ثقب الأوزون.. ما هو وما خطورته؟

يُقصد بثقب الأوزون وجود ترقق في طبقة الأوزون الموجودة في الستراتوسفير، هذا الترقق يتغير بشكل موسمي، ففي بعض الأوقات من السنة يكون الثقب أكبر بينما في أوقات أخرى يكون أقل.

  • تاريخ النشر: الخميس، 05 مايو 2022
ثقب الأوزون.. ما هو وما خطورته؟

يُقصد بثقب الأوزون وجود ترقق في طبقة الأوزون الموجودة في الستراتوسفير، هذا الترقق يتغير بشكل موسمي، ففي بعض الأوقات من السنة يكون الثقب أكبر بينما في أوقات أخرى يكون أقل. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على ثقب الأوزون.

ما هو ثقب الأوزون؟

قبل التعرّف على ماذا يعني تحديداً ثقب الأوزون، دعنا نتعرف في البدء على المقصود بالأوزون ذاته. الأوزون هو شكل خاص من الأوكسجين مع الصيغة الكيميائية. يُشكل الأوزون جزءاً صغيراً جداً من أجواء كوكب الأرض، لكن هذا الجزء الصغير هو أمر حيوي لحياة الإنسان. يتواجد معظم الأوزون في الغلاف الجوي، بين 10 و 40 كم فوق سطح الأرض. هذه المنطقة التي يتواجد فيها الأوزون تُسمى الستراتوسفير وتحتوي على حوالي 90٪ من جميع الأوزون في الغلاف الجوي.

تتمثل أهمية الأوزون في كونه يمتص بعض أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة بيولوجياً. لكن ليس كل الأوزون جيداً وله دور إيجابي، فالأوزون الزائد على سطح الأرض الذي يتكون بسبب التلوث يُعتبر من الأوزون السيئ، الذي يمكن أن يكون ضاراً على البشر والنباتات والحيوانات. أما الأوزون الذي يحدث بشكل طبيعي بالقرب من السطح وفي الغلاف الجوي السفلي فهو مفيد أيضاً لأنه يساعد على إزالة الملوثات من الغلاف الجوي.

يُقصد بثقب الأوزون وجود ترقق في طبقة الأوزون الموجودة في الستراتوسفير، هذا الترقق يتغير بشكل موسمي، ففي بعض الأوقات من السنة يكون الثقب أكبر بينما في أوقات أخرى يكون أقل. يعود حدوث هذا الترقق إلى الأنشطة البشرية على سطح الأرض التي تسببت في الإضرار بطبقة الأوزون حيث أدى استخدام بعض المواد الكيميائية التي  هي من صنع الإنسان مثل مركبات الكلوروفلوروكربون، والهالونات، ورابع كلوريد الكربون، وثلاثي كلور الإيثان، وبروميد الميثيل إلى نضوب طبقة الأوزون في طبقة الستراتوسفير فوق القارة القطبية الجنوبية.

بدأ اكتشاف ثقب الأوزون حينما قام العلماء بقياس الأوزون في الغلاف الجوي للقارة القطبية الجنوبية في عام 1957. ثم في عام 1976 لاحظوا انخفاضاً واضحاً في مستوى الأوزون، ظن العلماء في البدء أن هذا الانخفاض طبيعي في ظل التراجع الموسمي لمستويات الأوزون التي تحدث بشكل خاص خلال فصل الربيع، لكنهم وجدوا أن الأمر يزداد سوءاً في كل ربيع عن سابقه، في عام 1985 توصل العالم إلى يقين بأن ثقب الأوزون هو أزمة عالمية كبيرة.

أشار العلماء إلى ظاهرة استنفاد الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية باسم "ثقب الأوزون". وقد أصبحت صورة القمر الصناعي لثقب الأوزون رمزاً عالمياً لهذا التهديد البيئي.

أسباب حدوث ثقب الأوزون

من أسباب حدوث ثقب الأوزون ما يلي:

  • التجارب النووية: فتُعتبر التجارب العسكرية النووية في العالم من أهم وأخطر عوامل حدوث ثقب الأوزون، توضح الدراسات أن هذه التجارب مسؤولة عن 20-70% من الأخطار والأضرار التي تعرضت لها طبقة الأوزون.
  • الانفجارات البركانية: حيث تُعتبر ثورة البراكين في العالم من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى توسع وتآكل طبقة الأوزون.
  • أكاسيد النيتروجين: المعدل الطبيعي لنسبة أكاسيد النيتروجين في الغلاف الجوي تبلغ حوالي ثلاثة أجزاء فقط في كل مليون جزء، أقصى حد لاستيعاب أكاسيد النيتروجين هو عشرة أجزاء لكل مليون جزء، يؤدي تزايد هذه النسبة إلأى حدوث اتساع في ثقب الأوزون، حيث يتفاعل أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين السام مع أشعة الشمس فوق البنفسجية لتكوين مجموعة من المركبات الضارة التي تؤثر بشكل سلبي على طبقة الأوزون.
  • مركبات الكلوروفلوروكربون: نسبة كبيرة من الصناعات تعتمد على مركبات الكلوروفلوروكربون، بعض الصناعات يعتمد على أنواع من هذه المركبات تكون شديدة التأثير على ثقب الأوزون، فمثلاً يُعتبر بروميد الميثل المستخدم كمبيد حشري للمحاصيل الزراعية ولتعقيم التربة الزراعية ذاتها من أسباب حدوث ثقب الأوزون وتوسعه.
  • العوامل الطبيعية: يمكن لبعض العوامل الطبيعية مثل هبوب العواصف، والأعاصير والنشاط الشمسي أن تؤدي لحدوث ثقب الأوزون، قد تكون هذه العوامل أقل ضرراً من المركبات الكيميائية، إلا أنه لا يزال لها دوراً عاملاً في حدوث ترقق الأوزون، خاصة عند وقوعها في القطب الشمالي من كوكب الأرض.

خطورة ثقب الأوزون

هناك الكثير من المخاطر التي تُهدد البشر وسائر الكائنات على كوكب الأرض بسبب حدوث واتساع ثقب الأوزون، من هذه المخاطر: حدوث خلل في انتظام حركة الھواء وھو الأمر الذي يؤدي إلى ھلاك بعض الكائنات الحية الدقيقة مما يؤثر على التوازن البيئي، حدوث تحول جيني في بعض من الميكروبات المتعايشة فتتحول إلى ميكروبات شرسة تضر النظام البيئي وصحة الإنسان، قد يؤدي هذا بدوره إلى ازدياد شراسة بعض الأمراض بالإضافة إلى وجود عامل محفز كأشعة الشمس. بخلاف، انهيار النظام المناعي لدى الإنسان نتيجة زيادة نسبة التعرض للأشعة الفوق بنفسجية، والتي تفوق قدرة الخلايا الحية على احتمال أشعة الشمس. قد يحدث كذلك، زيادة في معدلات الإصابة بسرطان الجلد بسبب زيادة نسبة الأشعة الفوق بنفسجية التي قد تتسلل من طبقة الأوزون.

أيضاً، زيادة درجة حرارة الأرض التي تحدث بسبب اتساع ثقب الأوزون وتسرب أشعة الشمس الضارة، تؤدي إلى تنامي ظاھرة "الاحتباس الحراري" مما يسبب فيضانات نتيجة إذابة الجليد في القطب الشمالي، من الآثار الجانبية لهذا أن بعض المزروعات لا تقوى على تحمل هذا الاختلاف في درجات الحرارة.

ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدي كذلك إلى زيادة استھلاك الطاقة المستخدمة في التبريد، وهو ما يؤدي بدوره إلى إنتاج عوادم بصورة أكبر.

كيفية علاج ثقب الأوزون

بعد تحذيرات العلماء، هب العالم لمواجهة ثقب الأوزون ووقف اتساعه وتجنب حدوث آثاره السلبية وأضراره. عمل السياسيون والمواطنون والشركات في محاولة لوقف توسع "ثقب" طبقة الأوزون في الغلاف الجوي للأرض. على الرغم من أن المشكلة لم تختف اليوم نهائيا، لكن هناك بعض الأدلة التي تؤكد أنه يتم علاجها ببطء.

يمكن للأفراد المساهمة في علاج ثقب الأوزون من خلال شراء معدات التبريد وأجهزة تكييف الهواء التي لا تستخدم مركبات الكربون الهيدروكلوروفلورية كمادة تبريد. وإجراء صيانة دورية للمكيفات للحدّ من تسرب غاز التبريد.

أما على المستوى الدولي، فقد وضعت اتفاقية فيينا في عام 1985م، والتي تُعنى بحماية طبقة الأوزون. بدأ تنفيذ هذه الاتفاقية والعمل بها في عام 1988م، وافقت الدول الموقعة على الاتفاقية على البحث عن الأنشطة البشرية المسبّبة لتآكل طبقة الأوزون ومراقبتها. بالإضافة إلى اتخاذ التدابير والإجراءات للحد من تآكل طبقة الأوزون وإيقاف حدوثه.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة