دراسة: التغير في شكل الدماغ قد ينذر بالخرف قبل سنوات من الإصابة به

كيف يتغير شكل الدماغ مع العمر؟ دراسة حديثة تكشف مؤشرات مبكرة للخرف

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: 3 دقائق قراءة آخر تحديث: منذ 15 ساعة
دراسة: التغير في شكل الدماغ قد ينذر بالخرف قبل سنوات من الإصابة به

كشفت دراسة علمية حديثة عن تغيرات مدهشة في شكل الدماغ مع التقدم في العمر، والتي قد تمثل إشارات تحذيرية مبكرة على خطر الإصابة بمرض الخرف.

كيف يتغير شكل الدماغ مع العمر؟ دراسة حديثة تكشف مؤشرات مبكرة للخرف

وأكد الباحثون أن فهم شيخوخة الدماغ لا يمكن أن يتحقق من خلال دراسة الأجزاء المنفصلة منه فحسب، بل من خلال تحليل بنيته الكلية، والتفاعل الديناميكي بين مناطقه المختلفة، وهو منظور جديد يفتح الباب أمام تطوير أدوات أكثر دقة للتشخيص المبكر للأمراض العصبية.

الدراسة كانت نتاج تعاون بين جامعة كاليفورنيا في إيرفين وجامعة لا لاغونا في تينيريفي بإسبانيا، وحللت أكثر من 2600 صورة بالرنين المغناطيسي لأشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 30 و97 عاماً، من بينهم بعض المصابين بالخرف في مراحله المختلفة.

ولضمان دقة النتائج، استخدم العلماء مجموعتين من البيانات، إحداهما للاختبار والأخرى للتحقق من صحة التحليل، وركزوا على قياس هندسة الدماغ وشكله البنيوي بدلاً من حجمه فقط، وربطوا هذه المعطيات بالأداء الإدراكي للمشاركين في الدراسة.

وأفادت الدراسة أن الدماغ لا يتقلص بشكل متجانس مع التقدم في السن كما كان يعتقد سابقاً، بل يخضع لإعادة تشكيل بنيوية محددة.

فقد لاحظ الباحثون تمدداً في الأجزاء السفلية من الدماغ، المسؤولة عن الوظائف الحيوية الأساسية، مثل التنفس وتنظيم ضربات القلب، إضافة إلى تمدد في الأجزاء الأمامية المرتبطة بالوظائف الإدراكية العليا، مثل التخطيط واتخاذ القرار.

وفي المقابل، لوحظ انضغاط في الأجزاء العلوية التي تتحكم باللغة، وكذلك في الأجزاء الخلفية المسؤولة عن الرؤية والمعالجة الحركية.

كما أظهرت التحليلات زيادة واضحة في المسافة بين المناطق المتماثلة في نصفي الدماغ الأمامي، وهي علامة على ضعف الاتصال العصبي بينهما.

وبين العلماء أن هذا الانكماش المادي والتراجع في التناظر بين نصفي الدماغ، يعتبر من المؤشرات المبكرة على تدهور كفاءة الشبكات العصبية، وقد ارتبط بشكل مباشر بضعف الذاكرة والتفكير المنطقي.

ونوهوا إلى أن الأبحاث السابقة ركزت فقط على فقدان الأنسجة، لكن نتائجهم تظهر أن الشكل العام للدماغ يتغير بشكل منظم مع العمر، لافتين إلى أن هذه التحولات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بانخفاض القدرات الإدراكية.

ومن أبرز النتائج أيضاً التي توصلت إليها الدراسة، هي أن تمدد الفص الصدغي (وهو الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات) قد ارتبط بمشكلات الذاكرة، خاصة في منطقة القشرة الصدغية الداخلية، وهي المنطقة نفسها التي تعد بؤرة لتراكم بروتين تاو الضار، المعروف بدوره في تطور مرض ألزهايمر.

وأكد العلماء أن هذا الاكتشاف يمنحهم رؤية جديدة لآليات الخرف، كما أنه قد يساعد الأطباء في اكتشاف المرض في مراحله الأولى قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة.

وأظهرت النتائج كذلك أن ضعف الوظائف التنفيذية، مثل التنظيم والتفكير المجرد، يرتبط بضغط واضح في المناطق الجدارية، المسؤولة عن دمج المعلومات والرؤية المكانية، وهو نمط أكثر وضوحاً لدى المصابين بالخرف، مما يشير إلى أن هذه التغيرات تتسارع مع تطور المرض.

وأضاف الباحثون أن هندسة الدماغ يمكن أن تصبح بمثابة بصمة حيوية لتشخيص الخرف المبكر، وأن تحليل صور الرنين المغناطيسي الروتينية، قد يستخدم مستقبلاً للكشف عن أنماط محددة قبل سنوات من ظهور الأعراض السريرية، مما يفتح آفاقاً جديدة للوقاية والتدخل العلاجي المبكر.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة