ميادة بسيليس... سيدة الأغنية السورية التي هزمها المرض

  • تاريخ النشر: الأحد، 24 أبريل 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 26 أبريل 2022
ميادة بسيليس... سيدة الأغنية السورية التي هزمها المرض

في مدينة حلب السورية ولدت قامة من قامات الفن التي برزت موهبتها منذ الصغر ولمع صوتها في الكنيسة حينما كانت تؤدي الترانيم المسيحية، إنها ميادة بسيليس سيدة الأغنية السورية التي حافظت على وقارها باعتمادها على موهبتها الفنية فقط.

حياة ميادة بسيليس ونشأتها

هي مطربة سورية ولدت في مدينة حلب في 28 يوليو عام 1967، وبدأت الغناء في سن صغير حينما كانت تغني الترانيم المسيحية في الكنيسة، فضلًا عن مشاركتها الغناء في إذاعة حلب، وولدت ميادة في عائلة متدينة ومحافظة، ولم تبدأ انطلاقتها الحقيقة حتى تزوجت.

تعرفت ميادة على زوجها الموسيقار السوري سمير كويفاتي حينما كانت تبلغ من العمر 10 سنوات فقط، وشاركت معه الغناء في الأعمال الموسيقية والترانيم في كنائس حلب.

استمرت علاقة الصداقة لفترة حتى تزوجا في 11 أكتوبر عام 1987 وأنجبت منه ثلاث بنات، وهن نغم، ونور ومرح، وتأثرت البنات بوالديهما فشاركن الغناء على مسارح عديدة وفي مراحل عمرية مختلفة.

شاركت بناتها في الكثير من حفلاتها، فابنتها نغم عازفة كمان، وابنتها مرح عازفة تشيللو، وابنتها نور عازفة بيانو، ولدى ميادة حفيدة واحدة مُعلن عنها اسمها "هيفاء" من ابنتها مرح.

مشوارها الفني

بدأت ميادة بسيليس مشوارها الفني في سن التاسعة حيث كانت تغني الترانيم المسيحية في الكنيسة، وبعدها شاركت في إذاعة حلب، وبرزت مع زوجها الموسيقار سيمر كويفاتي.

كانت بدايتها عام 1976 حيث قدمت أغاني متنوعة، ومنها تسجيل دور "أصل الغرام" في إذاعة حلب وكانت الأولى في برنامج الهواة، وبعدها بعامين وتحديدًا عام 1978 قدمت أوبريت "ملكة القطن والشمس" وحصلت على كأس أجمل صوت في مهرجان الطلائع.

وفي عام 1979 شاركت ميادة في برنامج "حكايات عمو رضوان" على إذاعة حلب حيث غنت ختام كل حلقة على الإذاعة، كما شاركت في مهرجان بغداد لغناء الناشئين وحصلت عليه على جائزتي أفضل صوت، وأجمل أداء.

وفي عام 1982 قدمت ميادة أوبريت يحمل عنوان "عروس القلعة" فضلًا عن تقديمها حفلًا غنائيًا غنت فيه مجموعة من أغاني التراث، والأغاني الشعبية.

تمكن ميادة من تحقيق قاعدة جماهيرية جيدة تسمح لها بإصادر ألبوم كامل، فأصدرت أول ألبوم لها عام 1986 بعنوان "يا قاتلي الهجر" وهي أغنية من الفلكلور السوري القديم، وتنوعت ميادة من ناحية الكلمات، والألحان.

اختارت ميادة في أغانيها التنويع بين الفلكلور وإنشادها الترانيم المسيحية بجانب غنائها الأغاني الوطنية وحافظت في أثناء ذلك على شكل الأغنية العربية.

أصدرت ميادة بعد ذلك ثاني ألبوماتها تحت عنوان "خلقت جميلة" في عام 1990، كما أصدرت في العام نفسه ألبوم ديني اسمه "أبانا" وهي عبارة عن ترانيم دينية مسيحية.

وفي عام 1993 قدمت ميادة ألبومها الرابعة "بقلبي في حكي" وألبوم خامس بعنوان "شجرة العيد"، وألبوم سادس بعنوان "أمسية ميلادية" وهي عبارة عن ترانيم دينية.

وفي عام 1995 شاركت في حفل افتتاح القناة الفضائية السورية، كما شاركت في مهرجان الأغنية السورية في دورته الثانية.

وفي عام 1997 قدمت ألبومان الأول بعنوان "حنين"، والثاني بعنوان "مريميات"، وبعدها بعام قدمت الليلة السورية في دار الأوبرا المصرية في القاهرة، وفي عام 1999 حصلت على الدرع التذاكرية عن أغنيتها "حنينة" من مهرجان عيد الأم في الأردن.

طرحت ميادة بعد ذلك ألبوم وطني يحمل اسم "أجراس بيت لحم"، وبعد ذلك لم تقدم ميادة أي ألبومات أخرى إلا في عام 2010 حيث صدر ألبوم بعنوان "إلى أمي وأرضي".

ولكن غنّت شارات العديد من المسلسلات السورية، ومنها شارة مسلسل "إخوة التراب" عام 1998، وشارة مسلسل "نساء صغيرات"، ومسلسل "جواد الليل" عام 1999، وشارة مسلسل "أبناء القهر" عام 2002، وشارة مسلس "قبل الغروب" عام 2003.

أيضًا غنت شارة مسلسل "رجاها" عام 2005، وفي عام 2008 غنت شارة مسلسل "رصيف الذاكرة"، وفي عام 2012 غنت شارة مسلسل "بنات العيلة"، وبعدها بثلاثة أعوام غنت شارة مسلسل "حرائر".

وفي عام 2016 غنت شارة مسلسل "أيام لا تنسى"، وف يعام 2018 غنت شارة مسلسل "روزنا"، وآخر أعمالها الفنية قبل وفاتها هو غناء شارة مسلسل "حارس القدس".

الحفلات التي أحيتها

طوال مسيرتها الفنية أحيت ميادة بسيليس العديد من الحفلات في مختلف دول العالم، ولعل أهمها التالي:

  • حفلتها في مجمع قصر الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو، وحفلتها في دار الأوبرا في مدريد، ودار الأوبرا المصرية في القاهرة.
  • أيضًا أقامت أمسيات المريمية في مدن مختلف مثل حمص، وعمان، وأقامت حفل في قلعة حلب ضمن فعاليات مهرجان بصرى، وقدمت حفلًا في قصر الأونيسكو في بيروت، وحفلًا للجالية السورية في لوس أنجلوس.

الجوائز التي حصلت عليها

نالت ميادة العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها الفنية، ومنها:

  • حصلت على الجائزة الذهبية أفضل أغنية عربية عام 1999 عن أغنية "كذبك حلو" من مهرجان القاهرة، التي تعد جواز سفرها نحو الشهرة في الوطن العربي.
  • حصلت على الأورنينا الذهبية كأفضل لحن حديث عن أغنية "هوى تاني"، وأغنية "يا غالي"، وقصيدتها "حنين"، و"مريميات"، وأغنية "كذبك حلو لأفضل أداء وحضور.
  • في عام 2004 حصلت على المرتبة الثالثة في مهرجان الأغنية السورية عن أغنية "طيب خليك"، ونالت الجائزة الأولى في مهرجان الموسيقى العربية في الدار البيضاء عن أغنية "يا رجائي".

وفاتها

رحلت المغنية السورية ميادة بسيليس ليل الخميس في 20 فبراير عام 2021 بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر يناهز 54 عامًا، وأحدثت وفاتها صدمة للجمهور السوري ومحبيها من جميع دول الوطن العربي.

بعد رحيلها نعاها الكثير من الفنانين السوريين والعرب، منهم المخرج السوري أيمن زيدان، ومقدم التلفزيون السوري مصطفى الأغا، والممثلة السورية سلاف فواخرجي.

أقيمت الصلاة على روحها في كاتدرائية أم المعونات للأرمن الكاثوليك في مدينة حلب السورية، وأقيم العزاء في صالون كنيسة الصليب القصاع في العاصمة دمشق.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة