لم يدخل أي مدرسة لتعليم العلوم العادية، ولكن بالممارسة والخبرة والاستماع الجيد إلى القراء مثل المشايخ محمد رفعت، ومحمد سلامة، والصيفي، وعلي حزين.. تعلم أحكام التلاوة دون أن يشعر هو بذلك، وقد اكتملت عناصر النجاح لديه بعد الاستماع إلى هؤلاء العمالقة في قراءة القرآن.

قدمه الدكتور أمين زاهر إلى الإذاعي محمد فتحي، وعندما سمع صوته، كان الشيخ البهتيمي في اليوم التالي يذيع من محطة القاهرة.

أذاع من محطات إذاعية عربية وعالمية

وفي عام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين ميلادياً، سافر الشيخ البهتيمي إلى فلسطين ليذيع من محطة الشرق الأدنى في شهر رمضان.. وفي عام ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين ميلادياً، سافر إلى السودان. وعندما جاء عام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين ميلادياً، كان يذيع من محطات لندن وسوريا ودلهي والشرق الأدنى.

واقعة لا تنسى مع الجنود الإنجليز

وفي رواية للشيخ البهتيم، يقول إنه لا ينسى حادثاً إلى في فلسطين عام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين ميلادياً؛ حين حاصرته جماعة من الجنود الإنجليز، وطلبوا منه أن يقرأ لهم؛ ظناً منهم أنه يغني. واضطر الشيخ البهتيمي إلى أن يغني لهم أكثر من ساعة، وهم يتمايلون من النشوة والسرور قبل أن يتركوه.

وفاته

كان الشيخ البهتيمي من الشيوخ القلائل الذين جمعوا بين التلاوة والإنشاد.. وكان يتلو القرآن بكل جوانحه؛ ما أثر على صحته، فتوفي في عام ألف وتسعمئة وتسعة وستين ميلادياً عن عمر يناهز سبعة وأربعين عاماً.. وهذا سبب قلة شهرته.. أن عمره كان قصيراً، لكنه يظل تاركاً أثراً بصوت تلاوته.

والآن لنستمتع بأجمل ما ابتهل به الشيخ البهتيمي.