ما هو الأكل العاطفي؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 29 أبريل 2024
ما هو الأكل العاطفي؟

ما هو الأكل العاطفي؟ هل تخيلت يومًا أن الأكل الذي يعد وقودًا للجسد يستخدم كمسكن للمشاعر؟ بعض الأشخاص يفعلون ذلك، والنتيجة كارثية، فهل أنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يعبرون عن أحزانهم من خلال تناول الطعام بشراهة ثم يعانون من تبعاته؟ إذا كنت كذلك يجب أن تتعرف على الجوع العاطفي ومواصفاته وكيفية التصرف معه.

ما هو الأكل العاطفي؟

ما هو الأكل العاطفي؟

إذا كنت من الأشخاص الذين يتناولون الطعام في أوقات الشعور بالضعف والأذى والحزن فأنت من أصحاب تناول الطعام بصورة عاطفية، ويطلق هذا الاسم على أي شخص يلجأ إلى تناول الطعام دون وجود حاجة أساسية من جوع له.

يشعر من يقوم بهذا الأمر بالتحسن بعد وقت قليل لكنه سرعان ما يكتشف الكارثة التي قام بها والتي تزيد من وزنه مع الوقت دون أن يشعر، حيث يعمل الطعام في هذه الحالة على تهدئة النفس والتخفيف من مشاعرها المؤلمة التي تشعر بها.

يأتي الجوع العاطفي فجأة، ويشعرك بالإلحاح، كما لو أنه يجب إشباعه على الفور وغالبًا ما يشعرك بالحاجة إلى تناول نوع محدد من الطعام خاصة إذا كان من ذو السعرات الحرارية العالية، لكنك على عكس المتوقع لا تشبع.

ما الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الطبيعي؟

الجوع الجسدي يحدث بشكل تدريجي فأنت شخص لم يأكل منذ ساعات، ثم يشعر بالجوع ويتناول بعض الخيارات من الطعام ثم يتبدد جوعه إلى فترة زمنية طويلة، كما أنك لن تشعر بالسوء لتناولك المزيد من الطعام.

الجوع العاطفي يحدث بشكل مفاجئ ويلح عليك في طلب الطعام فتلبي بأكثر الأنواع التي تحتوي على السكريات والدهون، لكنك على الرغم من ذلك لا تشبع حتى وإن تناولت قطع كثير من البيتزا مع عبوة كاملة من البسكوت، لكن هذا كله لا يشفع لك، فالطعام بالنسبة لك هو مجرد مكافأة حصلت عليها وسرعان ما تشعر بالذنب بسببها.

ينتج هذا الجوع العاطفي عن الملل أو الوحدة أو الانزعاج من شيء ما، فيما يبدو الطعام هو الحل الأساسي في هذا الوقت ولا يوجد غيره أمامك، وبعد تناول الطعام لا تنتهي المشاعر السيئة التي كنت تعاني منها بل تستمر في التزايد.

كيف أعرف أن عندي جوع عاطفي؟

يمكنك التعرف عما إذا كنت تعاني من الجوع العاطفي أم لا بكل سهولة وذلك من خلال بعض النقاط التالية التي إن كنت تفعلها فأنت مصاب بالأكل العاطفي على الأغلب.

  • تناول الطعام عند الشعور بالتوتر أو القلق.
  • اللجوء إلى الطعام حتى في حالات الشبع.
  • تناول الطعام من أجل تهدئة النفس من المشاعر السيئة مثل الغضب والملل والتعب.
  • استبدال الأصدقاء بالطعام.
  • لا تستطيع السيطرة على الطعام وعلاقتك به تزداد ارتباطًا.
  • تتناول الطعام للاحتفال أو لمكافأة نفسك.

أسباب الجوع العاطفي

ما السبب وراء الجوع العاطفي ووصولنا إلى تلك المرحلة من اعتبار الطعام علاجًا لمشكلاتنا؟ إليك الإجابة عن هذا السؤال الشائك الذي يسأله الكثير من الأشخاص.

تخبرنا بعض النظريات أن الطعام يمكنه أن يبعدنا عن المشاعر غير المريحة التي تسيطر علينا في بعض الأحيان، لذلك نلجأ إليه كخيار عند المرور بتجارب سيئة.

في بعض الأحيان الأخرى يمر الفرد بتجارب في طفولته كان يستخدم هذا الحل لحل مشكلاته، ويكبر وهو يمارس نفس الأمر بل بصورة أشد.

بعض الآباء يستخدمون الطعام لمكافأة أبنائهم لذلك يتحول الأمر إلى علاج فيما بعد للسيطرة على مشاعر الحزن ومراضاة الفرد لنفسه، فمع قطعة الحلوى التي كانت تمنحك إياها والدتك نشأت قصة الحب الفريدة بينك وبين الطعام، لتشعر وكأنه يحتضنك بعيدًا عن العالم.

طرق علاج الأكل العاطفي

هناك بعض الطرق التي يمكنك استخدامها للسيطرة على الأكل العاطفي والخروج من تلك الحالة التي تصيبك ومن هذه الطرق:

تحديد المحفز

إن تحديد المحفزات الشخصية التي تجعلك تفكر في الطعام وترغب في الحصول عليه في التو، وهل ترتبط أكثر بالمشاعر الإيجابية أم السلبية، وعلى سبيل المثال يعتبر التوتر والفراغ من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، ومن أفضل السبل لتحديد المحفزات التي تمتلكها هو كتابة مشاعرك عندما تفكر في الطعام وما هي الحالة النفسية التي تمر بها في تلك اللحظة.

طرق بديلة

ابحث عن طرق بديلة لملء الخزان الخاص بمشاعرك الإيجابية والعناية بالنفس، وفكر فيما هي البدائل التي تساعدك على الشعور بالتحسن بدلًا من الطعام مثل الرقص أو ممارسة الرياضة أو الاستمتاع بحمام مائي من الفقاعات أو الاستماع إلى بودكاست مميز.

الحركة

بدل مكانك على الفور لتغير تفكيرك، ولا تركز على إنك لن تستطيع مقاومة هذه المشاعر أو السيطرة عليها، بل تأكد من إنك قادر على ذلك بالتأكيد، ويجب أن تلك في ذكر إنك لا تريد تناول الطعام وإنك لست جائع بل ستشعر بالسوء إذا أقدمت على هذه الخطوة.

تقبل المشاعر السيئة

يجب أن تتقبل فكرة وجود مشاعر سيئة تشعر بها وأن ذلك أمر وسينتهي دون الحاجة إلى اللجوء إلى الطعام وإشباع احتياجك بأمر آخر، لأن الانتباه إلى المشاعر يقلل من شعورك بالتوتر المرتبط بتلك المشاعر، ويجعلك قادرًا على التصرف معها.

التدخل الطبي

إذا كنت لا تقدر على السيطرة على الأكل العاطفي وتحول الأمر إلى إصابتك بالسمنة بسببه يجب أن تطلب المساعدة من طبيب نفسي والحصول على سبل العلاج المناسبة التي تجعلك تتعامل مع مشاعرك بشكل أفضل.

بعد أن تعرفنا على ما هو الأكل العاطفي وأشكاله وما السبب وراءه وكيفية علاجه، يجب أن تعلم أن دهاليز المشاعر الإنسانية تتركك في مأزق دائمًا إذا لم تسيطر عليها، لأن المشاعر السلبية خاصة تسعى دائمًا إلى الاختباء أو الظهور بشكل غير شكلها الحقيقي، مما يجعلك تعالجها بصورة خاطئة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة