التوتر الإيجابي.. إليك أهميته في حياتك المهنية

تعرّف على كيفية تغيير علاقتك بالتوتر

  • تاريخ النشر: الجمعة، 14 أبريل 2023
التوتر الإيجابي.. إليك أهميته في حياتك المهنية

عندما نفكر في التوتر، وخاصة التوتر الناتج عن الضغوط في مكان العمل، فإن أذهاننا تذهب على الفور إلى الآثار السلبية التي تنتج عن التعرض لمثل هذا التوتر. لكن، هناك جانب إيجابي للتعرض للتوتر في العمل، هذا الجانب هو ما يمكنك التعرّف عليه من خلال متابعة قراءة السطور التالية.

ما هو التوتر؟

التوتر هو رد فعل الجسم الجسدي والعاطفي والفكري تجاه التعرّض للتغييرات أو التحديات أو الضغوطات المختلفة التي تدفعنا إلى تقييم قدرتنا على الاستجابة للتحدي. كيفية إدراك التوتر هو أمر يختلف من شخص لآخر. الأمر الذي قد يدفعك إلى الشعور بالإرهاق والتوتر، هو أمر قد ينظر إليه شخص آخر على أنه تحدٍ يدفعه للعمل بشكل أفضل.

في بعض الأحيان قد يكون من الصعب استيعاب أن التوتر قد يكون مفيدًا بأي شكل أو بأي درجة، لكننا هنا في الأغلب نكون مخطئين.

التوتر والحياة المهنية

انتشرت فكرة أن التوتر يمكن أن يكون إيجابيًا في أوائل السبعينيات من قبل طبيب الغدد الصماء، هانز سيلي. لقد صاغ مصطلح "الإجهاد الجيد" للتمييز عن "الضيق" ولإبراز حقيقة أن التوتر ليس سيئًا بطبيعته. يقول سيلي أنه "اعتمادًا على الظروف، يرتبط التوتر بتأثيرات مرغوبة أو غير مرغوب فيها" موضحًا أن "التوتر ليس ما يحدث لك، ولكنه كيفية تفاعلك مع هذا الذي يحدث لك."

هنا ينبغي معرفة أن بيئة العمل لدينا تستطيع أن تلعب دورًا أساسيًا وحاسمًا في كيفية إدراكنا للتوتر في مكان العمل، ولكن هناك اتجاهاً يولي اهتمامًا خاصًا بقدرتنا على إعادة صياغة الطريقة التي ندرك بها التوتر وبالتالي كيف نتأثر به.

إحدى الدراسات التي تدعم بشكل أفضل نتائج التوتر الإيجابي، هي دراسة أجرتها عام 2013 الباحثة كارول دويك والتي قدّمت حينها نظريتها "عقلية النمو" التي تنص على أنه عندما يعتقد الناس أنه يمكن تطوير ذكائهم، فإنهم غالبًا ما يحققون المزيد ويكونون أكثر تحفيزًا من أولئك الذين لديهم "عقلية ثابتة"، أو أولئك الذين يعتقدون أن ذكاءهم ثابت.

تم إجراء بحث دويك مع الأطفال ووجد أن أولئك الذين تعاملوا مع مشكلة صعبة وفكروا في شيء يشبه: "لم أتقن هذا بعد، سأحاول نهجًا مختلفًا" كانوا أ‘لى درجة من أولئك الذين فكروا بنهج "لم أكن جيدًا في الرياضيات أبدًا". أولئك الذين ظنوا أنه يُمكنهم التطور والمحاولة والتجربة مرة أخرى كانوا أفضل من الذين اعتقدوا أنهم سيئون بطبيعتهم في كل ما كانوا يفعلونه.

الشيء نفسه ينطبق على كيفية تعاملنا مع العمل. إذا كنا نعتقد أن قدرًا معينًا من التوتر يمكن أن يكون مفيدًا، فقد يكون ذلك مفيدًا في بعض الأحيان.

التوتر الإيجابي

يمكن أن يؤدي التوتر الذي يستمر لفترة قصيرة إلى تعزيز الأداء الوظيفي مع زيادة اليقظة. التعرض للتوتر هو أيضًا أمر حيوي لذاكرتنا، فهو يسمح لنا بتذكر العواقب الحتمية لأفعالنا لمساعدتنا على تجنبها مرة أخرى في المستقبل. على سبيل المثال، إذا لمست وعاءً ساخنًا عن طريق الخطأ أثناء الطهي، فإن توترنا واستجابتنا للضغط هنا تساعدنا على تذكر هذا الموقف، لذلك في المرة القادمة التي نكون فيها في المطبخ، سنصبح بشكل تلقائي أكثر حرصًا.

لا يُعزز التوتر الأداء فحسب، بل إنه أيضًا يُزيد من الحافز. إن الشعور الذي ينتابك من السباق مع الزمن عند ملاحقة المواعيد النهائية يمكن أن يوفر دفعة من التركيز والانتباه. يمكن أن يؤدي التعرض للتوتر والاستجابة له بطريقة صحية إلى بناء المرونة، وهي من الأدوات بالغة الأهمية التي يمكن استخدامها في تهدئة نوبات الضيق.

عندما نفكر في المواضع التي يفيدنا فيها التوتر في مكان العمل، فإن المواقف العصيبة يمكن أن تعدنا بشكل أفضل للمهام المستقبلية. تؤدي الكميات المعتدلة من التوتر إلى بناء الثقة وتعزيز مهارات حل المشكلات، وهي أمور تعتبر ضرورية لعالم العمل والحياة المهنية.

متى يصبح التوتر ضارًا؟

نحن نعرف كيف يمكن أن يتحول التوتر بسرعة إلى مشاعر القلق والذعر. عندما تتراكم تحديات الحياة أو تصبح ساحقة، يتولى الجهاز العصبي اللاإرادي زمام الأمور، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وسرعة التنفس وتنشيط استجابة "القتال أو الهروب"، والتي يمكن أن تصبح مرهقة.

كما سبق الذكر، قد تفيدنا الكميات الصغيرة إلى المتوسطة من التوتر التي تستمر لفترة قصيرة. لكن التوتر الذي يتحول إلى توتر مزمن، يحدث هذا النوع من التوتر عندما يتعرض الشخص للكثير من الضغوطات أو الأزمات التي تتطلب مجهودًا عقليًا وجسديًا لإدارتها لفترات طويلة من الوقت، يمكن أن يكون له تداعيات حقيقية شديدة السلبية على صحتنا ورفاهيتنا. فيما يتعلق بالتأثير على الصحة الجسدية، يمكن أن يزيد التوتر من أمراض القلب، كما يمكن أن يعوق عمل جهاز المناعة.

كيفية تغيير علاقتك بالتوتر

عندما يتعلق الأمر بتغيير طريقة تفكيرك، فهناك بعض الأساليب التي يمكنك تجربتها لمساعدتك على تغيير علاقتك بالتوتر. إذا كانت الجهود المبذولة لإعادة صياغة تصورك للتوتر تجعلك تشعر بعدم الرضا، فقد يكون الوقت قد حان لتغيير علاقتك بالتوتر.

من أهم ما يُمكنك فعله هنا هو إدراك أفكارك. وهنا يأتي دور ما وراء المعرفة. ما وراء المعرفة هو فعل التفكير في تفكيرك. من خلال التعرف على الطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك، قد تجد أنك تكرر أشياء قد تمنعك من الوصول إلى إمكاناتك الكاملة.

الرجوع إلى أفكارك هو أسلوب علاج سلوكي معرفي يسمح لك بإعادة كتابة أنماط التفكير غير المرغوب فيها. كل ما عليك فعله هو تحديد اعتقاد ترغب في تغييره ومواجهته بشيء تود تصديقه.

على سبيل المثال، إذا وجدت نفسك تفكر: "أنا غارق في العمل، لا يمكنني القيام بكل هذه المهام"، يمكنك استبدال هذا بقول: "لدي الكثير من العمل الذي يجب القيام به وسأبذل قصارى جهدي، ولكن سيكون عليّ التركيز فقط على شيء واحد للقيام به في وقت مُحدد".

هناك طريقة أخرى لتقليل مشاعر التوتر وهي تخصيص وظيفتك للتركيز أكثر على الأشياء التي تهتم بها. هنا سيكون عليك أن تقوم بصياغة وظيفتك وفقًا لقيمك. يؤكد الباحثون هنا أن هناك مساحة كبيرة للمناورة في جميع المواقف لدمج المزيد مما تستمتع به في حياتك اليومية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة