كيف تختار معالج الحاسوب (CPU) المناسب

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 02 ديسمبر 2021
كيف تختار معالج الحاسوب (CPU) المناسب

تعد شركة Intel المصنع الأكبر للمعالجات في العالم، والمسيطر شبه الكلي على سوق الحواسيب والحواسيب المحمولة (بشكل مشابه لسيطرة شركة Qualcomm على سوق معالجات الهواتف والأجهزة اللوحية)، ومع كون المنافس الأساسي ATI يمتلك حصة صغيرة جداً بالمقارنة مع Intel فالشرح هنا سيتناول معالجات Intel فقط كونها الأكثر شيوعاً بفارق كبير.

خصائص ومواصفات المعالجات

عند الحديث عن كل معالج بشكل منفصل، فهو يمتلك مجموعة من المواصفات والخصائص التي تختلف باختلافه، وتحدد أداءه وصرف الطاقة الخاص به، ومدى مناسبته للمهام المتعددة ولرغبات المستخدم. سنقوم بذكر هذه الخصائص هنا مع ترتيبها حسب الأهمية:

  • عدد النوى: تأتي فكرة النوى المتعددة من وجود مجموعة من المعالجات مضمنة داخل معالج واحد، ويمكنها العمل بشكل مستقل عن بعضها، فوحدة المعالجة المركزية أشبه بمجمع يضم داخله بضع معالجات مصغرة يمكنها أداء مهام مختلفة عن الأخرى وبشكل مستقل عنها. عدد النوى غير محدود حالياً، لكن معظم المعالجات تمتلك نواتين إن كانت من الفئة المتوسطة، أو أربع نوى للفئات العليا التي تتطلب أداءً أقوى، مع وجود معالجات تمتلك حتى 24 نواة مثلاً لكنها لا تسوق لكل المستخدمين عادة.
  • النوى الافتراضية: واحدة من الميزات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة هي تقسيم النوى الموجودة أصلاً إلى عدد أكبر من النوى الافتراضية، فبدلاً من أن تعمل كل نواة كمعالج واحد فهي تعمل كمعالجين معاً لأداء العديد من المهام في وقت واحد. توجد هذه الميزة عادة في المعالجات ثنائية النوى أو بعض المعالجات رباعية النوى، ويشيع وجودها في معالجات Core i5 و Core i7، بينما من النادر وجودها في الفئات الأدنى.
  • تردد عمل المعالج: تقاس قوة المعالج وفعاليته بعدد الهزات التي يقوم بها بالثانية الواحدة، ومع كون العدد كبيراً للغاية فهو يقاس عادة بواحدة غيغاهرتز (Gigahertz)، حيث أن كل 1 غيغاهرتز يعني بليون هزة في الثانية الواحدة. ومع كون الأرقام الأكبر أفضل فتردد العمل ليس العامل الوحيد الذي يحدد مدى فعالية المعالج في أداء المهام.
  • الوضع الفائق: مع كون تردد عمل المعالج أمراً ينتج المزيد من الحرارة ويتطلب المزيد من الطاقة كلما ازداد، فالمعالجات تضبط على ترددات محددة عادة لمنع إجهادها أو تلفها بسبب الحمل الزائد، لكن عند القيام بعمليات معقدة ومهمة فمن الممكن لبعض المعالجات مثل معالجات Core i5 و Core i7 أن ترفع من ترددها بشكل ملحوظ لفترة زمنية صغيرة، لأداء المهمة بسرعة كبيرة ومن ثم العودة لتردد العمل المعتاد.
  • ذاكرة الكاش Cache: هذا النوع من الذاكرة هو جزء صغير جداً من ذاكرة التخزين العشوائي RAM، يتم تخصيصه لتخزين المعلومات التي يستخدمها المعالج بشكل متكرر لضمان أداء العمليات بشكل أسرع وأكثر سلاسة. عادة ما يتراوح حجم هذه الذاكرة بين 1MB و 4MB للمعالجات الشائعة، لكن الرقم يصعد حتى 8MB للمعالجات القوية للغاية أو عدد أكبر حتى للمعالجات المخصصة للأبحاث العلمية مثلاً.
  • طاقة التصميم الحرارية: مع كون الحواسيب المحمولة هي الأكثر شيوعاً اليوم فاستهلاك الطاقة هو واحد من النقاط الأكثر أهمية عند اختيار المعالج المطلوب. يحدد هذا المعيار كمية الطاقة التي يستهلكها المعالج والتي تحدد مقدار جودة عمله حيث عادة ما يحتاج الأداء الأفضل لطاقة أكثر.
  • تقنية vPro: هي تقنية تحكم عن بعد، مبنية ضمن المعالج أصلاً لتتيح لفرق الدعم الفني القيام بالتعديلات البرمجية أو إصلاح الأخطاء عن بعد. هذه التقنية حصرية للحواسيب الخاصة بالشركات والمنظمات حيث لا حاجة لها ولا تباع للمستخدمين العاديين.

