هذه الفوائد الصحية يُمكنك تحقيقها من الاستماع للموسيقى

  • تاريخ النشر: الخميس، 30 سبتمبر 2021 آخر تحديث: الأحد، 01 أكتوبر 2023
هذه الفوائد الصحية يُمكنك تحقيقها من الاستماع للموسيقى

قد لا نستطيع التأكد بالضبط متى بدأ البشر في الاستماع إلى الموسيقى، إلا أن العلماء يستطيعون تحديد سبب قيامنا بذلك، فالاستماع إلى الموسيقى يفيدنا بشكل فردي وجماعي.

يمكن للموسيقى أن تُحسّن من حالتك المزاجية، كما إنه بإمكانها تقليل الألم والقلق وتسهيل فرص التعبير العاطفي. تُشير الأبحاث إلى أن الموسيقى يمكن أن تفيد صحتنا الجسدية والعقلية بعدّة طرق. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على بعض الفوائد الصحية العقلية والجسدية التي يستطيع الاستماع إلى الموسيقى أن يُحققها لك.

يعتقد الباحثون أن إحدى أهم وظائف الموسيقى هي خلق شعور بالتماسك أو الترابط الاجتماعي. يقول العلماء إن البشر ربما طوروا اعتماداً على الموسيقى كأداة اتصال لدى أسلافنا القدماء، تظل الموسيقى الآن وسيلة قوية لتوحيد الناس من خلال: الأناشيد الوطنية التي تربط الجماهير في الأحداث الرياضية، الأغاني الاحتجاجية التي تبني إحساساً بوجود هدف مشترك، كذلك، تُمكِّن التهويدات الوالدين والرضع من تطوير علاقات آمنة.

ينصح الأطباء في مركز جونز هوبكنز بالاستماع إلى الموسيقى لتحفيز عقلك. يعلم العلماء أن الاستماع إلى الموسيقى يُشغل عقلك، يُمكنهم أثناء فحوصات التصوير المغناطيسي رؤية المناطق النشطة تضيء.

أيضاً، في إحدى الدراسات التي أُجريت عام 2019، كان الناس أكثر حماساً للتعلم عندما يتوقعون الاستماع إلى أغنية كمكافأة لهم.

للموسيقى أيضاً تأثير إيجابي على قدرتك على الحفظ. في إحدى الدراسات، كلف الباحثون الأشخاص بمهام تتطلب منهم قراءة قوائم قصيرة من الكلمات ثم تذكرها. أولئك الذين كانوا يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية تفوقوا في الأداء على أولئك الذين يعملون في صمت أو مع ضوضاء بيضاء في الخلفية.

تتبعت نفس الدراسة مدى سرعة أداء الأشخاص لمهام المعالجة البسيطة، مثل: مطابقة الأرقام بأشكال هندسية، وظهرت فائدة مماثلة. ساعد موزارت الأشخاص على إكمال المهمة بشكل أسرع وأكثر دقة.

تُشير مايو كلينك إلى أنه على الرغم من أن الموسيقى لا تُعالج فقدان الذاكرة الذي يُعاني منه الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف، إلا أن الأبحاث وجدت أن الموسيقى تبطئ التدهور المعرفي، مما يساعد الأشخاص المصابين بالخرف الخفيف أو المتوسط ​​على تذكر أجزاء من حياتهم.

كذلك، فإن ذاكرة الموسيقى هي إحدى وظائف الدماغ الأكثر مقاومة للخرف. لهذا السبب نجح بعض مقدمي الرعاية في استخدام الموسيقى لتهدئة مرضى الخرف وبناء علاقات ثقة معهم.

الموسيقى تُغير العقل حرفياً، فقد اكتشف باحثون في علم الأعصاب أن الاستماع إلى الموسيقى يؤدي إلى إطلاق العديد من المواد الكيميائية العصبية التي تلعب دوراً في وظائف المخ والصحة العقلية، مثل: الدوبامين وهو مادة كيميائية مرتبطة بمراكز المتعة والمكافأة، هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، السيروتونين والهرمونات الأخرى المتعلقة بالمناعة، الأوكسيتوسين وهو مادة كيميائية تُعزز القدرة على الاتصال بالآخرين.

كذلك، تُشير بعض الدراسات إلى أن العلاج بالموسيقى يمكن أن يُحسن نوعية الحياة والترابط الاجتماعي لدى الأشخاص المُصابين بالفصام.

وجد الباحثون أنه من أكثر استخدامات الاستماع إلى الموسيقى شيوعاً، هو أنه يساعد الناس على تنظيم عواطفهم. كما أن الاستماع إلى الموسيقى لديه القدرة على تغيير الحالة المزاجية ومساعدة الناس على معالجة مشاعرهم.

أجرى عدد من الباحثين مقابلات مع مجموعات حول سبب استماعهم للموسيقى. يختلف المشاركون في الدراسة بشكل كبير من حيث العمر والجنس والخلفية، لكنهم ذكروا أسباباً متشابهة بشكل لافت للنظر حول دور الموسيقى في تحسين حالتهم المزاجية.

هناك الكثير من الأدلة على أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يساعد في تهدئتك في المواقف التي قد تشعر فيها بالقلق. أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يخضعون لإعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية يكونون أكثر استرخاءً بمجرد استماعهم للموسيقى لمدة ساعة.

تُشير دراسات مماثلة إلى أن الموسيقى الممزوجة بأصوات الطبيعة تساعد على تقليل الشعور بالقلق لدى الناس. حتى الأشخاص الذين يواجهون مرضاً خطيراً يشعرون بقلق أقل بعد العلاج بالموسيقى.

توصلت مراجعة بحثية أُجريت عام 2017 إلى أن الاستماع إلى الموسيقى، وخاصة الموسيقى الكلاسيكية جنباً إلى جنب مع موسيقى الجاز، كان له تأثير إيجابي على إدارة أعراض الاكتئاب، خاصة عندما كان هناك العديد من جلسات الاستماع التي أجراها معالجو الموسيقى المعتمدون.

يمكن للموسيقى أن تجعلك ترغب في التحرك، وقد تم توثيق فوائد الرقص فيما يتعلق بدعم وتعزيز صحة القلب. يعرف العلماء أيضاً أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يغير مُعدل التنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، اعتماداً على شدة الموسيقى وإيقاعها.

في عام 2015، وجد الباحثون في جامعة شنغهاي أن الموسيقى الهادئة تساعد في تقليل التعب والحفاظ على قدرة العضلات على التحمل عندما ينخرط الناس في مهمة بدنية صعبة.

من ناحية أخرى، قللت جلسات العلاج بالموسيقى من التعب لدى الأشخاص الذين يتلقون علاجات السرطان ورفعت عتبة التعب للأشخاص المنخرطين في طلب تدريب عصبي عضلي، مما يجعل الاستماع إلى الموسيقى يُعزز ويدعم القدرة على أداء التمرينات الرياضية. تؤكد على ذلك مراجعة بحثية لعام 2020 وجدت أن التمرين يساعد جسمك على ممارسة الرياضة بشكل أكثر كفاءة، ويقلل من وعيك بالجهد، وهو ما يجعل التدريب مع الموسيقى يؤهلك لتحقيق فترة أطول من التدريبات.

يستخدم المعالجون الموسيقيون المُدربون تدريباً خاصاً للموسيقى للمساعدة في تخفيف الألم في العيادات الداخلية والخارجية. أفاد تحليل تلوي عام 2016 لأكثر من 90 دراسة أن الموسيقى تساعد الناس على إدارة كل من الألم الحاد والمزمن بشكل أفضل من الأدوية وحدها.