جمهور «صقـــور فزاع» يودّعون «فخر الأجيال» ويترقبون «النخبة»

  • بواسطة: الإمارات اليوم تاريخ النشر: الثلاثاء، 24 فبراير 2015
جمهور «صقـــور فزاع» يودّعون «فخر الأجيال» ويترقبون «النخبة»

اختتمت، مساء أمس، فعاليات بطولة فخر الأجيال للصيد بالصقور، التي تقام للسنة الثالثة على التوالي، بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وهي البطولة التي مدت موسم الصيد بالصقور إلى أطول مواسمه على الإطلاق، حيث ستدخل الصقور في المرحلة المقبلة بشكل فطري موسم تجديد «الريش».


وباختتام «فخر الأجيال»، التي شهد يومها الختامي منافسات بين الصقور التي تمكنت من تجاوز مرحلة التصفيات، وهي 215 صقراً، تبقى بطولة وحيدة فقط في الساحة المحلية، ضمن كوكبة بطولات الصقور، التي تنظمها فزاع التراثية التي نجحت هذا العام في استقطاب نحو 6000 مشارك، وهي بطولة فزاع للصيد بالصقور المخصصة لفئة «النخبة»، حيث تعد واحدة من أكثر البطولات أهمية في محيطها الإقليمي وعلى المستوى العالمي، نظراً لأنها تتضمن منافسات بين أنقى سلالات الصقور في العالم، ومن المقرر أن تختتم بطولة النخبة غداً الأربعاء.

هذا التقارب والتداخل في مواعيد بطولات الصقور جاءا نتيجة لاضطراب حالة الطقس، وتسببه في تأجيل بعض المنافسات في الأيام الأخيرة، على الرغم من أن اللجنة المنظمة للبطولة اضطرت إلى إقامة مسابقة فخر الأجيال المخصصة للصقارين الخليجيين، في ظل أجواء ورياح شديدة أثرت في حركة وسرعة الطير مساء الخميس الماضي.

وعلى مدار منافساتها المختلفة، نجحت بطولة «فخر الأجيال» في استقطاب شرائح مختلفة من المتسابقين، سواء من حيث المستوى الفني، أو حتى من حيث الشرائح العمرية، لذلك فإن هذه البطولة التي تعد أحدث البطولات المرتبطة بالصيد بالصقور، أصبحت تقدم خدمة جليلة ليس فقط للممارسين للصيد بالصقور، بل أيضاً لمتابعيه وعشاقه وجمهوره، الذي توافد إلى منطقة الروية بدبي لمتابعة إثارة منافسات البطولة.

وكأنها استعراض رائع لنخبة ماهرة لأفضل سلالات الصقور، جاءت منافسات فئة «التلواح» المخصصة للشيوخ، وهو ما عكس حقيقة كون الدولة تزخر بعدد هائل من الصقور الأكثر مهارة وتميزاً في الصيد والسباق، لاسيما بطريقة التلواح، التي تعتمد على تلك العلاقة الحميمة بين الصقر ومالكه، فضلاً عن مهارات الصقر التي يستمدها من خلال التدريب الاحترافي.

وشهدت أولى تصفيات المسابقة الخاصة بالشيوخ مشاركة أكثر من 150 صقراً، حيث شاركت «صقور الرئاسة» لأول مرة في البطولة، فيما تميزت مشاركات فرق «إف 3»، و«زعبيل» و«فالكون» و«ناس آر» و«ناس كي»، و«إم إم تيم»، خصوصاً في فئات بيور جير (فرخ)، وفئة بيور جير (جرناس)، حيث جاءت الأرقام المحققة مبهرة ودالة على قدرة صقور تلك الفرق الفائقة على اللحاق بالتلواح في أزمنة قياسية.

أكثر المشاركات عدداً في بطولة فخر الأجيال كانت بطبيعة الحال في المسابقات المفتوحة للعامة، حيث شهدت كثافة كبيرة في مختلف فئاتها، فضلاً عن استيعابها مشاركات متعددة من صقارين هواة ومحترفين، وفدوا من مختلف الدول العربية خصوصاً من السعودية وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت، من أجل المشاركة في البطولة، سواء بطموح الفوز، أو لأغراض الاحتكاك بالمستويات الفنية العالية التي أصبحت تعرف عنها.

ولعل مسابقة «الطيارة اللاسلكية» واحدة أيضاً من أحدث البطولات التي اصبحت بطولة فزاع للصقور تتميز بها، لذلك فإن هذه البطولة كانت موضع اهتمام إعلامي وجماهيري ملحوظ، وشهدت الفئة الخاصة بالشيوخ مشاركة 36 متنافساً. وقد احتدت المنافسة بين المشاركين في التصفيات، في ظل تقارب المستويات.

أجواء الإثارة والتشويق لازمت أيضاً المسابقة المفتوحة للعامة، حيث احتدمت المنافسات كثيراً، بسبب تقارب المستوى الفني للمتسابقين، فيما جاءت المسابقات الخاصة بفئة الناشئين، لتؤكد المغزى الحقيقي لإقامة بطولة «فخر الأجيال»، فالتراث الإماراتي الذي هو فخر الأجيال المتعاقبة بالفعل باقٍ ومستمر، ليربط، ليس بين أجيال الأجداد والآباء، والجيل المعاصر فقط، بل أيضاً برجال المستقبل، وهم أطفال وناشئو اليوم.

وتنافس نحو 300 ناشئ، لتحقيق أفضل الأرقام ضمن أجواء عفوية مبشرة بمستقبل واعد لصقّارين صغار، ومشهد يدل على مدى إقبال جيل النشء على التمسك برياضات توارثها عبر الأجداد، خصوصاً في فئتي «جير تبع» و«تبع وحش»، لنجد أطفالاً في عمر الزهور، لم يتجاوز سن بعضهم الخمس سنوات، وصبية وفتياناً، لم تتخطَ سنوات أعمارهم الغضة حاجز الـ14 عاماً، لا تنقص بعضهم خبرة الكبار في التعامل مع الصقور، والالتزام بقوانين البطولة، لاسيما في ما يتعلق بالتأكيد على الالتزام بمنطقة التلواح وشروطها.

وباستقطابها المئات من هواة ومحترفي الصيد بالصقور، تمكنت بطولة فخر الأجيال في توقيت يكسر نمطية زمن تلك البطولات ويمتد بها إلى مشارف شهر مارس المقبل، من ربط الأجيال المختلفة بتراث القنص بالصقور الذي كان يعد إحدى وسائل تأمين القوت اليومي لساكني البادية، خصوصاً في الصحراء الإماراتية، وهي البطولة التي ساهمت في تطوير كوكبة بطولات فزاع للصيد بالصقور التي بدأت بالأساس بثلاث فئات، لتشمل الآن 28 فئة مختلفة لا تنحصر فقط بالمنافسة المحلية، بل بالخليجية والدولية أيضاً.


المصدر: الإمارات اليوم

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة