البحر الميت (Dead Sea)

يمتلك العالم بشكل عام العديد من المسطحات المائية، ويمتلك الوطن العربي بشكل خاص عدد كبير من البحار والبحيرات، لكن يبقى البحر الميت من أهمها على الإطلاق، فبالإضافة إلى موقعه المميز يمتلك البحر الميت شهرة خاصة كونه يعتبر أعمق نقطة على سطح الأرض؛ لذلك يزوره آلاف السائحين من مختلف بقاع الأرض، كما يتميز البحر الميت بكونه يقدم ميزات علاجية معينة سنتناولها في مقالنا هذا.

تغذية البحر الميت بالمياه

مثل أي مسطح مائي آخر يحتاج البحر الميت لمصدر ثابت من المياه لكي تغذيه، ونظراً لموقعه الجغرافي المميز يمكن اعتبار نهر الأردن المغذي الوحيد الرئيسي الذي يمد البحر الميت بالمياه بشكل ثابت، كما توجد بعض الينابيع الصغيرة تحت وحول البحر الميت، بالإضافة إلى نهر "الموجب" الذي يغذي بشكل ثانوي أيضاً البحر الميت.

ويمكن اعتبار مياه الأمطار أحد المغذيات للبحر الميت حيث لا تقل كمية هطول الأمطار عن 100 ميللي متر (4 بوصة) سنوياً في الجزء الشمالي من البحر الميت، لكنها لا تكاد تبلغ 50 ميللي متر في الجزء الجنوبي منه.

مناخ البحر الميت المفيد للصحة

الكثير من المنتجعات ومنشآت الاصطياف تستثمر الأراضي الموجودة في منطقة البحر الميت، لكن لماذا؟ بسبب مناخ البحر الميت المشمس على مدار السنة، كما يوجد مناطق يقل فيها معدل هطول الأمطار السنوي عن 50 ميللي متر، في حين تتراوح درجات الحرارة صيفاً بين 32 و 39 درجة مئوية (90 و102 درجة فهرنهايت).

أما درجات الحرارة شتاءً فهي مرتفعة نسبياً حيث تتراوح بين 20 و 23 درجة مئوية (68 و 73 درجة فهرنهايت)، كما تمتلك المنطقة كميات قليلة من الأشعة فوق البنفسجية مما يخفف الكثير من الأضرار عند التعرض للشمس، ونظراً لضغط الجو المرتفع؛ فإن المنطقة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الأوكسجين (3.3% في الصيف و4.8% في الشتاء) مقارنةً مع المناطق الواقعة على سطح الأرض.

الفوائد العلاجية للبحر الميت

• علاج الجيوب الأنفية

جميعنا يستخدم المياه المالحة لمعالجة التهاب الجيوب الأنفية خاصةً عند التعرض لنزلة برد، وحسب دراسة نشرت للمرة الأولى عام 2006م على الموقع الطبي (Wiley Online Library) تم إثبات فعالية مياه البحر الميت بالذات لمعالجة هذه الالتهابات؛ ذلك بسبب ملوحته الشديدة بالإضافة لتركيب مياهه المعدني.

• علاجات الأمراض الجلدية

إن كنتم من المهتمين بالعناية ببشرتكم فلابد لكم من استخدام منتجات البحر الميت، فحسب مقال نشر على الموقع المختص بنشر كل ما يتعلق بالبحر الميت (Dead Sea) يمكن الاستفادة من التركيب المعدني لمياه البحر الميت بالإضافة إلى الطين المستخرج منه من أجل علاج المشاكل الجلدية وتحسين صحة البشرة.

• علاج أمراض المفاصل والعظام

أفادت دراسة نشرت لأول مرة عام 2002م، ثم تم تأكيدها عام 2012م بدراسة أخرى أثبتت؛ أن استخدام الطين الموجود في البحر الميت يمكن أن يكون العلاج المناسب لالتهاب المفاصل وخاصة الركبتين؛ وذلك بسبب المواد المعدنية والتركيب الكيميائي الخاص لهذا الطين الذي يختلف عن غيره من حيث الفوائد التي يقدمها.

• هشاشة العظام

قد يعاني الكثير من مرض هشاشة العظام، وهذا المرض من الصعب جداً الشفاء منه، لكن أفادت دراسة نشرت عام 2012م على موقع مختص بالبحوث العلمية (Research Gate) بأن مياه البحر الميت وطينه يساعدان على الشفاء بشكل شبه كامل من مرض هشاشة العظام، حيث يمتلك البحر الميت نسبة عالية جداً من المعادن التي تحتاجها العظام للحفاظ على صلابتها.

• دعم خط الدفاع الأول عن الجسم

كما نعلم يعتبر الجلد هو الحاجز الأول الذي يحمي جسمنا من الجراثيم والفيروسات وغيرها من الكائنات أو المواد التي تؤذي الجسم، لذلك كلما كان هذا الحاجز قوياً كلما استطعنا الحفاظ على صحتنا أكثر، تم نشر ملخص لدراسة غير منشورة في عام 2005م على موقع "المركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية" (NCBI) تؤكد أهمية المغنزيوم الموجود في مياه البحر الميت المالحة في تعزيز دور الجلد الدفاعي بالإضافة لمعالجة بعض أمراضه.

الاستثمارات العربية لشاطئ البحر الميت

بسبب جمالية موقعه وخصائصه العلاجية الكثيرة يجذب البحر الميت آلاف السياح سنوياً؛ لذلك تم استثمار شواطئه لتصبح مقصداً لزوار من كل أنحاء العالم، فعلى الجانب الأردني افتتحت تسعة فنادق دولية بالإضافة إلى منتجع بحري والكثير من الشقق الفندقية الشاطئية، أما على الجانب الفلسطيني فيبلغ طول شاطئ البحر الميت 40 كيلومتراً، لكن لم تستطع فلسطين الحصول على الموافقة لاستثماره بسبب الخلافات السياسية الكثيرة وظروف الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

الكيان الصهيوني يسرق حق العرب في البحر الميت

لم يكتفِ الكيان الصهيوني المحتل بحرمان فلسطين الحبيبة من حقها بالانتفاع من شاطئ البحر الميت بسبب الخلافات السياسية والمعارك العسكرية والكثير من الاتفاقيات بين الدول التي تتكالب على وطننا الحبيب، بل قام هذا الكيان ببناء 15 فندقاً على طول شاطئ البحر الميت، حيث بدأت هذه السرقة منذ أوائل ستينيات القرن الماضي عندما تم بناء أول فندق له.

قلق عام بسبب انخفاض مستويات مياه البحر الميت

للأسف يعاني البحر الميت من انخفاض مستمر في منسوب مياهه ومساحة سطحه؛ ما يهدد السياحة في تلك المنطقة بشكل كبير، نبين فيما يلي مقدار هذا النقصان:

ختاماً، يعد البحر الميت أحد أهم مصادر السياحة في الوطن العربي، كما أنه من أهم البحار فيه أيضاً نظراً لتميزه بخصائص علاجية هامة لا تملكها بقية البحار، لذلك إن لم تقم بعد باختيار مكان إجازتك الصيفية، فربما تكون فرصتك لزيارة البحر الميت.