الأجيال المختلفة للمعالجات

كل سنة أو سنة ونصف تقوم شركة Intel بطرح "جيل جديد من معالجاتها يختلف عن سابقه، حيث عادة ما يكون أسرع أداءً وأقل استهلاكاً للطاقة، ويستخدم وحدات ميكروية أصغر من السابق". طرح الشركة للأجيال الجديدة من المعالجات غير منتظم عادة، كما أنها تحتاج أحياناً لبعض الوقت لطرح كامل معالجات الجيل، فالجيل السابع الجديد وهو أحدث أجيال معالجات Intel بدأ طرحه منذ سبتمبر/ أيلول عام 2016 مع تقديم كل من الفئتين Y و U منه، بينما لم يتم طرح بقية معالجات الفئة حتى يناير/ كانون الثاني 2017 بعد أربعة أشهر من بداية إصدار معالجات الجيل الجديد.

مزيات معالجات Intel

مع كون الشركة الأمريكية المصنّع الأول للمعالجات الحاسوبية في العالم، فهي تمتلك العديد من فئات المعالجات التي تناسب الميزانيات المتعددة ومستويات الأداء المتعددة. هذه الفئات –مرتبة من الأقوى أداءً إلى الأضعف- هي:

1- فئة Xeon E

بالنسبة للحواسيب المحمولة ومجموعات العمل المحمولة من الفئة الأعلى تماماً؛ فمعالجات Xeon E هي الأفضل والأكثر قدرة على تقديم الأداء العالي، حيث تمتلك عادة 4 نوى مع ميزات النوى الافتراضية وميزة vPro للتحكم عن بعد، كون الحواسيب العاملة بهذه المعالجات تكون مخصصة للأعمال المعقدة كالتخصصات الطبية والهندسية، فهي تسمح بالقيام بعمليات محاكاة معقدة وضخمة.

أهم إيجابيات هذه المعالجات هي الأداء العالي جداً وعمليتها بالنسبة للباحثين العلميين في المجالات المختلفة، لكنها بالمقابل غير مناسبة من ناحية استهلاك الطاقة (مع حاجة الجيل الأخير منها ل 45 واط لتشغيله)، أو من ناحية الوزن أو السعر مع كونها باهظة الثمن للغاية وتتطلب معدات ثقيلة.

2- فئة HQ/HK

إن كنت من المستخدمين الذين يتطلبون أداءً عالياً جداً سواء للتصميم المتقدم والعمليات الهندسية أو حتى الألعاب الكبيرة؛ فهذه الفئة هي الأكثر مناسبة مع أداء قوي للغاية مع كونها أسهل حملاً وأقل استهلاكاً للطاقة من فئة Xeon E مثلاً وتقدم مستويات عليا من الأداء.

معالجات هذه الفئة رباعية النوى دائماً، مع توافر ميزات النوى الافتراضية وميزة vPro في بعضها من تلك الخاصة بالأعمال. هذه الفئة تتضمن معالجات من نوعي Core i5 و Core i7 مع عدم وجود معالجات من نوع Core i3 بينها.

تظهر أفضلية هذه المعالجات في حالات الأداء الأعلى كالتصميم البصري أو الهندسي أو الألعاب الضخمة التي تحتاج متطلبات عالية للغاية، لكنها تعاني من مشاكل الصرف الكبير للطاقة، كما أنها موجودة عادة في الحواسيب الكبيرة من فئة "بديل الحاسوب المكتبي"، ونادراً ما توجد في الحواسيب صغيرة الحجم.

3- فئة U

بالنسبة للفئة العظمى من المستخدمين الذين يستخدمون البرامج المكتبية أو حتى برامج تصميم الصور والفيديو؛ فهذه المعالجات تقدم الأداء المطلوب لتشغيل هذه البرامج بسهولة، بينما تحافظ على استخدام مخفض جداً للطاقة كونها ثنائية النوى مع تقنية النوى الافتراضية وامتلاك بضعة معالجات منها لتقنية vPro.

تعد هذه المعالجات الخيار الأمثل للمصممين الذين لا يحتاجون للتصميم ثلاثي الأبعاد مثلاً ولأولئك المهتمين باستمرار حواسيبهم لأوقات طويلة دون الحاجة إلى شحنها.

4- فئة Y / Core m

تأتي هذه المعالجات ثنائية النوى بشكل حصري مع ترددات عمل منخفضة بشكل كبير، مما يجعلها غير مناسبة أبداً للأعمال المعقدة والصعبة، ومحصورة بمهام الحد الأدنى كالتصميم البسيط والبرامج المكتبية. على الرغم من كون الأجيال الجديدة منها تأتي تحت اسم Core i7 أو Core i5 فأداؤها أقل بشكل كبير من معالجات الفئة U والفئة HQ/HK.

تعد هذه المعالجات مناسبة للتصاميم المجردة من المراوح والحواسيب بأحجام صغيرة للغاية، بالتالي مع كونها موفرة للطاقة بشكل كبير تميل الحواسيب التي تحويها لامتلاك بطاريات صغيرة جداً، يعني أنها غالباً لا تقدم حياة بطارية جيدة للمهتمين بالأعمال.

5- فئة Celeron / Pentium

إن كنت تبحث عن حاسوب ثانوي غير مخصص للأعمال بل مخصصٍ فقط لتصفح الويب مثلاً أو تعديل بعض المستندات المكتبية؛ فهذه الفئة من المعالجات هي الحل الأمثل ضمن الميزانيات المحدودة مع كون قدراتها الضعيفة غير مناسبة للأعمال الكبيرة، أو لتعديل الفيديو، أو أي استخدامات تصميمية.

أحد الميزات الأساسية للحواسيب التي تستخدم هذه المعالجات هو الحياة الطويلة للبطارية كونها قليلة الاستخدام للطاقة والسعر الأرخص، لكن بالنسبة لأي شخص يرغب بإنجاز أي عمل حقيقي على الحاسوب فالفئة غير مناسبة أبداً.

6- فئة ATOM

تعد هذه الفئة أرخص معالجات الشركة وأقلها صرفاً للطاقة، مع كونها بطبيعة الحال الأدنى أداءً حيث أنها لا تكفي سوى للمهام البسيطة والمنفردة، حيث أن الانتقال بين النوافذ المتعددة أو القيام بأي عمليات معقدة كالتصميم مثلاً أمر بعيد للغاية عن متناولها.

هذا النوع من الحواسيب مناسب لأولئك الذين يرغبون بحاسوب لتصفح الويب أثناء السفر أو حاسوب ثانٍ خارج أوقات العمل، لكن أي مهام أخرى لن تكون ممكنة لهذه المعالجات التي عادة ما تستخدم في الحواسيب ذات الحد الأدنى، والأسعار التي تتراوح حول 200 دولار أمريكي فقط.

معالجات الرسوميات المدمجة

تحوي جميع معالجات Intel في الأعوام الأخيرة على معالجات رسوميات خاصة بها تفيد للأعمال الأساسية، هذه المعالجات تحمل اسم Intel HD Graphics في معظم الحالات، حيث يكون اسم المعالج متبوعاً برقم من ثلاث خانات، أولها من اليسار يحدد جيل المعالج، فمعالجات الجيل السابع تمتلك معالجات رسوميات تحمل أسماءً مثل Intel HD Graphics 620، بينما تحمل معالجات الجيل السادس معالجات رسوميات باسم مثل Intel HD Graphics 520.

الفئات العليا من معالجات Intel Core i7 أو Intel Core i5 تمتلك معالجات رسوميات من نوع Intel Iris Plus التي تقدم أداءً أفضل من نظيرتها من نوع Intel HD Graphics بشكل يجعلها مناسبة للمهام الأساسية، التي تتضمن التصميم البسيط أو الألعاب الصغيرة أو بعض الألعاب المتوسطة بإعدادات عرض بالحد الأدنى.

بشكل عام، معالجات الرسوميات التي تأتي مضمنة مع المعالج كافية لتشغيل النظام وممارسة معظم المهام الأساسية في الحاسوب، لكن المهام المتقدمة كالتصميم البصري وتعديل الفيديو أو الألعاب الكبيرة ستتطلب بالتأكيد معالجات رسوميات منفصلة من نوع Nvidia GeForce أو AMD Radeon.

المكونات الأخرى مهمة أيضاً

مع أن المعالج هو مركز أداء الحاسوب والمكون الأهم فيه، فهو أبعد ما يكون عن أن يكون الجزء الوحيد المهم، حيث أنه حتى أقوى المعالجات مثلاً لن يستطيع تقديم الأداء المطلوب مع ذاكرة تخزين عشوائي صغيرة أو قرص تخزين من نوع سيء.

في النهاية.. عند اختيار الحاسوب الجديد أو بناء حاسوب مكتبي من الصفر؛ فاختيار المكونات الملائمة هو النقطة الأهم، حيث أن استخدام أقراص تخزين من نوع SSD بدلاً من HDD، أو الاعتماد على معالج رسوميات منفصل من نوع Nvidia GeForce أو AMD Radeon، أو حتى توسيع ذاكرة التخزين العشوائي غالباً ما تحقق أثراً أكبر من الانتقال من معالج من الفئة U إلى آخر من الفئة HQ/HK، مع استخدام مكونات أخرى دون المطلوب فالتوازن هو السر لتحقيق الأداء الأفضل.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة