جزيئات PM2.5: خطر غير مرئي يهاجم الرئتين يومياً

دراسة تكشف تأثير الغبار الدقيق على الميتوكوندريا وصحة التنفس

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: منذ 3 أيام
جزيئات PM2.5: خطر غير مرئي يهاجم الرئتين يومياً

حذرت دراسة طبية من أن تشكل جزيئات PM2.5، وهي جسيمات دقيقة لا يتجاوز قطرها 2.5 ميكرومتر، يعد أحد أخطر ملوثات الهواء، نظراً لقدرتها على التغلغل بعمق داخل الرئتين، والوصول إلى الحويصلات الهوائية.

دراسة تكشف تأثير الغبار الدقيق على الميتوكوندريا وصحة التنفس

وقد ثبت علمياً أن التعرض لمستويات منخفضة جداً منها، قد يكون كافياً لإحداث أضرار واضحة في الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب وإجهاد الخلايا.

ويعود خطر هذه الجزيئات إلى صغر حجمها الذي يسمح لها باختراق الحواجز الطبيعية للجسم، ما يؤدي إلى تفاعل التهابي، والذي يمكن أن يتطور مع الزمن إلى أمراض مزمنة.

وأجرى العلماء تجربة تعتمد على تعريض مجموعات من الفئران يومياً لكميات صغيرة جداً من PM2.5، لمحاكاة التعرض اليومي للبشر.

وبعد أسابيع قليلة من التجربة، لاحظ الباحثون علامات بيولوجية تشير إلى التهاب واضح في الرئتين، وزيادة عدد الخلايا المناعية، إضافة إلى ارتفاع مؤشرات الإجهاد التأكسدي.

وتعد هذه الحالة مؤشراً على تلف الخلايا نتيجة تراكم الجزيئات الضارة، ونشاط الجذور الحرة داخل الأنسجة.

ولم تتوقف النتائج عند هذا الحد، حيث اكتشف العلماء أيضاً انخفاضاً في عدد الميتوكوندريا في أنسجة الرئة، وهي المكونات المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلايا.

ويعتبر تضرر الميتوكوندريا هو أحد العوامل الرئيسية التي تمهد للإصابة بأمراض تنفسية طويلة الأمد، مثل الربو واضطرابات الجهاز التنفسي.

ولفتت الدراسة إلى أنه في جزء لاحق من التجربة، أضيف فيتامين C إلى مياه شرب مجموعة أخرى من الفئران، لفحص قدرته على تقليل أثر الجزيئات الدقيقة.

وأسفرت النتائج عن انخفاض الالتهابات بشكل ملحوظ، وتراجع مستويات الجزيئات الأكسجينية التفاعلية، مع حماية واضحة للميتوكوندريا.

ويعرف فيتامين C بدوره كمضاد أكسدة قوي، حيث يعمل على تعطيل سلاسل التفاعلات الضارة التي تسببها دقائق PM2.5، مما يحد من التلف الخلوي.

كما أظهرت التجارب على خلايا بشرية من الشعب الهوائية نتائج متقاربة، حيث أدى تعرض الخلايا للغبار الدقيق إلى ضعف حيويتها، وزيادة قابليتها للتلف، بينما ساعد وجود فيتامين C في الحفاظ على نشاطها وتركيبها البنيوي.

ويرى الباحثون أن الإنسان يتعرض باستمرار لجزيئات PM2.5 في الحياة اليومية، سواء في الشوارع، أماكن العمل، المتاجر أو حتى داخل المنازل.

لذلك، فإن فهم دور فيتامين C كعامل وقائي مهم، قد يساهم في اعتماد ممارسات بسيطة يومية للحد من تأثير تلوث الهواء على صحة الجهاز التنفسي.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة