لماذا يحذر البرلمان الألماني من مخاطر تطبيق "أليكسا"؟

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الجمعة، 12 يوليو 2019 آخر تحديث: الخميس، 28 أكتوبر 2021
لماذا يحذر البرلمان الألماني من مخاطر تطبيق "أليكسا"؟

نظرا للسهولة الشديدة في التعامل معه، أثار البرلمان الألماني علامات استفهام حول المخاطر التي يمكن أن تترتب على استخدام الأطفال تطبيق المساعد الصوتي من أمازون "أليكسا"، حيث طرح أوفيه كامان، العضو بالبرلمان، سؤالا عن مدى جواز قيام شركة أمازون الأمريكية المالكة للتطبيق بتحليل الرسائل الصوتية لمستخدمي أليكسا.

فيما يتعلق بقيام شركة أمازون بتوعية المستخدمين بشأن معالجة بياناتهم وسؤالهم عما إذا كانوا يوافقون على هذا الاستخدام، شهد خبراء القانون في البرلمان الألماني لتطبيق أليكسا بالتزامه بالقانون الأوروبي الأساسي بشأن الخصوصية. ولكن رأى خبراء البرلمان مشاكل آخرى، حيث أن المخاطر التي ينطوي عليها استخدام تطبيق أليكسا تتعلق بالأطفال بشكل خاص، وبالتحديد عندما يعطي الأطفال بيانات شخصية خاصة بآبائهم، أو عند استخدام التطبيق لاستدعاء محتويات غير ملائمة للأطفال. كما أن هناك مشكلة آخرى مرتبطة بأي زائر يستخدم الهاتف الذكي لمضيفه، حيث أنه لا يدرك أن الهاتف يقوم بتسجيل أصواتهم.

وبالنظر للولايات المتحدة، فإنه من غير المعروف "ما هي الأغراض الأخرى التي يمكن أن تستخدم أمازون هذه البيانات من أجلها مستقبلا"، حسبما جاء في تقرير خبراء البرلمان الألماني. كما أنه لا يمكن استبعاد حدوث عملية سرقة للبيانات من أمازون السحابية، "وهو ما يمكن أن يصيب مستخدمي "أليكسا" بشكل موجع" وذلك بسبب الحجم الكبير للبيانات المحفوظة هناك.

وقال النائب البرلماني كامان، الذي طالب بالتقرير: "علينا أن نشدد على ضرورة أن يشير بيان الموافقة الذي يوقع عليه المستخدم إلى المخاطر والاحتمالات المرتبطة بنقل البيانات واستخدامها، وكذلك بيانات الطرف الثالث التي يمكن أن يصادف وجودها على هاتف المستخدم". وشدد البرلماني على ضرورة أن تحدث الموافقة بشكل مفصل، "وليس من خلال وضع علامة واحدة كموافقة على كل ما جاء في البيان".

وتبين للخدمة العلمية للبرلمان الألماني "عدم وضوح المعلومات الخاصة بفترة تخزين هذه البيانات من قبل أمازون، في شروط الاستخدام". ورغم أن النائب كامان قد سأل عن تطبيق "أليكسا" بالتحديد، إلا أنه أكد أن هذه النقطة الحرجة موجودة لدى جميع أنظمة التسجيل التي تعتمد على التسجيل الصوتي.

وتقوم برامج "أليكسا" بإرسال بيانات صوتية إلى أمازون، وذلك عندما يخزن المستخدم كلمة سر تستخدم في تنشيط التطبيق، ويخير المستخدم بين الحفظ على "أليكسا" أو "الحاسوب" أو "ايشو"، أو "أمازون". عادة ما تبلغ مدة الخبر الصوتي بضع ثوان فقط، ولكن من الممكن إرسال رسائل صوتية بـ "أليكسا"، يمكن أن تمس بالطبع موضوعات حساسة.

وكان هناك صخب إعلامي في أيار/مايو 2018، بسبب عطل فني في "أليكسا" تسبب في سلسلة من الأخطاء السمعية، تم خلالها تسجيل حديث زوجين في أمريكا وإرساله، بطريق الخطأ، لشخص ثالث. كما تعرضت أمازون للانتقادات في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أيضا، وذلك عندما وقعت تسجيلات لـ "أليكسا" في يد شخص غير مصرح له، حيث كان أحد المستخدمين قد استفسر لدى الشركة بشأن بياناته المسجلة لديها، وفقا للوائح حماية البيانات. سلمت أمازون هذه البيانات لطالبها، بعد شهرين من الطلب، ولكنها سلمته معها بيانات صوتية يبدو أنها خاصة بمستخدم آخر، رغم أن صاحب الطلب لم يكن قد استخدم "أليكسا" في حياته أبدا. تسببت هذه الواقعة في انتقاد من قبل مؤسسة "داتن شوتس" الألمانية، المعنية بحماية البيانات، حيث قالت المنظمة: "لا نريد أن نبدو وكأننا نعادي التقنية، ولكننا نقول بكل حزم: إن من يستخدم أنظمة غير ناضجة، على ما يبدو، مثل "أليكسا" وأخواتها، في أضيق نطاق حياته يهدد نطاق خصوصيته".

د.ب/ ع.ج (د ب أ)